الحرية سمة من سمات الفطرة وهي نزوع الإنسان إلى الانفكاك عن كل قيد لأحد من الخلق يسترقه ويستعبده وهي من القيم الإنسانية التي عظم الإسلام أمرها , وتشمل هذه الحرية : الحرية الدينية والحرية الفكرية والحرية السياسية والحرية المدنية وكل الحريات الحقيقية .وحين تضعف معاني الحرية في الأمة تصير أداة شر وإفساد وهذا ما حدث .فكم من الجرائم ارتكبت باسم الحرية وتحت شعار المطالبة بالحرية أو الدفاع عن الحرية حتى أصبحت الحرية آلة هدم وأداة شر في يد كل باغي وطاغي .- سفهوا الأديان وتطاولوا على الواحد الديان باسم الحرية الفكرية .- روجوا للعهر والسفور والانحلال باسم الحرية الإعلامية .- خانوا الأوطان وباعوها للعدوان تحت ستار المطالبة بالحرية .- سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات ومزقوا البلاد وأكثروا فيها الفساد بدعوى الدفاع عن الحرية .- خالفوا سنن الكون وفطرة الله التي فطر الناس عليها وغيروا خلق الله تحت شعار الحرية الجنسية .- الحرية والدفاع عن الحرية والمطالبة بالحرية قضية أصبحت شعاراً تعقد له المؤتمرات وتمرر تحته أغرب المخططات .- الحرية اصبحت قضية شعارات من قبل المعارضة ولدت ثقافة تطالب بالحقوق من غير توازن بتذكير الأمة بواجباتها تنكشف سطحيتها في الممارسة عندما تتسلم المعارضة دكة السلطة .[c1]حج وبيع مسابح : [/c]وقد ينادي البعض بالحرية ويسمح بها ليس لقناعة فكرية ولكن لأغراض محددة يسعى إلى تحقيقها من خلال فتح المجال أمام الحرية كما حصل في بريطانيا في القرن السادس عشر الميلادي على يدي الملك هنري الثامن الذي أسس الحرية التعبير عن الرأي إلى الدرجة التي التي صدر قانون في العام 1695م ينص على حرية التعبير عن الرأي حيث دشن عهداً جديداً في انجلترا إذ مهد لمحبي حكم يؤمن بكل شيء لا تؤمن به الكنيسة الكاثوليكية كل ذلك ليسمح لنفسه بالزواج من عدة نساء ليحصل على ولي العهد الذي لم يحصل عليه من زوجته وكان ذلك يخالف تعاليم الكنيسة الكاثوليكية .[c1]أمريكا الحرة :[/c]يقول الدكتور / مصطفى السباعي :" من طبيعة الظالمين أن ينادوا بالحرية ليئدوها ويتحدثوا باسم الشعب لسيتعبدوه ويدافعوا عن الفقير لئلا يصبح غنياً ويقاوموا الطغيان ليفرضوا طغياناً اشد وأقسى .وهذا القول ينطبق حرفياً على أمريكا التي حملت منذ تأسيسها شعار الحرية ومن شاكلها أفراداً وجماعات , فهي بلد الحرية وفيها تمثال الحرية وهي مسوقة الحرية والمدافعة عن الحرية ولم تثبت مصداقية الدعوات التي اطلقتها وبطلب دعواها مع سياستها الاستعمارية الإرهابية .ورغم ذلك تعمد أمريكا إلى إلصاق الحرية بكل ما يمت لها بصلة فهي بلد الحرية كما قلنا وفيها تمثال الحرية وحتى عملتها " حرة " وقناتها " الحرة " هي تريد أن تقول لنا : أنا حرة ايها العبيد .[c1]الحرية والغرب :[/c]يقول الدكتور / ياسين عبدالعزيز :" في العصر الحديث وفي بلدان كأوروبا وأمريكا وغيرهما أماكن للحرية في أحوال الناس وأقوالهم وأفعالهم وأنظمتهم غير أنها لا تسع في الجملة سوى أهلها وتضيق بالأمم الأخرى وهذا منطق التناقض " إنهم ينادون بالديمقراطية والتي تعني حرية الشعب في اختيار حاكميه .ولكنهم يشترطون ألا يفوز فيها إسلامي واحد وإذا فاز أحدهم لا يعترفون بهذا الفوز ويعتبرون الحرية في خطر والديمقراطية في الدول الغربية ليست في الحقيقة أكثر من مظهر كاذب لإشراك الشعب في حرية اتخاذ القرار لأن اتخاذ القرار السياسي محكوم بدرجات متفاوته بالطبقة الراسمالية المتنفذه سواء كانت رأسمالية تجارية او صناعية كما هو الغالب الأن في معظم الدول الغربية . يقول المستشار الإسلامي للبيت الابيض حمزة يوسف : " الناس بظنون إننا في امريكا نعيش في ديمقراطية .. هذه كلها أكاذيب .. من أوصل بوش لكرسي الرئاسة ؟! أنها الشركات الاحتكارية الكبرى . " [c1]حرية الكلمة : [/c]الكلمة الحرة هي الكلمة المعبرة عن حق أو عدل أو خيراً ومعروف أو مصلحة . وهي تعني القصد والوسطية ولها حدود كحد الأشياء والأشخاص والمعاني . ومن المؤسف أن نجد الكثير من الكتاب تتجاوز كلماتهم مسافة الحرية الإنسانية إلى الضلال والاضطراب والهوى باسم الحرية . [c1]يقول السباعي : [/c]أن الذين يزعمون أن من حقهم أن يقولوا ما يشاؤون باسم حرية الكلمة ينسون أن شرف الكلمة قبل حريتها ، ولم أجد أمة تسمح بالخيانة الوطنية باسم الحرية . ولكن نفراً عندنا يريدون خيانة الشرف الاجتماعي باسم الحرية ولوكان عندنا رأي عام واع لحاكمهم كما يحاكم خونة الوطن في قضاياه الوطنية .[c1]حرية الاستبداد والاستبداد الآخر :[/c]رغم وجود عدد كبير وهائل من الصحف والمجلات والنشرات والدوريات الا أن الكاتب لايجد متسعاً أو مساحة يكتب فيها معبراً عن راية بحرية دون قيا أوشرط أو حذف أو شطب – رغم ادعاء هذه الصحف .. حكومة ومعارضة .. أنها تجسد حرية الرأي والرأي الأخر واذا قرأ تم في تلك الصحف أن المقالات .. المنشورة فيها لا تعبر بالضرورة عن رأيها فلا تصدقوها فهي لاتنشر الا ما يوافق هواها ويخدم أهدافها وأغراضها ونظراً لغياب هذه الحرية وعدم احترام إزاء الآخرين أصبح إمام الكاتب خيارين لا ثالث لهما : الأول : أن يسطر بقلمه كتابات حسب الطلب أو أن يعمد إلى الاستقلال برأيه وأصدار صحيفة مستقله خاصة به يكتب فيها ما يشاء وينشر على صفحاتها ما يرغب به ويوافق هواه هو وجماعته . وهذا هو السبب وراء حمى إصدار الصحف هذه الأيام . [c1]لافته : [/c]حين ولدت .. ألغيت على مهدي قيدا ختموه بوشم الحرية وعبارات تفسيريه : ياعبد العزى .. كن عبدا !وكبرت ، ولم يكبر قيدي وهرمت .. ولم أترك مهدي لكن لما تدعو المسؤولية يطلب داعي الموت التردا فأكون لوحدي الاضحيه كي أفهم معنى الحرية وأموت فداء الحرية أعطوني بعض الحرية [c1]أحلام القبيلي[email protected]
|
فكر
الحرية .. آلة هدم .. وأداة شر !!!
أخبار متعلقة