تشهد إقبالاً في النصف الثاني من رمضان
القاهرة/14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية: تشتد المنافسة وتتزين واجهات المحلات بداخل أسواق الملبوسات في النصف الثاني من شهر رمضان ، وتتبارى الحوانيت في اجتذاب الزبائن حيث تتصاعد النداءات من الباعة حتي موعد السحور ، وعادة ما يصطحب رب الأسرة أولاده وزوجته ، ويذهبون إلى التسوق بعد الافطار ، وكلما كان ذلك قبل العيد بأيام طويلة كانت الفرصة مواتية للمشاهدة والانتقاء .وتتميز شوارع القاهرة بالعديد من الأسواق التي تعرض بضائعها من الملابس والأقمشة والأحذية ، خلافا للحوانيت التي تنتشر في جميع أرجائها ، ويقبل عليها راغبو الشراء ، وذلك استعدادا لقدوم عيد الفطر المبارك ،ومن الأسواق الشهيرة لبيع الملبوسات في القاهرة ، سوق الموسكي والعتبة ووكالة البلح والسيدة زينب وغيرها ، حيث تمتد شوارع بأكملها لكافة أنواع الملبوسات والأحذية ، ويقبل عليها سكان القاهرة من كل صوب ، و يفد الآلاف للشراء أو المشاهدة ، ومعاينة البضائع بدقة والمساومة مع البائعين من أجل الحصول علي أسعار معقولة.. وظاهرة (الأسواق المتخصصة ) في القاهرة ، من الملامح التاريخية الثابتة التي تعود إلي العهد الفاطمي وبناء القاهرة على يد القائد جوهر الصقلي ، وفور دخول المعز لدين الله العاصمة الإسلامية الرابعة في تاريخ مصر ( القاهرة ) استقرت أشكال الحياة والتقسيمات الجغرافية فكانت هناك أسواق للشماعين والحلاويين والقماشين وغيرها من الحرف .وظلت بعض هذه الأسواق تتحدي تعاقب السنين ، فقد توارثتها الأجيال مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي مايزال عامرا بالحوانيت على الصفين ، وإن تداخلت أصناف البضائع من الخيامية إلى سوق الملابس والأدوات المنزلية وباعة الخضار والمقاهي هذا الشارع العريق يمكن للسائر فيه أن يلمح بعض حوانيت للأحذية والملابس ، ويجد ضالته المنشودة في العثور على مايريده بأسعار رخيصة ، خاصة في النصف الثاني من شهر رمضان ، والباعة يدخلون في سباق محموم من أجل اجتذاب الزبائن .[c1]سوق الموسكي [/c]أما سوق الموسكي فتشغل شارعا طويلا تمتد من منطقة العتبة وحتى منطقة الأزهر والحسين ، وينقسم شارع الموسكي إلي نصفين أولهما للبضائع والملبوسات الشعبية الرخيصة ، ثانيهما لراغبي الشراء من السياح والأجانب ، وما بينهما تمركز لبعض الباعة ( السريحة ) الذين يحملون بضائعهم فوق أكتافهم ، وينادون عليها لاجتذاب انتباه المارة ، وغالبا ما تكون هذه البضائع أقل ثمنا وجودة من البضائع المعروضة داخل (فاترينات ) الحوانيت .وهناك سوق آخرى للأحذية من كل صنف ونوع ، يفترشها الباعة أمام المحلات في منطقة العتبة ، حيث يشتد الزحام والصخب وضجيج آلات التسجيل ، ويصبح السوق كرنفالا من الأضواء الباهرة.. وعندما يحاول البعض الهروب من وطأة الزحام في منطقة العتبة والأزهر ، فإنه يذهب إلى ( وكالة البلح ) الواقعة في منطقة ( بولاق ) الشعبية ، وهناك سيجد صفا طويلا من الباعة الذين يفترشون بضائعهم فوق الرصيف ، فضلا عن شارع له منحنيات عديدة ، ويزدحم بحوانيت الملابس والأحذية ، ولكن هذه السوق لا تختلف عن الأسواق الأخري في شدة الزحام وتقارب الأسعار من متناول العائلات تجميع مستوياتها الاجتماعية .وإذا كان سكان الأحياء الراقية يفضلون شراء لوازم العيد من الملبوسات من حوانيت ( وسط البلد ) ، فهناك السوق الشهيرة ( الشواربي ) ، التي تقدم بضائع بأسعار مرتفعة ، فضلا عن الحوانيت الأخري في شوارع سليمان وعدلي وشريف ، والتي تحاول دخول حلبة المنافسة ، بالإعلان عن وجود ( أوكازيون ) خاص بمناسبة قرب تخفيضات حلول عيد الفطر ، ورغم التخفيضات التي تصل إلى نسبة الـ 05 % ، إلا أن المستفيد الوحيد من تلك المعروضات ، هم أهالي الأحياء الراقية فقط .وعادة ما تكون فرصة ( التسوق ) باعثا البهجة لافراد الأسرة ، الذين يخرجون إلي التنزه في رحاب الأحياء التراثية ، كالأزهر والحسين والسيدة زينب ، والتمتع بالمشاركة في مظاهر الاحتفالات الرمضانية ، والتي يكون من بينها شراء الملبوسات ، خاصة الأطفال الذين يعبرون عن رغباتهم في شراء ملابس ذات مواصفات خاصة ، مثل الحذاء ( الموسيقي ) ، والذي تكون أسعاره أكثر ارتفاعا من الحذاء العادي ، وهيهات أن تفلح محاولات الأب في إثناء طفله عن تلك الرغبة غالية الثمن ، ليتصاعد البكاء ويرضخ الأب في النهاية لمطالب أولاده .ومن المظاهرالرائعة التي يتحلى بها الناس في رمضان أن يقوم القادرون منهم علي شراء بعض الملبوسات الجديدة ، لتفريقها علي الأطفال الفقراء ، حتي يدخلوا علي قلوبهم الفرح والسعادة بأيام الشهر الكريم ، وكي تعلو البسمة شفاههم وهم يرفلون في ثياب جديدة طوال أيام عيد الفطر المبارك ، فلا يشعرون بالفقر واليتم والحاجة ، وليتأكد المغزى الحقيقي من شهر الصوم وعمق الفرح بقدوم عيد الفطر .[c1]سوق غزة [/c]وبعيدا عن القاهرة سنجد أن سوق الملابس من الأسواق التي تتكرر كل عام في سائر المدن المصرية ، مثل مدينة الإسكندرية العريقة ، حيث تتمركز فيها أسواق الملبوسات في منطقة ( المنشية ) ، فهناك يسمى سوق ( غزة ) ، التي لاتجتذب أهالي الإسكندرية فقط ، بل سائر المدن والقري المجاورة لها ، ولذلك يشتد الزحام في السوق طوال أيام رمضان ، في ساعة مبكرة من الصباح وحتى موعد السحور.. وفي الإسكندرية أيضا سنجد محلات شهيرة لبيع الملبوسات يعرفها الناس من المحافظات المجاورة ، ويترددون عليها خلال شهر رمضان لشراء لوازمهم ، ومن هنا تشهد المدينة رواجا ليس له مثيل في شهر رمضان ، لتوافد الآلاف على أسواقها كل يوم .وهناك أسواق مماثلة في سائر المدن المصرية مثل المنصورة ودمنهور وطنطا ورشيد وغيرها ، أما الريف المصري فقد يخلو من مثل هذه الأسواق ، ولذلك يتوافد الفلاحون إلى المدن المجاورة لهم لكي يشتروا ملابس العيد لأطفالهم.. وإذا كان أهل المدن يحرصون علي تلبية احتياجات أطفالهم من ملابس دون الاهتمام بشراء ملابس جديدة للكبار منهم ، فإن الأمر يختلف عند أهالي الريف ، حيث يتسابق الصغار والكبار معا من أجل اقتناء ملبوسات جديدة ، وعادة ما يرتدونها ليلة العيد ، حيث يصطحب الأب ابنه إلى صلاة العيد ، وهما يرفلان في ثياب جديدة ، وقد غمرت وجهيهما السعادة والفرح بحلول عيد الفطر المبارك .