[c1]القنابل والقوات ليست مفتاح النصر بأفغانستان[/c] كتب محرر الشؤون الخارجية بصحيفة (غارديان) بيتر بيمونت يقول إن كل شخص يقتل بأفغانستان, مدنيا كان أو عسكريا, يبعث على مزيد من الاعتقاد بأن هذه حرب لا يمكن الانتصار فيها, فالضباط البريطانيون أنفسهم الذين كانوا يزعمون أن طالبان قد اجتثت هم من يستبعدون الآن النصر في هذه الحرب.ومع ذلك يقول بيمونت يستعد المزيد من القوات البريطانية والأميركية للتوجه إلى ساحة هذه الحرب. لكن ما ذا بعد؟والجواب يضيف الكاتب هو أنه لا أحد ممن يتولون تسيير هذه الحرب يعرف الجواب, إذ إن المعروض هو محاولة فرض حل عسكري لهذا الصراع الذي لا يمكن حله -كما هي حال غالبية الصراعات التي شهدها العالم في العصر الحديث- بالسلاح ولا يمكن الانتصار فيه بل هو “حرب خسرناها منذ أمد بعيد”.ويعتبر الكاتب أن المشكلة جزئيا على الأقل مشكلة مفاهيم أثقلت كاهل السياسيين الغربيين الذين ترسخت في أذهانهم أفكار جامدة حول مفهوم “النصر” ومعنى إعادة بناء ما دمرته الحرب.ويرجع الكاتب ذلك إلى إرث الحرب العالمية الثانية عندما كان النصر يعني الاستسلام الكلي, وكذلك قصور النظرية الغربية الحديثة حول التدخل العسكري والإنساني.ولهذا يرى بيمونت أن على الزعماء الغربيين أن يدركوا أولا مدى خطورة هذا التوجه الذي يعتقدون بشكل جازم أنه لا يمكن أن يفشل.ولتوضيح فكرته ذكر الكاتب بأن الحروب لا تنتهي كلها كما انتهت الحرب العالمية الثانية بل ربما لا تنتهي على أثر مفاوضات ناجحة بين طرفي النزاع.وإنما تتوقف مؤقتا عبر تسوية سلمية غير مكتملة تحمل في طياتها شروطا لعدم العودة إلى العنف, وأفغانستان كالعراق والكونغو هي إحدى هذه الصراعات.وما لم يدركه السياسيون في جانبي المحيط الأطلسي بمن فيهم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بعد هو -حسب بيمونت- أن الانتصارات السهلة وإعادة البناء المتسرعة ليست حلا لما يعرف بالصراعات “المجمدة” التي يؤدي التدخل العسكري فيها إلى تهييج صراعات عرقية وطائفية وسياسية قديمة كانت خاملة.وفي الحالة الأفغانية ذكر الكاتب بأن مراقبين أذكياء دقوا ناقوس الخطر بعد اثني عشر شهرا من اتفاقيات بون في شهر ديسمبر من عام 2001 التي كان من المفترض أن تجعل حدا للصراع الأفغاني الذي استمر أكثر من عقدين من الزمن.لكن الذي حدث هو أن الفساد تفشى وزاد نفوذ أمراء الحرب وعجزت مؤسسات الدولة عن أداء مهامها, مما جعل المناخ مواتيا لاستعادة طالبان منذ عام 2006 نفوذها, ولم يكن ذلك عبر القوة ومساعدة القبائل الباكستانية فحسب وإنما أيضا -حسب بيمونت- لأن كثيرا من الأفغان أصبحوا مقتنعين بأن هذه الحركة تمثل رهانا أفضل لهم من رهان التشبث بنظام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الفاسد والعاجز.وكان رد القوات الغربية السريع العادي في مثل هذه الظروف هو تنفيذ مزيد من القصف وإرسال مزيد من الجنود لتوفير مزيد من الدعم لحكومة كرزاي التي فقدت إلى حد كبير كل ما كان لديها من مصداقية, وهو ما يرى الكاتب أنه يبعث على طرح السؤال الملح الآتي “هل لا يزال هناك متسع من الوقت لإنقاذ أي شيء في ظل هذه الفوضى العارمة؟”ويرد بأن ذلك قد يكون ممكنا لأن دروس الصراعات الحديثة علمتنا أن إعادة بناء ما تهدم وبناء السلام يتطلب فترة قصيرة ومحددة كي يأخذ زخمه, وأن المهم ليس بالضرورة المشاريع الكبيرة والضخمة وإنما تحديد مناطق الخطر والتوسط بشأنها للتوصل إلى اتفاق سلام.لكن المشكلة حسب الكاتب هي أن تصعيد كل الأطراف للصراع بأفغانستان قلص مجال تنفيذ مثل هذه الإستراتيجيات, بل إن نية الأميركيين إرسال مزيد من القوات إلى هذه الساحة لتحقيق “النصر” أسوة بما فعلوه بالعراق لا يختلف اثنان على أنها تعني أن أفغانستان مرشحة لمزيد من الحرب والموت. [c1] الحصار يرغم أهل غزة على أكل الأعشاب[/c] قالت صحيفة (صنداي تايمز) أن الظروف المعيشية لسكان غزة تدهورت تدهورا كبيرا منذ أن أغلقت إسرائيل كل المنافذ المؤدية إلى القطاع, مما اضطر جندية أبو عمرة وابنتها إلى البحث عن كومة أعشاب برية لتوفير الطعام لعائلتهما، حسب صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية.ففي الوقت الذي تنتظر فيه قافلة من شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالمواد الغذائية سماح إسرائيل لها بدخول غزة تقول جندية للصحيفة “وجبتنا الوحيدة اليوم كانت الخبيزة” وفي يدها حزمة من أوراق نبتة خضراء تنمو على طول شوارع غزة.“أول ما أصحو في الصباح أبدأ بالبحث عن قطع من الخشب أو البلاستيك لاستخدامها مصادر للوقود كما أتوسل للمارة وإذا فشلت في الحصول على أي شيء ألجأ لأكل هذه الأعشاب” تضيف جندية وهي أم لسبع بنات وابن واحد وزوجها عاطل عن العمل، أما ابنتها رباب التي تجمع معها الأعشاب البرية حافية القدمين فإنها تؤكد للصحيفة أنها لم تعد تتذكر متى كانت آخر مرة رأت فيها فاكهة.وتنتهي الهدنة الهشة التي أبرمتها إسرائيل مع الفصائل الفلسطينية على الأقل من الناحية التقنية يوم الخميس ولا يبدو حسب صنداي تايمز أن هناك مؤشرات كثيرة على أن تلك الهدنة ستمدد، ولا أحد يعرف كيف سيتم تجاوز الأزمة الحالية وإن كانت الصحيفة تؤكد أن مباحثات سرية تجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة مصرية بغية تجاوزها.الصحيفة قالت إن إسرائيل التي تطوق غزة لا تسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلا بصورة متقطعة, مشيرة إلى أن سكان هذا القطاع لم يحصلوا إلا على ست ساعات من الكهرباء الأسبوع الماضي، في حين قفز سعر قنينة الغاز المنزلي -الذي لم يعد يمكن الحصول عليه إلا عبر الأنفاق السرية بين القطاع ومصر- إلى 66 جنيها إسترلينيا بعد أن كان 14 جنيها فقط.ونقلت (صنداي تايمز) في هذا الإطار عن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جون كينغ الذي تشرف وكالته على حوالي مليون لاجئ فلسطيني قوله “لقد دُمِّر اقتصاد غزة ولم يعد هناك إيراد ولا تصدير”، وأضاف كينغ “قبل أسبوعين وللمرة الأولى منذ 60 عاما نفد ما كان لدينا من غذاء, لقد كنا نحصل على ما بين 60 و80 شاحنة في اليوم، واليوم لم يعد يصلنا سوى 15 قافلة فقط شريطة أن تفتح المعابر”.وقالت الصحيفة إنه لم يعد أمام الوكالة سوى ما يكفي لأربعة أيام وليست لديها فكرة عما إذا كانت إسرائيل ستفتح الحدود أم لا، مما يعني أن أسرة جندية ربما لا تجد سوى الأعشاب غذاء في المستقبل المنظور.
أخبار متعلقة