واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز:توغلت القوات الإسرائيلية في مدينة غزة يوم أمس الخميس وقصفت أحياء مكتظة بالسكان بالمدفعية والدبابات لتزيد الضغوط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يدرس الطرفان اقتراحا بوقف إطلاق النار.وقال مسؤولون طبيون إن 15 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية وقالت وزارة الصحة في الحكومة التي تديرها حماس في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين في الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية ارتفع إلى 1055 قتيلا على الأقل. وقالت جماعة حقوقية فلسطينية إن بين الشهداء 670 مدنيا.وقتل 13 إسرائيليا.. 10 جنود وثلاثة مدنيين قتلوا بصواريخ أطلقتها حماس.وهرع سكان غزة الذين أصابهم الرعب جراء أشرس قصف يتعرضون له منذ بدأت إسرائيل حملتها على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر كانون الأول للاحتماء في منازل غير آمنة.وأمكن رؤية العشرات يفرون على الإقدام بينما ترسل الانفجارات أعمدة من الدخان إلى عنان السماء.وقالت امرأة وهي تهرول فارة من المنطقة وتحمل طفلا بين ذراعيها بينما يحاول أن يلحق بها صغيران آخران «أنها كارثة. أخذنا أموالنا وجوازات سفرنا. يجب أن نحمل أي بطاقات هوية معنا في حال استشهادنا. حماس يمكنها أن تعلن الانتصار إن أرادت لكننا فقط نريد وقف إراقة الدماء.»وقال دبلوماسي غربي كبير انه يبدو أن إسرائيل تحاول الحصول على مكاسب اللحظة الأخيرة على الأرض قبل فرض هدنة.وأضاف «أنها إستراتيجية إسرائيلية تقليدية». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في تصريحات إذاعية إن القوات الإسرائيلية «ستقاتل حتى آخر دقيقة.»وتركز معظم القصف في حي تل الهوى وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) إن مجمعها تعرض مرتين للقصف وان ثلاثة من موظفيها أصيبوا.وتحاصر القوات الإسرائيلية المدينة التي يسكنها 500 ألف شخص منذ أيام. وقامت الدبابات بالتوغل أكثر من مرة صوب وسط المدينة لاختبار مقاومة مقاتلي حركة حماس الإسلامية وغيرها من جماعات النشطاء الفلسطينيين لكنها أحجمت عن شن هجوم واسع النطاق على الأحياء الكثيفة السكان.وقالت الشرطة إن نحو 14 صاروخا أطلقت من غزة أصابت جنوب إسرائيل يوم أمس الخميس وسببت بعض الخسائر دون أن توقع إصابات.وسيجتمع مبعوث إسرائيلي مع مفاوضين مصريين في القاهرة يوم الخميس بعد أن اختتم وفد من حماس محادثاته بشأن اقتراح هدنة مصري بتكرار مطالب الحركة أن تسحب إسرائيل قواتها وترفع الحصار الذي تفرضه منذ فترة طويلة على القطاع الساحلي.وقالت إسرائيل التي تريد وضع نهاية للهجمات الصاروخية على بلداتها وضمانات بألا تتمكن حماس من تهريب المزيد من الأسلحة عبر الأنفاق التي تقع على الحدود مع مصر أنها لن توافق على هدنة تسمح للإسلاميين الفلسطينيين بإعادة تجميع وتسليح أنفسهم.وفي الضفة الغربية المحتلة قال وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس وهو مبعوث سابق للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط «اعتقادي هو أننا قريبون جدا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار. أنهم قريبون جدا لكن ما زال هناك عمل يتعين القيام به.»وذكر مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن ضمانات أمنية إقليمية ودولية تدعم الجهود المصرية الرامية لتأمين عدم إعادة حماس تزويد ترسانتها.وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة والقوى الأوروبية ستلتزم بإمداد مصر بالخبراء والتكنولوجيا الجديدة لمكافحة أنفاق التهريب.كما تسعى إسرائيل إلى الحصول على مراقبة بحرية دولية لمنع تهريب الصواريخ عبر المواني المصرية لعرقلة الشحنات قبل وصولها إلى الحدود.ويجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي وصل المنطقة يوم الأربعاء الماضي في مهمة دبلوماسية مكثفة تستغرق عدة أيام الاجتماع مع الزعماء الإسرائيليين يوم أمس الخميس.ويرى محللون سياسيون أن يوم الثلاثاء المقبل الذي سيشهد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما قد يكون موعدا نهائيا تحجم إسرائيل بعده عن اختبار مساندة واشنطن لحملتها التي أثارت غضبا دوليا واسعا.وتحدثت جماعات حقوق الإنسان عن نقص في الإمدادات الحيوية ومن بينها المياه. كما تسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء بصورة متكررة.وتسمح إسرائيل يوميا تقريبا بدخول شحنات من الغذاء والأدوية ولكن منظمة هيومان رايتس ووتش قالت إن الهدنة التي تطبقها إسرائيل يوميا لمدة ثلاث ساعات لتسهيل الإمدادات الإنسانية إلى غزة «غير كافية بصورة محزنة».