الدكتور / جلال عبدالعزيز ناجي القباطي - استشاري علوم اقتصاديةفي إطار دينامكية العملية النفطية وتطوراتها بحثاً وتنقيباً واستخراجاً وتكريراً وتسويقاً وبيعاً إلى المستهلك النهائي والتي تتمحور فيها العمليات التسويقية السوقية عرضاً وطلباً والتي بموجبها تتحدد وتتقلب أوضاع النفط والاسعار صعوداً وهبوطاً هو الأمر الذي سنعرّج على تناوله بالتحليل والتدقيق في إطار الإطارات التي سنقوم في استبيانها وتوضيح كل واحد منها بالتتابع :[c1]أولاً : في إطار أوبك تخفيض إنتاجها والإلتزام بالحصص : [/c]لقد مهدت منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك الطريق بالتخفيض لإمداداتها النفطية أول العام الحالي 2007م باتفاقها في اجتماع الكويت في نوفمبر الماضي 2006 وذلك الاتفاق الذي كان يهدف لإعادة إنتاج دول المنظمة الى الحدود الرسمية وهو ما لايتطابق فيه حسابات الحقل إلاّ أنها أتفقت أوبك التي توفر ثلث نفط العالم في اجتماعها القصير بمدينة الكويت على ترك سقف الانتاج الرسمي دون تغير عند 28 مليون برميل يومياً تلبية لطلب في الشتاء في الوقت الذي كان فيه رأينا بأنه من الواجب عليها أن تتجه لكبح جماح الانتاج الزائد استعداد لتراجع الطلب في الربيع وهذه نقطة نأخذها على أوبك بأننا نتفوق عليها في الرؤية الصائبة والسديدة حول واقع ومأزق النفط العالمي حالياً ونسجل ثانياً بأن البيان الختامي حينها أكد أن المعروض النفطي كافاً في السوق العالمية وهو ما كان يتناقض مع الأمر الواقع والمأزق من حيث أنه أخفق في الاحتساب الدقيق بأن إرتفاع المخزونان يعني أن الطلب على نفط أوبك سيقل في الربع الثاني والثالث في 2007م وهذه نقطة ثانية نأخذها على أوبيك وفي إطار ذلك جدير بنا أن نشير الى ما قاله وزير الطاقة الليبي فتحي عمر بن شتوان للصحافيين عقب اجتماع قائلاً : نحن الآن نعد أنفسنا للربعين الثاني والثالث من العام القادم لأن الطلب يقل عادة في هذين (الربعين) وكأنه عديم علم ودراية بواقع العرض والطلب والمضاربة ومأزق الانتاج والتكرير والتسويق وكأننا أمام من يجهل أبجديات النفط والسوق والتسويق والسوقة.وكان رائي أن الاتفاق يعني خفض الانتاج بينما يترواح بين 200.000 و 300.000 برميل يومياً بأنه لا يعدو أن تكون قطرة في بحر الانتاج العالمي الذي يتجاوز 84 مليون برميل لكن هذه الخطوة قد تمهد الطريق ولخفض أكبر وإشارة بعض لوزراء الى أنه سيجتمعون مرة أخرى في (31 يناير 2007م) في فينا لمتابعة الوضع في السوق خلال فصل الشتاء وقال بن شتوان (يجب علينا أن نتمسك بالسقف الآن وربما نناقش إجراء خفض في المستقبل والمح وزير الطاقة القطري عبدالله العطية حينها إذا كان خفضاً أكبر وربما يكون في الطريق وقال إننا نمهد الطرق للاجتماع في نهاية يناير واعتقد أن هذا الاجتماع سيكون مهماً جداً ولكن على الرغم من ذلك تأكد رأينا أن الاسعار الحالية التي تتراوح حوالي 60 دولار للبرميل في نيويورك لا تأثر سلباً على الاقتصاد العالمي من وجهة نظرنا كمستهلكين لأن الاسعار تراجعت كثيراً منذ تسجيلها رقماً قياسياً نهاية أغسطس الماضي خلال اعصاري كاترينا وريتا في الولايات المتحدة حيث بلغ البرميل 85.70 دولار غير أنها لا تزال تعتبر مرتفعة وفي إطار هذه المعمعية نسجل ملاحظتنا في إطار تقرير للطاقة الامريكية الذي يتوقع بقاء سعر النفط دون 60 دولار للبرميل حيث تنبأ التقرير السنوي لوزارة الطاقة الامريكية أن يبقى سعر برميل النفط دون 60 دولار تقريباً بعد خمسة وعشرين سنة وهي توقعات كمن يعيش حالت طلاق وجهل دائم بأحوال وأوضاع أسواق النفط والذي نسجل عليه فاقد الشيء لا يعطي وقال التقرير واستعرض بطريقته الخاصة تطورات ووضع الطاقة خلال عام حول العالم بطريقته الخاصة أيضاً طابعاً إن الانخفاض المتوقع خلال عشر سنوات سيكون بسبب زيادة الاستثمار في التنقيب عن النفط وفي استخراجه وتطويره مما سيوفر إمدادات إضافية في السوق العالمية واضاف التقرير لكن السعر الحقيقي سيرتفع بعد سنة 2015 لأن الطلب سيزيد ولأن تكاليف التنقيب والانتاج سترتفع حتى يصل السعر الى 100 دولار للبرميل عام 2030 وتوقع التقرير بزيادة الاعتماد على الطاقة النووية وغاز الايثانول وذلك بسبب هذه التوقعات في ارتفاع السعر وتوقع زيادة كمية الايثانول المتوفر للسيارات من أربعة مليارات جالون توفرت في السنة 2005 خلال (15 مليار جالون سنة 2030) وسيكون ذلك حوالي 10 في المئة من نسبة البنزين المتوفر للسيارات في ذلك الوقت وتفائل التقرير بمستقبل الايثانول بعد قانون الكونغرس في السنة الماضية بتقديم اعفاءات ضرائبية للمستثمرين والمنتجين في هذا المجال . وقال إن ذلك سيزيد إنتاج الذرة ومحاصيل أخرى تستعمل لهذا الهدف ولكن التقرير أكد أن زيادة بدائل النفط لن تقلل كثيراً من الاعتماد عليه وتوقع ألا يكون نصيب هذه البدائل أكثر من 15 بالمئة عام 2030 وأشار التقرير الى أن إرتفاع سعر النفط العالمي خلال خمس سنوات الاخيرة عما كان عليه خلال التسعينات ما أجبر وزارة الطاقة على إعادة النظر في تنبؤاتها وشرح التقرير صعوبة التنبؤ باتجاهات الاسعار وكميات الانتاج وقال (هناك عوامل كثيرة تؤثر في ذلك منها السعر الحالي والنمو الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة وتوقعات النمو في المستقبل والتطور التكنولوجي والتغييرات المناخية وسياسات الطاقة الذي سيضعها الكونغرس).وأضاف التقرير ولكن هناك اتجاهات مؤكدة في المستقبل منها زيادة الطلب وزيادة التصنيع في دول لم تكون صناعية أو متطورة كثيراً وبالرغم من أخذنا على هذا التقرير كمن يغني في مالطة والرقص في غانا ولكننا نؤكد بأنه أن تضيء شمعة خيراً من أن تلعن الظلام وتجاهل التقرير الامريكي عن بلاده أو قصد بأن الصين اضحت باقتصادها السريع النمو في حاجة الى الاستغلال الامثل والحصول المتزايد على وسائل الطاقة المختلفة لتحريك عجلات اقتصادها المختلفة والتي تجاهلها التقرير الامريكي للطاقة يؤكد حقيقة أن الامريكان لم يصلوا بعد الى جادة الصواب في التحليل وإن تحليلاتهم هي دائماً قاصرة وغير سديدة ودرس العراق والتورط الامريكي فيه لا زال ماثل أمامنا وهو يؤكد عدم الامانة والمصداقية في التحليل الامريكي وفي حالة الصين للنفط مثلاًالتي تعتبر ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم بنسبة 2.10% ارتفاع استهلاك الصين للنفط التي استوردت 380 مليون برميل من النفط عام 2006 أي ما يمثل 48% من احتياجات الصين التي أرتفعت من 43% عام 2005م كما كانت واردات الصين من يناير 2006 الى نوفمبر 2006 (15.6%) بالمقارنة مع عام 2005م كما يتوقع أن يبلغ طلب الصين عام 2007 9.7 ملايين برميل يومياً وهذه هي المسائل التي تجاهلها التقرير الامريكي للطاقة ما يجعله مثأر للشبهة والشكوك والتحوط من جهة ومن جهة أخرى موقف الوكالة من انضمام أنغولا والاكوادور والسودان الى أوبك كما يلي :فلقد اعربت وكالة الطاقة الدولية التي تعكس مصالح الدول الصناعية الغربية عن قلقها من التصريحات الاخيرة عن احتمال انظمام دول منتجة جديدة الى منظمة الاقطار المصدرة للبترول " اوبك" واشار المحلل الرئيس المختص بإمدادات النفط في الوكالة ديفيد فايفي الى " ان الوكالة يساورها قلق من ان عملية الانضمام تضر بتدفق رؤوس الأموال على قطاعات التنقيب والانتاج".وقال متحدث باسم وزارة المالية الانغولية امس ان بلده، ثاني اكبر الدول الافريقية المنتجة للنفط جنوب الصحراء ستتقدم بالطلب للانظمام الى عضوية" اوبك" وقال باستوس دي المبدأ المتحدث باسم الوزارة لوكالة " رويترز" انغولا ستنضم الى " اوبك" في( ادار - مارس) من السنة المقبلة، لكن لم يتم تحديد اليوم بالضبط والميزات المالية لهذا الاجراء الكبيرة.وافادت وكالة الانباء الانغولية ان مجلس الوزراء اتخذ القرار الاربعاء الماضي واضافت :"اخذ القرار في الاعتبار الدور الذي تلعبه البلاد في مجال النفط العالمي في ضؤ انتاجها الحالي البالغ 1 مليون برميل يومياً " ويتوقع ان يرتفع انتاج انغولا من النفط الى مليوني برميل يومياً في السنة المقبلة.وفي السودان،صرح مسؤول في وزارة النفط الى وكالة " رويترز" امس ان حكومته تبحث الانظام الى منظمة " اوبك" وان الفكرة تنتظر موافقة نهائية من الرئيس عمر حسن البشير واشار محمد صديق المتحدث باسم الوزارة الى ان " طلب الانظمام للمنظمة معروض على الرئيس".وينتج السودان نحو 330 الف برميل من النفط الخام يومياً وكانت الاكوادور اعلنت الاسبوع الماضي انها قد تنضم للمنظمة كذلك ورحب مسؤول في سكرتارية " اوبك" بنيات الدول الثلاث الانظمام الى المنظمة لكنه اشار الى ان المنظمة لم تستلم أي طلب رسمي من أي من الدول الثلاث حتى الآن وفي السنة المقبلة وشاركت السودان وانغولا في اجتماعات المنظمة خلال السنوات الماضية بصفة مراقب بينما كانت الاكوادور عضواً في المنظمة حتى عام 1992م ، ويبلغ انتاجها حالياً نحو 300 الف برميل يومياً.وفي اطار مايخص وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمو الطلب بين 2و1,8 مليون برميل سنوياً حتى 2010لندن - رويترز : قالت وكالة الطاقة الدولية امس الثلاثاء ان الطلب العالمي على النفط ينتظر ان ينمو بقوة خلال السنوات الخمس المقبلة رغم الاسعار المرتفعة مما يشكل ضغطاً على المنتجين مع زيادة استهلاك الدول النامية للنفط وتوقعت الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط بما يتراوح بين 1,8إلى2 مليون برميل يومياً كل عام حتى عام 2010.وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن اسواق النفط " العديد من المستهلكين غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثل الصين في مرحلة نمو صناعي سريع ينطوي على استخدام مكثف للطاقة .. ينتظر ان يساهم هذا الاتفاق في انتعاش نسبي لنمو الطلب على النفط.من منتجين خارج المنظمة مثل روسيا لضمان تحقيق وفرة مريحة في الاسواق ويتوقع نمو المعروض من خارج وفرة مريحة في الاسواق ويتوقع نمو المعروض من خارج اوبك في العام المقبل بواقع 1,4 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 110 الاف برميل يومياً في 2005م.وكان العام الحالي ابطأ عام في ست سنوات بالنسبة لنمو المعروض من خارج اوبك مع تسارع نقص انتاج بحر الشمال والثبات النسبي في الانتاج الروسي وتوقعت الوكالة ان يتركز نمو معروض المنتجين من خارج اوبك في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وفي البرازيل وانغولا وقالت وكالة الطاقة الدولية انه حتى اذا حقق المنتجون من خارج اوبك الارقام المستهدفة فان الطلب على النفط يظل متقلب!!وفي هذا الاطاتر تطغى الاحداث الجسام على الشرق الاوسط هذه الايام ويتحصن الجميع في مواقعهم بانتظار المجهول ، اذ يسود لدى عامة الناس ان المنطقة على مفترق طرق، وان احداثاً مصيرية سوداء ،بانتظارنا في المستقبل المنظور، وكأنه لايكفي شعوب المنطقة ماحل بها من دمار وتشرد وضياع الفرص .وفي ظل هذه الأوضاع العصيبة ، تتباين الآراء حول احوال سوق النفط وكيفية التعامل معها. هناك وجهات نظر متباينة عند بعض وزراء " اوبك" برزت الاسبوع الماضي حول السياسة الإنتاجية في الفترة المقبلة ووجوب المحافظة على مستوى الانتاج الحالي ام لا اوتخاذ قرار بخفضة مرة اخرى في الاجتماع الوزاري الاستثنائي في ابوجا في 14 كانون الاول ( ديسمبر) الجاري لتلافي التدهور في الاسعار مستقبلاً.وذاا اخذنا في الاعتبار مستوى الاسعار الحالي فقط فان معدل 60 دولاراً يعتبر معقولاً بل مقبولاً من كل الاطراف - المستهلكين والمنتجين اما اذا نظرنا الى مستوى المخزون التجاري العالمي للنفط الخام والكمية الضئيلة نسبياً التي تسحب منه خلال هذا الفصل مقارنة بالسنوات الماضية فعندئذ تختلف الصورة اذ ان المعطيات المتوافرة حالياً تشير الى ان مخزون النفط الخام لايزال مرتفعاً وان هناك خوفاً حقيقياً من تدهور الاسعار في الربيع المقبل، اذا بقي مستوى الانتاج على ماهو عليه الآن.هذه خلافات اقتصادية تتحكم فيها المعطيات والمعلومات المتوافرة، اضافة الى معدلات اسعار النفط التي يراد تحقيقها لتوازن العرض والطلب على المديين القصير والمتوسط.من ناحية اخرى، هناك خوف ف الاسواق العالمية الى ما آلت اليه اوضاع صناعة النفط العراقية، وحيال قدرة العراق في الاشهر المقبلة على المحافظة على مستوى الانتاج الحالي ام مستويات الانتاج ستتدهور الى حدودها الدنيا مرة اخرى كما حدث في الاشهر التي تلت الاحتلال في عام 2003م ودعم هذا التخوف تصريح عبر الهاتف لمسؤول عراقي نقطي من بغداد لوكالة" رويترز" في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) توقع فيه الاسوأ، وتخوف من تفكك الدولة ومؤسساتها.يكمن السبب وراء هذا الخوف ليس فقط من النزاعات السياسية الدموية في بغداد والاضعاف المستمر لمؤسسات الدولة وتاجيج السرطان الطائفي المقيت ، ولكن مما يمكن ان يحصل في الشمال والجنوب في المستقبل المنظور.فالتوقعات هي ان النصف الثاني من عام 2007م سيشهد صراعاً على كركوك وحقولها النفطية وما سيعنيه هذا من نزاعات داخلية من جهة ، وبروز الدور التركي.
|
دراسات
رؤية في أزمة النفط العالمي الحالية وطرق حلها وتجاوزها
أخبار متعلقة