رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
القدس /14 أكتوبر/ رويترز: ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاركته في قمة للأمن النووي يستضيفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن الأسبوع المقبل خوفا من أن تستغلها دول إسلامية في المطالبة بأن تتخلى إسرائيل عن ترسانتها النووية المفترضة.وقال مسئول إسرائيلي يوم أمس الجمعة إن نتنياهو الذي يعتزم ايفاد نائب له إلى القمة التي تعقد يومي 12 و13 أبريل نيسان قرر إلغاء مشاركته «بعدما علم بأن بعض الدول بينها مصر وتركيا تعتزم القول بان إسرائيل يجب أن توقع معاهدة حظر الانتشار النووي.»ولم توقع اسرائيل المعاهدة التي أبرمت عام 1970 وتجنبت بذلك التعهد بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية والسماح للمفتشين الدوليين بدخول مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي والذي يعتقد على نطاق واسع أنه يوفر الوقود للترسانة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط.وحضور نتنياهو للمؤتمر الذي تشارك فيه 47 دولة كان سيعتبر أول مشاركة من نوعها من جانب رئيس لوزراء اسرائيل في منتدى نووي عالمي. ويرفض رؤساء وزراء اسرائيل منذ وقت طويل مثل هذه المؤتمرات لتجنب التدقيق في سياساتهم النووية غير المعلنة.وأضاف مساعدو نتنياهو انه وافق في البداية على الحضور بعد ان تلقى تأكيدا من الولايات المتحدة بأن البيان الصادر عن قمة الامن النووي سيركز على جهود تأمين المواد الانشطارية دون اي تلميح الى سياسة «التعتيم» التي تنتهجها اسرائيل فيما يتعلق بسياستها النووية.وتخيم خلافات بسبب محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة على التنسيق بين الحليفين.ولم يكن أوباما الذي اجرى محادثات متوترة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في واشنطن الشهر الماضي يعتزم عقد أي اجتماعات عمل مع نتنياهو على هامش القمة.وأضاف دبلوماسي مصري كبير ان لا علم له بأي خطة لتحويل الاهتمام الى اسرائيل في القمة واتهم نتنياهو بمحاولة التهرب من أسئلة حول المشكلة الفلسطينية.وقال الدبلوماسي المصري «نعتقد أن نتنياهو لن يشارك في القمة لانه لا يريد أن يواجه الرئيس أوباما ويستخدم مصر وتركيا كمبرر.»لكن وزارة الخارجية التركية في أنقرة قالت ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي كثف انتقاداته لاسرائيل منذ حرب غزة في العام الماضي سيطلب أثناء وجوده في واشنطن نزع أسلحة اسرائيل في اطار جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن اردوغان قوله في باريس هذا الاسبوع «تشكل اسرائيل اليوم الخطر الرئيسي في المنطقة.»وأضاف متسائلا «اسرائيل لديها أسلحة نووية لكنها ليست عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي. فهل يعني ذلك أن الدول التي لم توقع على المعاهدة في وضع مميز..»لكن الدبلوماسيين المصريين والاتراك قللوا من احتمال طرح معاهدة حظر الانتشار النووي في قمة واشنطن قائلين ان المكان المناسب سيكون في مؤتمر مراجعة الاتفاقية الذي تعقده الامم المتحدة الشهر القادم.ورحب متحدث باسم البيت الابيض بمشاركة دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي في القمة. وقال مساعدون ان عوزي اراد مستشار الامن القومي الاسرائيلي وشاؤول هوريف رئيس هيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية سيرافقان ميريدور في القمة.وقال مستشار الامن القومي الامريكي جيم جونز للصحفيين «من الواضح أننا نود حضور رئيس الوزراء لكن نائب رئيس الوزراء سيقود وفدا وسيكون وفدا اسرائيليا قويا.»وأضاف أن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل «مستمرة وعلى ما يرام ومتواصلة.»وأضاف مساعدون لنتنياهو انه كان يعتزم حشد التأييد في القمة لفرض عقوبات أشد على ايران خصم اسرائيل اللدود الذي يشتبه الغرب في سعيها لامتلاك اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران دوما. ولن تشارك ايران ولا كوريا الشمالية في مؤتمر الامن النووي بواشنطن.وقال نتنياهو للصحفيين «هذا المؤتمر يدور حول الارهاب النووي. ولا أخشى ان يظن احد ان اسرائيل نظام ارهابي. فالكل يعرف النظام الارهابي او المارق حين يراه.. وصدقوني هم يرون البعض.. حول اسرائيل.»وتقول اسرائيل ان سريتها النووية تساعد على صد أعدائها وتجنب هذا النوع من الاستفزازات التي قد تفجر سباقا للتسلح.ويغضب العرب والعالم الاسلامي من الصمت الرسمي في واشنطن ازاء هذه القضية والقبول الضمني من جانب الولايات المتحدة.واسرائيل مثل كل من الهند وباكستان لم تنضم الى معاهدة حظر الانتشار النووي ومن ثم تتفادى التفتيش الدولي الاجباري لمنشآتها النووية. لكن اسرائيل خلافا للدولتين الاسيويتين المشاركتين في قمة واشنطن لم تجر اي اختبار نووي علنا ولم تنشر اسلحة نووية.