لا يصبح المتطرف والمتشدد إرهابيا إلا بعد أن يتهيأ نفسيا و عقليا للقيام بعمله، أولا في ما يتعلق بمصلحته الشخصية فلا بد أن يؤمن أولا و يصدق أن الحياة مرحلة مؤقتة و أنه إلى خلود في نعيم أبدي من اللذائذ الحسية الغرائزية، و أن تخليه عن مرحلة الدنيا القصيرة سيعود عليه بالرضى الإلهي لأنه شهيد في سبيل هذا الإله،و كي يؤمن بهذا لابد قبله أن يكون قد انتهى إلى أن ما يؤمن به هو الصح الوحيد المطلق و الطهارة الكاملة و النموذج الأمثل، و أن الآخرين على باطل. هنا يأتي دور التكفير، و هو أن المختلف عني هو عدو بالضرورة و مجرم بالضرورة و يستحق القتل بالضرورة، و يغدو القتل هنا ليس فعلا إجراميا و لا غدرا، إنما يصبح قمة الإيمان و التصديق بهذا الإيمان، لهذا يغدو القاتل قديسا بالضرورة. و بين العناصر السابقة ينزلق عنصر آخر- ليشكل الملاط الرابط في بناء الإرهاب - هو العنصرية الطائفية التي لا ترى في الذات سوى الصفاء الملائكي كله و في الآخر الشيطان متجسدا.و لو فحصنا كل هذه المسلمات بالعقل مجردا لن نجد لتصديقها دليلاً واحداً أو حتى قرينة تؤكد صدق هذه المسلمات، فكيف لعقل يقدم على الموت مختارا ألا يبحث عن مدى الصدق واليقين فيما هو مقدم عليه، وأن يكون اختياره قائما فقط على الانبهار بسيرة الأنصار والمهاجرة، لأنه بالطبيعة البشرية وبدون وعي سيكون الترتيب لأول الأهداف هو المصلحة الشخصية والعائد المضمون، هنا تجد آليات أخرى لصنع الإرهاب أولها تغييب العقل عن عمله الذي هو الفحص والنقد والتمييز وعدم قبول صحة فكرة إلا بأدلة وقرائن يقبلها هذا العقل، هنا يتم تحويل هذا العقل عن دوره الطبيعي وقوانينه الموضوعية، إلى منطقة يتعطل فيها عمل العقل ولا يؤدي دوره ، وفي هذه المنطقة هناك فقط نوعان من البشر ، من يزعمون أنهم المترجمون الحقيقيون لطلاسم ذلك العالم الخفي، ومن عليهم الطاعة التامة والاستسلام الكامل، للخروج عن طاعة العباد إلى طاعة رب العباد.و تجمع كل هذه الأطراف نفسها داخل مصفوفة متراصة وراء أداة التحريك وتطبيق النص على الواقع، وأداة التحريك تلك أو الطاقة الدافعة للحركة اسمها الفتوى، التي تقف وراءها دعما ونصرة أموال البترودولار الإسلامية التي لا تبخل ولا تقصر لحظة، بنهر مال قادر على فتح مئة فضائية إسلامية في ليلة واحدة. وأن يأتي عاكف المرشد السابق للإخوان لو شاء بمليار دولار في ساعة واحدة بإشارة من إصبعه (و طقطق بالإبهام والوسطى هكذا) كما قال يوما.الفتوى هي في عقل المؤمن تصدر من رجال دين يصفون أنفسهم بأنهم ورثة الأنبياء مثلما فعل من قبلهم أحبار وملوك بني اسرائيل وكهنة الكنائس المسيحية ، لذلك هي على اتصال بذلك العالم الغائب وأصحابها هم الأقدر على التفاهم معه، وما على المؤمن سوى التسليم بها والعمل بموجبها. وبهذا المعنى هي الآلية التي ستضفي الشرعية على كل الآليات السابقة للعمل، بحسبانها القادرة على إنزال النص القديم على الواقع المعاصر بوراثتها للنبوة التي هي اتصال بالسماء، لأنهم ورثة الأنبياء.من جانبها تشير الخرافة إلى عالم أو أشياء وهمية غير موجودة، والإيمان بالغيب هو شرط لأي إيمان ديني وشرط صحة إسلام المسلم، ومع ذلك لا يكل بعض رجال الدين من تأكيد أن الإسلام ضد الخرافة وضد السحر، ومع ذلك لا يكلون أيضا من الحديث عن الحسد ولبس الجن لبني آّدم والعلاج ببول الابل، وبخلطهما الدائم يضيع العقل المؤمن ما بين الذهان والهذيان، كالذي يخلط بين أحداث يقظته وأحداث منامه، فلا يعود يميز بينهما، وتتحول أي خرافة إلى حقيقة، وأي فعل مهما كان شريراً إلى فعل ملائكي خالص لوجه الله .الفاضح والواضح والبسيط أن المفتي بما يفعل إنما يقول للناس أنه قد جاء ليكمل نقصا عند الرب بالفتوى، بينما المسلم الطبيعي يؤمن بخالق خلق الكون كله في انسجام وتناغم ودون تناقص أو تعارض، وأن أي خلل في هذا الانسجام يكون مدمرا، لذلك لم يخلق الله ما يعارض هذا الانسجام مدعيا أنه جاء ليكمل نقصا عند رب الأرباب. وهو غير المحتاج المستغني بذاته، ويجد من يجترئ أن يضيف إلى كونه ومخلوقاته التوازن والتكامل، بينما هكذا أراده الله أمما وشعوبا وقبائل ليتعارفوا وليس ليقتل بعضهم بعضا لتوحيدهم - ضد إرادة الله - في قبيلة واحدة.و هكذا ما عاد أحد ينشغل في بلادنا بمهام العقل الإنساني الضعيف العاجز، وما عاد يشغلنا ما يحدث في العالم من حولنا من انفجارات معرفية وكشوف إعجازية مادية مرئية، وهنا أصبح الأميون من حفظة النصوص الفقهية القديمة في بلادنا هم العلماء وأهل كل المعارف الصحيحة وهم القادة الآمرون.الأفدح في كل هذا أن يصل اليقين ببعضنا إلى الشعور بالتميز عن تلك العوالم المتقدمة، وأن تميزنا مستمد من موروث فقهائنا وليس من شيء صنعناه بأيدينا، يفاخرون الآخرين بالإسلام، حتى أننا محسودون من الشعوب والبلدان التي تصنع التكنولوجيا وتتمتع بالحريات لما نحن فيه من عفن وتخلف.بينما الآخرون لديهم موروث يشبه ما عندنا وأكثر منه لكنها أودعت معظمه المتاحف .. كلامنا مديح أو تقديح، شعر فخر أو شعر هجاء، نفاخر بكلامنا من امتلكوا الفضاء ونباهيهم بأننا حطمنا هبل واللات وتماثيل بوذا في «باميان». وعندما عجزنا عن مشقة السعي وراء البحث العلمي حيث يتنافس المتنافسون ويخترع المخترعون، وقفنا رغم تميزنا المزعوم في طابور المستهلكين للحضارة، ومع الشعور بالتخلف والعار ينشأ الحقد على هذا المتفوق، وهنا تكفي أي فتوى أو إشارة ليتفجر هذا الحقد بحزام ناسف وسط السعداء الآمنيين في بلادهم بعلمهم وقيمهم.إن الدول المحترمة لا تسمح لكل من هب ودب أن يكسر القانون باسم أي دين أو مذهب كان،و لا إن يخرج علينا بتشريع لم يتواضع عليه المجتمع نيابيا، فمن يصدر الفتوى بدون طلب رسمي من الحكومة هو وفق القانون شخص خارج عن القانون يحرض على التمرد والفتن بما يهدد أمن المجتمع، ويجب أن تتم محاكمة هؤلاء لتكدير السلم الوطني والخروج على القانون،إن جبهة علماء الأزهر التي أفتت بكفر فرج فودة وحرضت على قتله بآيات وأحاديث لم يحاكم أحدهم حتى اليوم، بل إن محاكمة القاتل بعد موت فرج تحولت إلى محاكمة للقتيل.ولا تترك الدول المحترمة تعليمها وإعلامها ومساجدها وزواياها لفكر طائفة واحدة من طوائف المجتمع ولا لأيديولوجيا جماعة بعينها لأن تلك هي الفاشية بعينها، ولا تترك الشوارع والمواصلات العامة تحمل الملصقات الطائفية والتحريضية من كل لون وصنف. الدول المحترمة تضع من صنع هذه الشعارات ومن طبع ومن لصق ومن وزع تحت المحاكمة الفورية لتهديدهم السلم الأهلي والأمن الوطني، مع إزالة تلك الشعارات والملصقات، والعودة إلى نظام تعليم ينشئ عالما ومكتشفا ومخترعا لا يشغله أصول الاستنجاء ولا أحكام الحيض، ونظام إعلام محترم متوازن يراعي المساواة بين مواطنيه بل ويؤسس لهذا التوازن في وعي الناس، حتى يعود الوطن للظهور مرة أخرى من تحت ركام الصحوة العشوائية. وحتى لا نكون دولة بلا شكل ولا لون ولا مذاق، دولة تزعم أنها حديثة، وتعمل هي وشعبها وفق مرجعية المنظومة الفتوية التي لا تملك سوى تشريعات القرون السوداء في تاريخ البشرية.دولة أصبح فيها رجال الدين أصحاب حق في التدخل في كل شيء وفي حياة الفرد والجماعة والقانون، بل ويتدخلون في الطب والفيزياء والكيمياء وعلوم الوراثة والفضاء والبحار والزراعة والصناعة والاقتصاد، فمن مثلنا في العالمين؟ وهل لهذا يعضون علينا الأنامل حسدا من الغيظ وكمدا؟ هذا بينما لا يسمح تجار الدين لأحد طبيبا أو فيزيائيا أو فيلسوفا بالتدخل في الشأن الديني لأنه تخصص له قواعده وأصوله.إن الفتوى عندما تصدر فهي واجبة التنفيذ وليست مشروع قانون يطرح للمناقشة والتصويت،هي بحد ذاتها قانون صادق دون حاجة لمناقشة، هي تامة كاملة جامعة مانعة، هي مقدسة قدسية ورثة الأنبياء.المفتي لا يعرف شيئا اسمه الوطن فولاؤه للدين وفق مفهوم خاص يؤمن به وليس للوطن، وبالتالي فإن أي آخرين في هذا الوطن هم عالم خفي غير موجود، ولا يتضمن فتواه ولو من باب العدل حدودا واضحة أين تقف حريته وأين حقوق هؤلاء الآخرين.المفتي في زماننا لا يرى خيرا من أي لون، كل ما حدث حولنا هو عرض دنيوي زائل، بل إن الحديث مدان لصالح قديمنا المقدس، الذي هو المسئول الأول عن كارثتنا وتخلفنا بالقياس على بلاد العالمين.والفتوى عندما تختص بطائفة أو مذهب أو دين من بين أديان وطوائف ومذاهب عديدة في الوطن، فإنها تتضمن بالضرورة استبعاد هؤلاء من المواطنة وليس فقط من الدين، ويصبحون كافرين بالضرورة، لذلك فإن تكفير المختلف وما يترتب عليه من أحكام تنفيذية هو جزء لا يتجزأ من منظومة الفتوى حسب شروطها المعلومة والعلنية،و لا غرابة أن تجد التكفير عنصراً أساسياً في بنية الفكر الديني المتطرف وما يسمونه الفكر الديني المعتدل. ولا ترى في هذه المنظومة المرتبة المترابطة سوى أن أصحابها يشعرون أن عقيدتهم هي الأضعف وأنها القابلة للهزيمة.انظر معي إلى من يسمونه الشهيد سيد قطب، وهو قطب الدائرة في الفكر الإسلامي السائد الآن، يرى أن الحاكمية هي أخص خصائص الألوهية، وأن أي محاولة للحكم بطرائق البشر هو اعتداء على سلطان الله ورٍدة إلى الجاهلية، لذلك فإن كل المجتمعات المسلمة عادت جاهلية لتطبيقها قوانين دستورية بشرية. وأن الحاكم يتم اختياره بغير الطريق الشرعي. وأن على المسلم ألا يتطلع لأي شيء في الشأن الدنيوي سوى مشاركته في إقامة مملكة الله على الأرض، المسلم ليس من حقه أن يشرع لنفسه كبقية الخلق في الدنيا إنما عليه فقط التنفيذ.و يؤكد قطب شارحا: أن المسلم الحق هو كالجندي عليه الامتثال والطاعة والتنفيذ دون أن يعمل عقلاً أو يطلب إقناعا. وهؤلاء هم من يشكلون الأمة المسلمة خير أمة أخرجت للناس، وأنهم من سيبعثون الإسلام من على قطعة أرض يسيطرون عليها، ومنها يبدأ استلام المسلمين قيادة البشرية.وهذا الكلام السني العتيد لا تخالفه الشيعة في قليل أو كثير، لكن أي من الفريقين من ستناط به المهمة؟ هنا لابد من تصفية الموقف أولا بين الفريقين بإبادة أحدهما للآخر، الأغرب أنهم وهم في هذا الهوان سيقودون البشرية بينما لم يتفقوا أصلا حول نوع الإسلام الذي يطبقونه على البشرية، بل إن السنة والشيعة نفسها تفككت إلى فرق وونحل من داخلها، فالسنة تفككت إلى أربعة مذاهب في القرن الثالث الهجري، وتفكك أكثرها تشددا (الحنبلي) إلى عدد من التيارات المتنافسة على المزيد من التشدد، كما عند ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، وعنه انبثقت دعوة لإسلام جديد مغرق في نصيته وتخلفه هو الوهابية. أما الشيعة فقد تعددت فيها الفرق بما يند عن الحصر من الجعفرية إلى االهادوية إلى العلوية إلى الإسماعيلية إلى العباسية إلى النصيرية...الخ...الخ.العنصرية تنضح بفجاجة دون أي شعور بالعيب أو العار بل الفخار، تضع المعايير للمواطن الأمثل، في الزي المختلف والسلوك المخالف للسلوك العام والمصادم له، واعتماد عادات مستجلبة من بلاد وبيئة غير عادات شكلها تاريخ المكان وبيئته فيخرب المكان، ويتحول المواطن إلى إعلان دعائي متحرك غير مدفوع الأجر، لقد حققت الفتوى انقسام المسلمين إلى ثلاث وسبعين فرقة جاؤوا كلهم بفتاوى فمنشأ كل فرقة فتوى قسمت المسلمين فرقا وهي (مرتكب الكبيرة كافر أم مسلم؟)، جاءت إجابة (واصل بن عطاء) أن هذا المسلم في منزلة بين المنزلتين، بينما كانت إجابة (الحسن البصري) أنه كافر بلا جدال، فنشأ عن هذا الخلاف انقسام في الفريق إلى معتزلة وأهل سنة وجماعة وأشاعرة وماتريدية.تعالوا نستروح قليلا في حدائق فقهنا لنعرف كيف نشأت فرقة النجدات الخارجية، وذلك من عبد الرحمن عبد الله المشيخ في مقدمته لترجمة كتاب (القضاء والقدر) يقول:«عندما نقرأ في كتب أصحاب المذاهب والفرق أن فرقة خرجت لمحاربة الكفار، يكون المقصود هنا المخالفين في الرأي حتى لو كانوا من الفرقة نفسها. ومن هنا كان المطلوب هو الحصول على نسائهم ومتاعهم ».و في مقالات الإسلاميين نقرأ أن خلافات كلامية نشأت بسبب أن ابن نجدة مؤسس مذهب النجدات، استولى مع جماعته (الخوارج) على عدد من نساء مخالفيهم في الرأي من القطيف، ونكحوا النساء قبل تقسيمهن بين المحاربين، أي قبل أن يذهب بهن لأبيه لتقسيمهن على الناكحين، ونشأ عن هذا الموقف مبدأ كلامي (من علم الكلام) شديد الأهمية استغرق فيه فصولا، ذلك أن ابن نجدة اعتذر لأبيه بأنه لم يكن يعلم الحكم الشرعي في تقسيم السبايا، فنكح هو وأصحابه بحسن نية، فعذرهم سيدهم نجدة لجهالتهم بأصول الشريعة. ولكن أتباع نجدة اختلفوا فمنهم من وافقه، ومنهم من عاب على نجدة مسامحة ابنه،فظهر مذهب جديد شكل فصولا من علم الكلام.إن هؤلاء المحاربين حاربوا مسلمين من مذهب مختلف، فقاموا يناهضون هذا الكفر المختلف والمبادرة إلى نكاح الكافرات ليردوا لله مهابته وكرامته، ولم تنته المسألة عند هذا الحد بل دخلت الدين وأنشأت فيه مبدأ كلامياً جديداً أهم معالمه (العذر بالجهالة). ولدعم مبدئهم اخترعوا حديثا ثم نسبوه إلى النبي (ص) عن رجل ناعس يسري ليلا إلى بيته فيفتح بيت غيره وهو ناعس، ويدخل فيجد امرأة نائمة فيحتسبها زوجته فيقع عليها، ولا يعلم بما حدث إلا عندما يفيق صباحا، مثل هذا الناعس لم يرتكب جريمة وفق المبدأ النجداتي الكلامي، فهو معذور بالجهالة.وهكذا كانت الفتوى والتكفير من أشد أعداء الإسلام والمسلمين فقسمتهم شذرا مدرا، فقد خلق الله البشر وأعد لهم الدنيا ليعمروها وليس لتدميرها بما ينتهي بها وبهم الى أشلاء.ثم انظر للعدالة المتوخاة والمرعية في مشكلة النكاح قبل أم بعد القسمة، يعني هتك عرض المسلمات الأسيرات من الفريق المهزوم بعد تقسيمهن على المحاربين لا مشكلة فيه، المشكلة هي في إقرار العدل،قبل القسمة أم بعدها؟ ومع ظهور هذا المبدأ الكلامي النجداتي أصبح الإسلام عرضة للخطر، لأن فرقا بعدهم جاءت وفعلت فعلهم ونكحت السبايا قبل القسم وهو ما شغله نقاش طويل حول هل النكاح قبل أم بعد القسمة. والموضوع كله قائم على موقف أب من ابن أخطأ في حق الشرع فأراد له مخرجا، فالابن إنما نكح قبل القسمة بحسن نية. بينما النجدات أنفسهم قد وضعوا مبدأ العذر بالجهالة لشعورهم أن الدين كان في خطر فدققوا في حقوق الله بشدة واختلفوا حول موعد النكاح فظهر المذهب الجديد.(انظر كيف تنشأ مذاهبنا؟). ومثل النجدات كانت بقية الفرق تربط المصالح بالدين وتفصل الدين إلى أزياء، يقصون من الدين ويقيمون مذهب الماتريدية أو الأشاعرة، يقصون من الدين ويقيمون جماعة الإخوان المسلمين، يقصون من الدين ويقيمون جماعة ابن عبد الوهاب، يقصون من الدين ويقيمون القاعدة، وكلها خلافات دنيا وسياسة ومكاسب بفعل البشر وعقل البشر ونزعات البشر، والقرضاوي وابن لادن والعوا والإخوان والقاعدة هم مأساة هذه الأمة المنكوبة.إن نظام الفتوى كله بهيئاته ومشايخه هو أكبر خطر على الإسلام والأوطان،لأن الفتوى تشريع لا يصح أن يصدر عن فرد مهما بلغ حجمه ولا عن مرجعية لاهوتية مهما كان اسمها لأن التشريع القانوني هو ما يجري في أروقة المجالس النيابية التي ينتخبها الناس بإرادتهم الحرة ليقوموا بما فيه صالح المجتمع كله، وبين القضاة والمحامين والنيابة والمداولات في المحكمة حتى يتم تلافي كل نقص ممكن، وعندما يتم تشريع القوانين يكون معلوما أنها ليست أبدية ، بل يمكن تغييرها إذا حدثت مستجدات لا تتلاءم معها، بينما المفتي يعطيك الفتوى قبل أن يرتد إليك طرفك، بتشريع قطعي صالح لكل زمان ومكان ، لا يحتمل شكا أو نقاشا.[c1]* مفكر وكاتب مصري[/c]
|
فكر
أغلقـــوا مفــــارخ الإرهــــاب
أخبار متعلقة