العنف الأسر ي
إعداد/بشير الحزمي:عرفت منظمة الصحة العالمية العنف بأنه الاستخدام المتعمد للقوة الفيزيائية سواء بالتهديد أو بالفعل ضد ذات الشخص أو شخص أخر أو ضد فئة (مجموعة) أو جمهور والتي ثمة توقع كبير أن تنتج عنها إصابة أو وفاة أو أي أذى نفسي أو اختلال وسوء في النمو أو حرمان أو ضرر.ويؤثر العنف على كل مجتمع وكل دولة في العالم وليس له حدود جغرافية.وهذا يعني أن العنف أصبح مشكلة مرضية ذات أبعاد اجتماعية وإحدى الظواهر البارزة التي تهدد حياة وأمن الناس في كل مكان وزمان.إن ظاهرة العنف وما تنتج عنها من تأثيرات كبيرة وممتدة تعتبر واقعاً إنسانياً معاشاً لا يمكن تجنبه ولكن من الممكن الحد منه والتخفيف من آثاره ونتائجه،حيث أن الوسائل الوقائية تعتبر الخطوة الأولى والأساسية في هذا الاتجاه.[c1]العنف الموجه ضد الأطفال[/c]يأخذ العنف الموجه ضد الأطفال أشكالاً مختلفة منها قتل الأطفال أو تشويههم أو التخلي عنهم أو عمالة وإهمال الأطفال أو العنف الجسدي أو الجنسي ضد الأطفال.ويمثل العنف ضد الأطفال تهديداً رئيسياً للتنمية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي،وكذلك يهدد كل الجهود الساعية إلى بلوغ الأهداف الإنمائية،ولا يمكن أبداً تبرير العنف،كما أنه ليس أمراً حتمياً،فإذا تحددت أسبابه وتم التصدي لها يمكن الحيلولة دون حدوثه والوقاية من بصورة كاملة.وفي الوقت الحاضر أثبتت العديد من الدراسات أن أعداد كبيرة من أطفال العالم يتعرضون للعنف بأشكال متعددة،حيث نجد عنف العمالة والتسول والتشرد والتهميش والقتل والتهريب والحرمان من التعليم...إلخ،كل هذا يحرم الطفل من تكوين شخصية سليمة مستقبلاً،ويحرمه من كل حقوقه المشروعة له،ومن هذا المنطلق كان لابد من التوعية الجادة عبر مناهجنا بضرورة الاهتمام بالطفل وإعطائه كل حقوقه التي تجعل منه مواطناً صالحاً،حيث أن العنف قد يؤدي إلى الانحراف والإجرام وغيرها من أنواع السلوك غير المرغوب.[c1]العنف ضد الأطفال في المنزل والأسرة[/c]يتعرض بعض الأطفال في الأسرة إلى الممارسات التقليدية الضارة وغير ذلك من أشكال الإذلال النفسي والإيذاء البدني كالضرب حيث تعتبره بعض الأسر الطريقة الرئيسية للتأديب،إضافة إلى الإهمال واللامبالاة في تربية الأطفال وتوجيههم والتقصير في حمايتهم من العنف نفسه ومن التعرض لعنف يمكن منعه على أيدي أصدقاء أو جيران،كذلك التمييز الصارخ حسب النوع،والتقصير في الاستفادة من الخدمات الصحية وخدمات رعاية الأطفال لتعزيز سلامة ورفاهية الطفل،ويعتبر الزواج أحد أشكال العنف لما له من أثار صحية ونفسية.[c1]العنف في المدارس والأوساط التعليمية[/c]يتخذ العنف الموجود في المدارس أشكالاً بدنية ونفسية وعادة ما يحدث الشكلان معاً،حيث قد يرتكب المدرسون وغيرهم من موظفي المدارس عقوبة الإيذاء البدني وغيرها من أشكال العقاب والمعاملة القاسية والمهنية والإساءات المختلفة،ويرجع السبب في ذلك إلى قصور من قبل المعلم في معرفة هدفه التربوي،حيث يكون الاهتمام الأكبر فقط على الحفظ والتلقين ولا يعمل على تعديل السلوك.وعليك أخي المعلم أختي المعلمة يقع الدور الأساسي في التربية والتعليم المتمثل في تعديل سلوك المتعلم نحو الأفضل بأساليب تربوية.كما أن على مدارسنا اعتماد التفاعل البناء والسليم بين التلاميذ والمدرسين وتعزيز العلاقات الإنسانية الطيبة.[c1]العنف ضد الأطفال في المجتمع[/c]تعد عمالة الأطفال أساساً عنفاً في حد ذاتها حيث أن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص توصي بتوفير الحياة الكريمة للطفل،لكن الملاحظ في كافة الدول الفقيرة والنامية الكثير من الأطفال في سن المدرسة يعملون في مجالات شتى ويتعرضون إلى العنف البدني أو العنف النفسي الصياح،التوبيخ،الإهانة،العزل،التهميش” إضافة إلى العمل في أعمال خطرة “الميكانيكا،الكهرباء،النجارة،البناء”...إلخ. ونجد في المجتمعات التي ليس فيها استقرار سياسي أن الطفل يواجه حالات صراع العنف السياسي فإن هذا العنف يضر كثيراً بشخصية الطفل وتنشئته بشكل سليم،ويتعرض الأطفال الذين يتواجدون في الشارع باستمرار إلى العنف والإساءة بأشكال مختلفة.