[c1] لنزلات البرد والإنفلونزا.. معالجة دوائية ومنزلية [/c]عادة، لا تتطلب معالجة حالات الإنفلونزا أو نزلات البرد أكثر من الراحة على السرير، والإكثار من تناول السوائل. والراحة في السرير، والنوم بالذات، هو أفضل ما يُمكن للمرء فعله لمساعدة جهاز مناعته على مقاومة حالة الالتهابات الفيروسية. وأفضل السوائل، التي من المفيد تناولها، الماء أو أحد أنواع عصير الفواكه الطازجة. وأهمية الإكثار من تناول السوائل، هي تعويض ما يفقده الجسم منها. وأفضل علامة لتزويد الجسم بكفايته من السوائل هو إخراج الإنسان لبول ذي لون أصفر فاتح جداً. وثمة عدة دراسات طبية أثبتت فاعلية تناول «شوربة الدجاج» في مقاومة حالات نزلات البرد أو الإنفلونزا. وبعض تلك الدراسات الأميركية، أكدت صراحة على فائدة «شوربة الدجاج» التي يتم إعدادها بإضافة الخضار والبصل والفلفل الأسود والملح. ومن المفيد البقاء في حجرة معتدلة الحرارة، أي غير باردة وغير حارة، وذات درجة جيدة من الرطوبة. وهذان الأمران مُهمان في تخفيف السعال والاحتقان. ويُؤكد الباحثون من مايو كلينك على فائدة «غرغرة» الحلق بالماء الممزوج بالملح، وذلك عدة مرات في اليوم. وكذلك على تناول العسل. كما يُؤكدون على جدوى ترطيب الأنف وتخفيف الاحتقان فيه، بتقطير الأنف بسائل مُعقّم للملح والماء saline nasal drops. والمضادات الحيوية المعروفة، لا محل لها في معالجة حالات نزلات البرد أو الإنفلونزا الفيروسية. والسبب أن المضادات الحيوية موجهة للقضاء على البكتيريا، وليس الفيروسات. وللتغلب على أعراض مثل ارتفاع حرارة الجسم، أو ألم الحلق، أو الصداع، قد يكون من المفيد تناول أحد الادوية المحتوية على مادة «باراسيتامول» أو مادة «أسيتامينوفين»، مثل «بانادول» أو «تايلينول»، بالمشتقات الدوائية المتوفرة في الصيدليات لأي منهما. إلا أنه يجب تذكر أن هذه النوعية من الأدوية، بالرغم من إفراط البعض في تناولها، ضارة على الكبد، خاصة لمنْ لديهم التهابات فيروسية مزمنة في الكبد أو المُفرطين في تناول المشروبات الكحولية أو لديهم أسباب أخرى لضعف الكبد. وقد يكون من المفيد أيضاً، إن كانت حالة الشخص الصحية تسمح، تناول أحد أنواع الأدوية المضادة للالتهابات من النوعية غير «الستيرودية»، مثل «بروفين» أو «فولتارين» أو غيرهما. ولتخفيف الاحتقان في الأنف أو الحلق، قد يلجأ الطبيب إلى وصف تناول أحد الأدوية المضادة للاحتقان، أو كقطرات أو بخاخ في الأنف. ولكن يجب عدم تناولها لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، نظراً لاحتمال تسببها بعد تلك المدة في إطالة مدة التهاب الأغشية الأنفية أو الحلقية. وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن ثمة مكانا لأحد أنواع «شراب الكحة» في معالجة نزلات البرد أو الإنفلونزا، فإن نصيحة «الكلية الأميركية لأطباء الصدرية» صريحة في التشديد على عدم النصح باللجوء إليها. والسبب أنها غير فاعلة في علاج سبب السعال في الحالتين هاتين، لدى البالغين. أما بالنسبة للأطفال، فهي لا تنصح على الإطلاق باستخدام الأطفال دون سن 14 سنة لأي مستحضرات علاجية للسعال أو نزلات البرد، من النوعية التي تُباع في المتاجر أو الصيدليات دونما الحاجة إلى وصفة طبية. وذكّرت الكلية في إرشاداتها الحديثة إلى أن هذه الأدوية لها آثارها الجانبية السيئة. كما قالت صراحة بأن على المُصابين بنزلات البرد أو الإنفلونزا معرفة أن السعال المُصاحب لنزلات البرد أو الإنفلونزا، والذي ليس نتيجة وجود التهاب بكتيري في الجهاز التنفسي، سيستمر لديهم غالباً ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وهنا من المهم مراجعة الطبيب للتأكد من الأمر. وهناك من الأطباء من ينصح المُصابين بالإنفلونزا بالذات، بالبدء المبكر بتناول عقار «تاميفلو» Tamiflu ، كأحد مضادات الفيروسات. ولكن «تاميفلو» له آثاره الجانبية التي قد تطال التركيز الذهني واحتمالات إيذاء النفس وغيره من السلوكيات التي تحتاج إلى مراقبة لدى متناوله. هذا بالإضافة إلى محدودية فاعليته في تخفيف أعراض الإنفلونزا، وضرورة أن يتم البدء بتناوله في الـ 48 ساعة الأولى من العدوى. ولا يبدو حتى اليوم، أن ثمة جدوى ثابتة علمية لتناول فيتامين سي في حالات نزلات البرد أو الإنفلونزا.[c1]عناصر للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا [/c]في ما عدا أخذ اللقاح الخاص بالإنفلونزا، سنوياً، فإن عناصر الوقاية من نزلات البرد تتشابه مع تلك التي للوقاية من الإنفلونزا. وهي ما تشمل: - غسل اليدين. وبالرغم من استسهال البعض له، وتقليلهم من شأن أهميته، فإن تكرار غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وفركهما بعضهما ببعض، ولمدة لا تقل عن 15 ثانية، يظل هو أفضل وسيلة يُمكن بها للمرء أن يقي نفسه من الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. ولا يُوازي غسل اليدين، بتلك الصفة، في الفائدة إلا فركهما بسائل يحتوي على الكحول بنسبة لا تقل عن 60%. - النظافة المنزلية والمكتبية، خاصة تنظيف الأشياء التي قد يستعملها الغير، كسماعات الهاتف أو لوح مفاتيح الكومبيوتر والحمامات وغيرها. - استخدام المناديل الورقية. وعلى المرء أن يتعود على عدم العطس أو السعال إلا باستخدام المناديل الورقية لتغطية الفم والأنف. وضرورة التخلص المباشر من تلك المناديل الورقية. ومن المهم أيضاً تعليم الصغار، والكبار، على عدم استخدام اليدين لتغطية الفم أو الأنف عند السعال أو العطس. - عدم مشاركة الغير في استخدام الأشياء. وتحديداً، فإن الحديث موجه نحو تجنب استخدام كؤوس الماء أو الملاعق أو الأطباق أو غيرها مما استخدمه الغير. - الاهتمام بصحة الأكل والنوم. وذلك بتناول الأطعمة الصحية وأخذ الكفاية من النوم الليلي اليومي، لأنها أحد وسائل رفع مستوى مناعة الجسم. - تجنب المُصابين. ونزلات البرد والإنفلونزا من السهل جداً انتشار عدوى أي منهما حال الزحام أو العناق أو الجلوس الطويل في ما بين المُصابين والسليمين، سواءً في المنزل أو المكتب أو المطاعم أو وسائل التنقل. ولذا فإن تجنب الأماكن المزدحمة وتجنب القرب الشديد من الغير أحد وسائل الوقاية من نزلات البرد. - تلقي لقاح الإنفلونزا. لا يُوجد حتى اليوم أي لقاح خاص بالوقاية من نزلات البرد، ولكن يُوجد لقاح يُنتج سنوياً للوقاية من الإنفلونزا. وعلى الإنسان أن يأخذ اللقاح الخاص بالإنفلونزا الموسمية، في شهري أكتوبر أو نوفمبر. وهو ما يمكن الجسم من إنتاج الأجسام المضادة لمقاومة الإنفلونزا في أوج موسمها، أي في ما بين شهر ديسمبر وشهر مارس.
نزلات البرد والإنفلونزا.. الوقاية تقلل من الإصابات 2 -2
أخبار متعلقة