تحقيق / خالد محمد أحمد - ت / علي محمد فارع :مستشفى الوحدة التعليمي العام هو من أهم وأضخم المستشفيات في محافظة عدن سواء من حيث الخدمات التخصصية التي يقدمها في مجال الولادة وأمراض النساء والأطفال أو من ناحية ضخامة المبنى ومساحته وحجم العمالة فيه ، ومنذ افتتاحه لم تستقر أحواله وظل عرضة لانتقادات عديدة شنتها عليه الصحافة بعضها كان قاسياً ، بسبب أخطاء طبية وقعت لبعض المرضى أدت إلى وفيات عدة وأخرى بسبب النظافة والأعطال في الأجهزة والانقطاعات الكهربائية المستمرة كل ذلك جعل قيادة المحافظة وإدارة المستشفى يبحثان عن مكامن الخطأ ومعرفة احتياجات المستشفى وتوفيرها ليتمكن من تحسين أدائه ولهذا فإن تحولاً جذرياً قد طرأ على المستشفى ، فقد تقلصت الأخطاء الطبية إلى أدنى مستوى لها وتحسنت الخدمات لقيام جهات الاختصاص بتوفير المتطلبات الضرورية للمستشفى وكذا إعادة تأهيل الأقسام الداخلية وإزاء هذا التغيير نزلت صحيفة( 14 أكتوبر) إلى المستشفى وكان هذا اللقاء مع مدير عام مستشفى الوحدة التعليمي الدكتور محمد سالم باعزب والذي رد عن الأسئلة والاستفسارات عن الأوضاع العامة في المستشفى وأفادنا بالأجوبة التالية .[c1]مستشفى الوحدة :[/c]عانى مستشفى الوحدة التعليمي العام مند افتتاحه عام 1986م جملة من المشاكل نتجت معظمها من دمج مستشفييي في مستشفى الوحدة التعليمي العام ، وكانت المجاري من أسوأ المشاكل التي عانى منها المستشفى منذ بدء العمل فيه حيث يتم تجميعها في خزانات أسمنتية تحت المبنى وتصرف عبر شفطها بواسطة مضخات إلى المجرى الرئيس لمجاري المدينة وهذه العملية سببت العديد من المشاكل انتشار الأوبئة والحشرات والبعوض داخل عنابر المرضى والروائح الكريهة وشكلت هذه القضية عبئا كبيراً على إدارة المستشفى ومازلنا نحاول قدر الإمكان العمل على تصريف المجاري أولاً بأول بالتعاون مع السلطة المحلية في المديرية والبلدية ونأمل أن نجد حلولاً مناسبة لأن استمرار الوضع له عواقب وخيمة فيما يتعلق بأرضية المستشفى ( الأساسات ) التي قد تؤدى إلى تشققات في المبنى ثم كانت المشكلة الأخرى أكثر صعوبة ظهرت نتيجة نقل العاملين والفنيين سابقاً وتجهيز وتأتيث المبنى المعدات والأجهزة نفسهاالقديمة للمستشفى فكانت العمالة أكثر من الحاجة كما أن هناك تخصصات مثل الأمراض الباطنية والجلد وغيرها وجرى توفير أطباء وأجهزة لها من المستشفيات الأخرى فيما رصدت له ميزانية تشغيلية على اساس أنه مستشفى واحد مثله مثل بقية المستشفيات مع العلم أنه فعليا يضم مستشفى الوحدة التعليمي العام للولادة ومستشفى للأطفال وبقية التخصصات مثل الجلد / العيون / الباطني / العلاج الطبيعي .. الخ بمعنى أن هناك خطأ لابد من تصحيحه ورفع سقف الموازنة حتى نستطيع الإيفاء بالتزاماتنا وتطوير وتحسين العمل خاصة أن المستشفى كما تعلمون يقدم خدماته لعدد كبير من السكان ومن أكثر المناطق الشعبية فقراُ إضافة إلى ما يصلنا من بقية المحافظات من مرضى في مجال الولادة وأمراض النساء والأطفال نتيجة للسمعة الجيدة التي يتحلى بها المستشفى في هذا الجانب . [c1]الترميمات مستمرة :[/c]سعة المستشفى (500) سرير منها (200) للولادة وأمراض النساء (300) للأطفال وبقية التخصصات والمستشفى لا يعمل بكامل طاقته نتيجة إعادة التأهيل الجارية حالياً فيه والتي تتم على مراحل متفاوتة وكثيراً ما تتعثر نتيجة لا طالة مرحلة التنفيذ المقررة لتلك الترميمات مع أنه لو رصدت مبالغ مناسبة لإجراء ترميم شامل للمبنى لكان أجدى وأسرع ، لكننا لا نملك القرار ولا يوجد لدينا مبالغ ضخمة لهذا الغرض.[c1]همنا خدمة المرضى وتحسين الأداء :[/c]فعلا من أهم المعوقات التي تواجه تطوير وتحسين الأداء وتوفير كل ما شأنه خدمة المريض وتقديم أفضل العناية من خلال التشخيص والعلاج الناجع هو عدم وجود أجهزة تشخيصية حديثة فالطبيب مهما كان بارعا فأنه سيجد صعوبة في التعامل مع المريض إذا لا تتوفر له الأجهزة المساعدة للفحص ، ونحن بمجهودات ذاتية وللأمانة هذا الأمر يشمل معظم المدرية الدين تعاقبوا على إدارة المستشفى عملنا ونعمل على متابعة جهات الاختصاص لتوفير ما تحتاجة من أجهزة ومعدات طبية نعم تصلنا بعض المعدات بعضها من وزارة الصحة والأخر من بعض المنظمات المحلية والدولية ولكن تظل معظم الأجهزة المهمة غير متوفرة في المستشفى مع أنها ضرورية جداً لعملنا ولتقديم أفضل الخدمات الطبية للمريض كجهاز – ألا يكو وجهاز الأشعة المتنقل وجهاز الأشعة المقطعية والثابت وكذا بعض الأجهزة المخبرية والتشخيصية في مجال الولادة وأمراض النساء .. ونحن مازلنا نتابع ونأمل استجابة الجهات المختصة ومساعدتنا على توفيرها . [c1]كثرة العمالة – كثرة المشاكل :[/c]نحن ورثنا تركة اثنين من المستشفيات في جانب العمالة إلى جانب ما ثم نقلة الينا من بقية المستشفيات وللأمانة فأن هناك إداريون وفنيون وأطباء وشرائح أخرى على مستوى جيد من الخبرة والانضباط كما يوجد مجاميع لأعمل لهم سوى اللف والتنقل داخل أروقة المستشفى ولا حاجة لنا بهم لكننا نجد صعوبة في إبعادهم إلى خارج المستشفى حيث الا نظمه تمنع نقل العمال . ونحن نعمل على تطبيق نظام الضبط الإداري بشأنهم عند وجود مخالفات وغياب .. لكن نرجو من الجهات المختصة في مكتب الشؤون الصحية مساعدتنا في حل هذه المشكلة وإعادة توزيع هؤلاء العاملون على بقية المرافق التي قد تحتاج لخدماتهم . [c1]الوجه المشرق للمستشفى :[/c]عندما نتحدث عن السلبيات لا يعني هذا أن الوضع اسود في اسود .. لأن هناك جانب مضيء ومشرق في المستشفى وحركة دوؤبة في جميع ارجائه وقد توفرت أجهزة كنا نحلم بوجودها مثل المولد الكهربائي (500) فولت بقيمة اثنا عشرة مليون ريال الذي تم تركيبه لتنتهي معاناتنا نتيجة للانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي الذي كان يعاني منه المستشفى وكذا تركيب (2) مصاعد حديثة واحد في مبنى الولادة وأمراض النساء والأخر في المبنى الخاص بالأطفال والتخصصات الأخرى ومن أهم المشاريع الذي نفدت داخل المستشفى هي : - إعادة تأهيل مبنى الأطفال بتكلفة (205) ملايين ريال . - تأهيل مبنى الأمومة الذي يشمل أقسام طوارئ / وضع / حوامل / نزيف / جراحة ( 1 ، 2 ، 3 ) وقسم الإنعاش (67) مليون ريال . [c1]المشاريع قيد التنفيذ :[/c]* المرحلة الثانية من تأهيل مبنى الأمومة والطفولة بمبلغ ( 15,000,000 ) ريال .* بناء مشروع الكلى الصناعية والمخصص له (480,000,000) مليون ريال . * إعادة تأهيل المساحات الواقعة أمام قسم الطوارئ للأطفال .[c1]ماذا تريد إدارة المستشفى :[/c]أولاً : نتوجه بالشكر إلى محافظ عدن على اهتمامه الشديد بأوضاع المستشفى ونزوله المستمر لمتابعة المشاريع التي تنفذ فيه إضافة إلى استجابته الانسانية لبعض المتطلبات المهمه التي تحتاجها والتوجيه بصرفها عبر المحافظة , وكذلك نتوجه بالشكر إلى كل من ساعدنا ابتداءً من وزير الصحة مروراً بمكتب الصحة وانتهاءً بالمجلس المحلي في المديرية , أما أهم ما نحتاجه لضمان تسيير عملنا هو :1 – زيادة الموازنة التشغيلية للمستشفى وعدم معاملتنا كمستشفى واحد بل مستشفيين .2 – توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وفق ما هو مقرر في القائمة الأساسية لصندوق الدواء سابقاً نظراً لشحة الاعتماد في الموازنة .3 – تركيب تكييف مركزي والاستفادة من شبكة التكييف الروسية التي أنتهت وتوقفت وذلك لمواجهة الحر الشديد في فصل الصيف والذي يعاني منه المرضى في مبنى الأمومة والطفولة .4 – توفير وسائل نقل إسعاف / باصات لعدم توفرها في المستشفى. 5 – توفير آلات سحب وطباعة وآلات تصوير مستندية لعدم توفرها في المستشفى وعدم وجود مخصصات لشرائها .[c1]لا أحد يدعى الكمال :[/c]تقع بين الحين والآخر وعلى فترات متباعدة أخطاء طبية نقوم بتصحيحها ومحاسبة مرتكبيها إذا كانت نتيجة لإهمال أو سوء تصرف وتقدير لحالة المرضى , لكن الصحيح أيضاً أن الأخطاء الطبية تحصل في مستشفيات عديدة بل وفي أرقى المستشفيات الدولية لأنه في زحمة العمل تقع بعض الأخطاء ويتم الوقوف أمامها في حينه ونحن نستفيد من أخطائنا ونعمل على عدم تكرارها .. وبالنسبة للنظافة تعلم أن المستشفى قديم ويقع في منطقة احيط بها المساحات الترابية من جوانب عدة كما أن وجود البيارات / المجاري تحت المبنى قد صعب من عملية التنظيف فبعد ساعة من عملية التنظيف تهب رياح ترابية تنقل الغبار والأتربة إلى داخل المستشفى وهكذا .. وهذا لا يجعلنا نقر بأن النظافة على ما يرام هي لا بأس بها ومن خلال متابعة يومية للمشرفين يتحسن العمل .. أما التغذية فهي جيدة وتخضع لإشراف فني متخصص بشكل يومي وفق مقادير ومواصفات خاصة .[c1]مستشفى الفقراء :[/c]مستشفى الوحدة يقدم خدماته لشريحة واسعة من السكان من ذوي الدخل المحدود وللعديد من المواطنين الفقراء ممن لا دخل ثابت لهم ونحن لدينا لائحة بمساهمة المجتمع والرسوم المقررة فيها غير مكلفة مقارنة الخدمات نفسها في المؤسسات الصحية الخاصة وعلى الرغم من أن المردود المادي من المساهمة يتم والانفاق منه على إعادة شراء المستلزمات الطبية والأدوية وإصلاح الأجهزة وعلاوات الأطباء والممرضين والفنيين الآخرين إلا إننا نقوم بإعفاء الحالات الفقيرة وهي كثيرة كما اسلفنا لأن موقع المستشفى يقع وسط مناطق شعبية تشمل مديرية الشيخ عثمان ودار سعد وتصلنا حالات كثيرة من بقية المديريات والمحافظات , وقد تم خلال عام 2006م إعفاء المرضى بما قيمته 900,000 ريال .كان علينا قبل أن نختم اللقاء مع إدارة مستشفى الوحدة التعليمي العام أن نلتقي الأخ المدير المالي لنعرف منه أوجه الصرف من الموازنة التشغيلية والموارد الأخرى للمستشفى وكيفية مواجهة الاحتياجات الضرورية التي لا تتوفر لديهم وللعلم الأستاذ الأخ / صفوت حسن هاشم تم تعيينه مؤخراً مديراً مالياً للمستشفى من قبل محافظ عدن وتفيد المعلومات أن المذكور أعلاه يمتلك خبرة جيدة في مجال عمله وسبق له العمل في مستشفى الأمراض النفسية وهو شخص متفهم ومتواضع وحازم في عمله وأجاب على استفساراتنا بالتالي :نحن نتبع مكتب المالية في عدن ومهامنا الأشراف على القضايا المالية وضبط الصرف وفق الاعتمادات المخصصة لذبك والالتزام بالبنود المحددة للصرف منها يعني جهة إشرافية ورقابية وتنظيمية وبالنسبة لمستشفى الوحدة فعلاً هو مستشفى ضخم مقارنة ببقية المستشفيات سوى من ناحية المبنى الكبير الذي يشغله أو من ناحية الخدمات كمستشفى تخصصي في الولادة وأمراض النساء ومستشفى تخصصي للأطفال إضافة إلى بقية التخصصات الطبية الأخرى والموازنة التشغيلية للأمانة غير كافية لتسيير العمل فيه والدخل المالي من مساهمة المجتمع أقل مما تحققه بقية المستشفيات كالجمهورية مثلاً نظراً لعدم وجود قسم جراحة عامة وكذا كثرة الإعفاءات للحالات الفقيرة كون أغلب المترددين من المرضى هم ذوي الدخل المحدود والحالات الفقيرة .. عموماً نتمنى من الجهات المختصة زيادة المخصصات المالية للمستشفى ونحن بدأنا حديثاً العمل والحقيقة هناك تفهم وتعاون من قبل إدارة المستشفى وإن شاء الله نستطيع أن نتغلب على الصعوبات التي تواجهنا في عملنا بروح المسؤولية .نشكر في الأخير صحيفة (14 أكتوبر) والقائمين عليها على اهتمامهم المستمر بأوضاع المستشفى وتلمس مشاكله وهمومه .في الأخير وللأمانة نقول إن ما يجري من ترميمات وإعادة تأهيل للأقسام وأعمال إنشائية متعددة , وإعادة فرض النظام في العمل وتحسين مستوى الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى إضافة إلى الإدارة والعزيمة التي يتحلى بهما مجلس الإدارة تجعلنا نتفاءل بأن مستقبلاً ممتازاً يلوح في الأفق وإن هذا الصرح الطبي المهم سوف يحتل مكانة بارزة سيكون في مقدمة المرافق الصحية الجيدة ليس على مستوى المحافظة بل على مستوى اليمن .
عودة الروح لمستشفى الوحدة التعليمي
أخبار متعلقة