تحت ظلال الإسلام
منها حل الغنائم فقد كانت الأمم قبلنا على ضربين : منهم من لم يُؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم غنائم..ومنهم من أُذن له في الجهاد فكانوا يغزون ويجاهدون ويأخذون أموال أعدائهم ولكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها وعلامة قبول غزوهم أن تنـزل نار من السماء فتأكلها وعلامة عدم القبول ألا تنـزل ...وقد مَنَّ الله على هذه الأمة ورحمها لشرف نبيّها عنده فأحل لهم الغنائم :}فكلوا مما غنمتم حلالاً طيبا{ وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي)) وذكر منها: (( وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي))[ البخاري ومسلم ]ومن خصائص الأمة المحمدية أن جعلت لها الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل أدركته الصلاة فلم يجد ماء ولا مسجدا فعنده طهوره ومسجده فيتيمم ويصلي بخلاف الأمم من قبلنافإن الصلاة أبيحت لهم في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع ...عن عبد الله بن عمر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم- عام غزوة تبوك- قام يصلي فاجتمع وراءه رجال يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم وقال:((أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي )) وفيه : ((وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسّحت وصليت ، وكان من قبلي يُعظّمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم )) [ أحمد وقال الهيثمي رجال ثقات ] . ومن خصائص الأمة المحمدية أن الله وضع عنها الأغلال والأثقال والآصار التي كانت على الأمم قبلها فأحل لها كثيرا مما حُرِّم على غيرها ، ولم يجعل عليها في أحكامها عنتا وشدة كما قال الله : ( هو اجتنابكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ) { فكانت شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم أكمل الشرائع وأيسرها وأسهلها، حتى قال عليه الصلاة والسلام : (( إني أُرسلت بحنيفية سمحة )) [ أحمد ] وفي الحديث الذي رواه أحمد عن حذيفة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( وأحل لنا كثيرا مما شُدِّدَ على من قبلنا ولم يجعل علينا من حرج)) وحسبك حتى تدرك رحمة الله بهذه الأمة وتيسيره عليها أن تعلم ما يلي :-1 كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم البول قرضه بالمقراض فلا يطهر إلا بذلك ، ونحن نكتفي بغسله..(أحمد )-2 كان اليهود إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيت ..«أي لم يجلسوا وإياها تحت سقف واحد ] وقد أُحل للأمة المحمدية الاستمتاع بالحائض فيما دون الفرج»..( مسلم)-3 كان في بني إسرائيل القصاص في القتلى ولم تكن فيهم الدية فخفف الله عنا بتشريع الدية فذلك قوله تعالى:}فمن عُفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف و أداء إليه بإحساـن ذلك تخفيف من ربكم ورحمة -4 كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا أصبح مكتوبا على بابه ذنبه .. وكفارة ذلك الذنب ..( أثر عن ابن مسعود رواه ابن جرير ).-5 كان صوم من قبلنا من الأمم إمساك عن الكلام مع الطعام والشراب فكانوا في حرج ، ورخص الله لنا بحذف الإمساك عن الكلام ..( قال ابن العربي وأورد ابن كثير أثرا عن مالك بمعناه).