عبدالله صالح المسيبلي
قاسم عمر قاسم في منطقة عريب مديرية مكيراس وفي نهاية ثلاثينات القرن الماضي ولد فنان كبير اعطى للمسرح حياته كان اصغر اخوته وكانت عائلته تنتمي الى الفقه والعلم الا وهو الفنان القدير الاستاذ الفقيد عبدالله صالح مسيبلي ونزح مع اخوته الكبار الى عدن في بداية الاربعينات ودرس في مدارس القوات المسلحة انذاك ثم انتقل الى العمل في مصافي عدن في النصف الاخير من خمسينيات القرن الماضي مع اخيه الاكبر وهو الاستاذ الفنان المخرج والممثل والكاتب علي صالح مسيبلي اطال الله في عمره حيث التقى الاخوان مع بعض المهتمين بالعمل المسرحي في شركة مصافي الزيت البريطانية انذاك ومنهم الاستاذ عمر عوض با مطرف وياسين بهري ومحمد الدقمي وكثيرمن الذين كانوا يعملون في المصافي وكانت لهم ميول مسرحية حيث اسسوا فرقة الهيئة العربية للتمثيل وكان عبدالله مسيبلي شابا مفعما بالحيوية وحب العمل وقدم مثل الكثير من الشخصيات في هذه الفرقة مثل على سبيل المثال فتاتنا اليوم وجريمة في الليل وهل قتلت اخي وغيرها من الاعمال وكان ذلك في نهاية الخمسينيات وبداية الستينات . وفي المدة نفسهاكان له نشاط اذاعي حيث ساهم في كثير من التمثيليات مع بقية زملاءه وكان اخوه علي يعتبر استاذه في مجال الفن وقدم مع اخوه البرنامج المشهور في بداية الستينات " هذه الجنوب ارضنا الطيبه " وفي تلك المدة من خلال تقديم العروض المسرحية خارج منطقة البريقة تعرف على فنانين تلك المدة مثل الاربد والمدي وعمر الرخم والقاضي وعبدالحميد فارع وغيرهم هذا بالاضافة الى فرقة المصافي واعضاءها انذاك الممثل الحاج عمر طاهر والعمير وعلي صالح بن صالح وناصر حسين وغيرهم . ومع بداية البث التلفزيوني كان الشرف لعبدالله مسيبلي ان يعمل من خلال مسرح التلفزيون كممثل في اول عمل صور في التلفزيون وهو ست البيت تاليف وا خراج عمر عوض با مطرف في عام 1964م واستمر يقدم في مسرح التلفزيون الكثير من المسرحيات والتمثيليات هذا اضافة الى المسرح والاذاعة شأنه شـأن كل المبدعين من فرق وممثلين في تلك المدة الزاخرة بالاعمال الفنية . وبعد الاستقلال بالتحديد في نوفمبر 1968م اخرج اول عمل مسرحي له بمناسبة الذكرى الاولى للاستقلال مسرحية شهيد الوطن حيث كان هذا العمل من بطولة علي احمد يافعي الذي اصبح في المدة اللاحقة رفيق دربه وكان بالصدفه اول بطولة لعلي يافعي وكان ذلك ضمن الفرقة القومية للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ولم يشاء القدر ان تستمر هذه الفرقة وبعدها استقال الفقيد من مصافي عدن وهاجر الى الولايات المتحدة الامريكيه وكان ذلك في نهاية الستينات واستمر هناك قرابة اربع سنوات يعمل كمغترب من اجل تحسين مستوى معيشته ولكن استغل فترة وجوده هناك ودرس الاخراج التلفزيوني بنظام الساعات . وعند عودته من امريكا لم يتحصل على عمل وكان ذلك في بداية السبعينات ولكن قدم كممثل مسرحية الارض التي اخرجها المرحوم المبدع فيصل علي عبدالله وكان ذلك في نهاية 1973م حيث شاهده يمثل الرئيس سالم ربيع علي ووظفه في وزارة الثقافة في عام 1974م ذهب في دوره دراسيه في مجال الاخراج الى المانيا مع زميليه عبد اللطيف حاشدي فني اضاءه وصوت وعثمان عبدربه من زنجبار محافظة ابين وعاد في منتصف 1975م واخرج لفرقة المصافي الكوميديه التي كان اسمها انذاك الفرقة اليمنية الكوميديه وكان لي الشرف بأن اعمل معه كممثل في مسرحية عائلة في خطر تأليف الاستاذ احمد محمد الشميري حيث كان اول عرض له في نوفمبر 1975م كما كلف بالاشراف على اول دورة في مجال المسرح 1975-1976م التي اقامتها وزارة الثقافة لكل الفنانين من عدن ولحج وحضرموت وكنت انا وبقية زملائي ضمن هذه الدورة حيث كان يدرس فيها كلاً من 1- سامي عبدالنبي من مصر نظريه مسرحية واخراج 2- بارسك آلن تصميم ديكور من فرنسا 3- الاستاذ عمر عوض بامطرف تاريخ مسرح يمني وبعد انتهاء الدورة اصدر الاخ وزير الثقافة محمود النجاشي انذاك قراره بأنشاء فرقة المسرح الوطني في يوليو 1976م وكذلك قرار بتعيين الاستاذ عبدالله صالح مسيبلي قائداً لهذه الفرقة وضمت هذه الفرقة بعض الذين تخرجوا من الدورة وكبار الممثلين انذاك وكان لي الحظ ان اكون من هذه النواة عند تخرجي من الدورة حيث قدمت هذه الفرقة باكورة انتاجها مسرحية فتاتنا اليوم تأليف علي صالح مسيبلي واخراج الاستاذ عبدالله مسيبلي وتوالت اعمال الفرقة التي كان يعمل فيها عبدالله مسيبلي اما ممثلاً او مؤلفاً او مخرجاً وعلى سبيل المثال بعض الاعمال مثل : ذي زرعتوه احصدوه كان ممثلاً وكانت من تأليف واخراج علي اليافعي التركه الجزء الاول كان ممثلاً يعد ان تنازل من الاخراج لاول خريج من الكويت لاخراجها وكان احمد سعيد الريدي وبعد ممثل مع المخرج المرحوم علي الرخم مسرحية الفردية القاتله واخرج القوي والاقوى لسعيد عولقي . لقد ادار الاستاذ الفقيد عبدالله المسيبلي فرقة المسرح الوطني بكل حنكه وقدره وفن حيث كان الاب والاخ والاستاذ والصديق رحمه الله واستمرت اعمال الفرقة في المسرح الوطني حيث كانت له مشاركات خارجيه في مهرجاني دمشق للمسرح العربي عامي 1979م بمسرحية الفردية القاتله ونحن والفاشيه تاليف زكي عمر واخراج احمد الريدي في عام 1988م بمسرحية العاشق والسنبله تأليف فيصل صوفي واخراج علي يافعي . وله الكثير من الاعمال التلفزيونيه والاذاعيه بالذات الاذاعه حيث كان مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً في مدار فترات كثيره من حياته الفنيه الى اخر ايام حياته حيث قدم ثلاثية الايام والسنين تاليفاً واخراجاً وتمثيلاً . اما فيما يخص نشاطه المسرحي بعد ذهابناً للدراسة 80 ـ 1986م قدم العديد من الاعمال المسرحيه حيث اخرج للمسرح الوطني في عام 1981م مسرحية " ابو الويل " تأليف عمر الرخم وفي عام 1984م مثل مسرحية طرطوف من اخراج عبدالله حسين وفي عام 1988م مثل في مسرحية العاشق والسنبله التي تشارك بها في مهرجان دمشق العربي العاشر . وفي عام 1991م بعد الوحدة مثل اخر عمل مسرحي له وحي الجزء الثاني من مسرحية التركه تاليف الاستاذ سعيد عولقي واخراجي واستمر في عروضها الى ان انتخب في اول مجلس نيابي للجمهورية اليمنيه 1993-1997م وهنا توقف عن العمل كمثل ناتج لانشغاله بمجلس النواب في عام 1994م كانت اخر وقفه له مع المسرح حيث سجل مسرحية التركه في مطلع عام 1994م .عبدالله مسيبلي خلف 5 من الابناء 3 ذكور وابنتين له زوجه مخلصه كانت خير عون له في حياته وفنه وخلف عبدالله المسيبلي ذخيره كبيره من الاعمال الفنية سواءاً على المسرح او الاذاعه او التلفزيون لقد شجع المسيبلي الكثير من الشباب العاملين في المسرح وحتم على الاخلاص له . صارع المسيبلي المرض الخبيث لاكثر من 3 سنوات حتى صرعه المرض في 25 يناير 2002م وسقط كالطود وكانت نهاية فارس من فرسان المسرح اليمني الذي مات جسداً وظل فينا روحاً وفناً . رحم الله عبدالله المسيبلي واسكنه فسيح جناته