كتب / أحمد الحامدإذا كنت قد شاهدت فيلم (عوكل) للمثل المصري (محمد سعد) الشهير (باللمبي) فلابد أنك لاحظت أن مخرج الفيلم قد ستعان بخبير فرنسي لتصميم شخصية (ظاظا) ـ عمة عوكل العجوز المشاغبة ـ لكن إذا شاهدت مسلسل (همي همك) في جزئه الثاني ـ وهو إنتاج محلئ بامتياز ـ سيسترعي انتباهك ذلك التصميم الرائع لشخصيتي (شوتر) التهامي العجوز المسالم حد الإستسلام وزوجته (زنبقة) وهو تصميم كاريكاتوري بديع من صنع المخرج (فلاح الجبوري) والفنان فهد القرني .. ولم يحتج الأمرإلى الإستعانة بخبرات أجنبية .. وهي نقطة تفوق تحسب لهذا الثنائي الرائع الذي رفد الدراما اليمنية بعمل إبداعي جذب المشاهد اليمني وآثار حوله الأقاويل بل واستفز جموع المتنفذين الذين عراهم المسلسل ووصل الأمر حد التهديد لقناة (السعيدة) وللفنان (فهد القرني) و الفنان (صلاح الوافي .. بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يتم إيقاف بث المسلسل، وهو ما لم يتم إذعرض المسلسل حتى نهايته.[c1]قالوا ...[/c]قيل ان المسلسل أساء لأبناء (تهامة) وأظهرهم بمظهر الذليل الجبان الخانع القابل للعيش تحت وطأة الذل والمتقبل لجبروت المشايخ والمتنفذين دون رغبة في المقاومة ويظهر ذلك من خلال شخصية الشيخ طفاح التي جسدها الفنان الجميل المطري حسن علوان ـ وأنا شخصياً لا أرى آية إساءة فالمسلسل نقل الواقع كما هو في تهامة بل أنه من خلال شخصية (فتيني) التي جسدها الممثل (محمد القصاب) وشخصية (صديق) البحار التي جسدها الممثل (علي خزان) ـ ظهر باسم آخر في المسلسل لا أذكره وإن كنت اعرف الممثل شخصياً فهو زميل دراسة في معهد الفنون الجميلة بعدن ـ قد أظهر أن في تهامة رجال لا يقبلون بالضيم وينادون بالتمرد على الظلم والظلمة وإن لم يجدوا آذاناً صاغية .. إذن فالمسلسل لم يسئ إلى أحد ولم تظهر نوايا للإساءة من قبل ..( فهد) أو (فلاح) لأهل (تهامة) بقدر ما ظهر الإحساس بالتعاطف معهم ومحاولة تحريضهم على رفض واقع مزر هم بأمس الحاجة للثورة عليه والتخلص من براثنه.[c1]الوافي .. هل أحترق فعلاً ؟![/c]قرأت في صحيفة .. (المستقلة) نقداً جارحاً ـ كتبه احدهم ولم يكتب اسمه ـ ضد الفنان الجميل (صلاح الوافي) فحواه انه ـ أي صلاح ـ قد احترق في مدينة تعز كفنان لأنه جسد شخصية المحتال (ساري) وأساء لأبناء تعز كافة كون أبيه في المسلسل ـ الفنان عبدالكريم مهدي وأمه ـ الفنانة أمل اسماعيل ـ يتحدثون اللهجة التعزية ما يدل ـ بحسب الكاتب إياه ـ على أن (أصحاب تعز كلهم نصابون) وهي وجهة نظر لأ أستطيع وصفها الا بكونها (سخيفة) .. ولا تستحق غناء الرد عليها!وإن كان لصلاح بعض الهفوات .. التي تستوجب التنبيه أبرزها تقليده لبدايات الممثل المصري عادل إمام وهو ما سيحرقه بالفعل .. إن لم يحرص على إيجاد شخصيته الفنية الخاصة ..[c1]الآنسي والحجوري![/c](نبيل الآنسي) تألق في دور (زنبقة) وهو يذكرني بفنان كويتي احترف مثل هذه الأدوار ـ لا أذكراسمه ـ ونبيل سبق ان تقمص في مسلسل (كيني ميني ) دوراً مشابهاً وان لم يكن بمثل هذا الحضور .واسم زنبقة صار لغة الشارع وصار من يريد المزاح مع صاحبه يناديه يازنبقة وعندما ظهر نبيل في دور الوسيط بين القراصنه والصيادين اليمنيين ظهر مهزوزاً ولم يكن له قابلية ـ كذلكً ظهر النجم الأول في المسلسل فهد القرني في شخصية صابر فلم يكن له ذلك الألق الذي رأيناه في تجسيده لشخصية (شوتر)!(علي الحجوري) (جعفر) ـ كان له حضور غير عادي وأظهر احترافية في التمثيل رغم أني أراه لأول مرة .. لكنه كان تلقائياً وبسيطاً في أدائه .. واستحق التعاطف مع مشكلته والمخرج لم يوفق في اختيار الممثلة التي أدت دور (أمل) فقد كانت باردة .. وعديمة الموهبة ـ ولا أقول عديمة الإحساس حتى لا تغضب مني ![c1]مشاركة متميزة ![/c](خالد الجبري) أدمن على أداء دور السوداني والصومالي حتى أنه عندما يظهر كيمني لا نتقبله .. وهذا لا يعني أن (خالد الجبري) ليس فناناً موهباً ..على العكس .. (خالد) .. فنان له حضوره وجماليته وقد تألق في برنامج (تعال اقلك) مع زميله الآخر .. (كمال طماح) على ما أعتقد : لكن على خالد الجبري أن يكون أكثر أهتماماً باختياراته الفنية حتى لا يحصر نفسه في دور واحد![c1]تحية لجعفر (الطفل)![/c]أعجبني الطفل الذي أدى دور (جعفر) في طفولته .. هذا الطفل هو نجم للمستقبل .. اهتموا به رجاءًا !