سعيدة حزام بعد صمت طويل عن مسألة زواج القاصرات التي لولا الطفلة نجود التي طرقت أبواب المحكمة لتحصل على الطلاق من الرجل الذي يعد زوجا لها وهو بمثل عمر والدها لاستمرت هذه المسألة وكأنها أمر طبيعي بالرغم من بعض المتابعة من قبل منظمات المجتمع المدني وبعض الجهات المهتمة بالطفولة . فهناك قصص كثيرة تباع فيها الفتاة ويمارس ضدها عنف نفسي وجسدي باسم الدين ، وتحت بند من بنوده وهو الزواج الشرعي ، مع أن الدين لم ينزل على البشر إلا ليكون طريقا مضيئا يسير فيه البشر على هدى وينظمون وفقه حياتهم ويستضيئون به ، ولم يأت ليكون طريقا مظلما يتخبط السائر فيه ويرتطم بأي شيء قد يصادفه ويكون كثير التعثر والوقوع وهذا هو حال الطفلة التي تصدم بأنها زوجة وتدخل عالما اكبر من توقعاتها الصغيرة وكل الصور التي التقطتها مخيلتها التي بالكاد بدأت بالنمو فتحدث الصدمة بين الواقع وبين مخيلة الطفولة ومن هنا تدخل الطفلة سلسلة من المعاناة بين ما كانت تتوقعه لنفسها وبين واقع يفرض عليها تحمل مسؤوليات أكبر منها ويحرمها من طفولتها . وما يحدث في زواج الصغيرة يعد جرما لا يتحمله القاضي الذي قام بطقوسه وإجراءاته بل يتحمله الجميع من الأهل حتى المجتمع بأكمله .. فالطفلة قد يسألونها هل ترضين بفلان فتقول نعم ظنا منها أن القادم من هذا الإجراء هو أجمل من واقع تعيشه وباسم التغيير تقبله إما هربا من ضيق حال أسرتها أو لضغوط الأهل ، الذين يغرونها بالملابس والذهب وغيره ، ويعتبرون الزواج عفافها وأفضل من إهدار كرامتها في اللعب أو الذهاب إلى المدرسة لممارسة طفولتها والحصول على حقها في التعليم .. وبعد أن تزف العروس ( الطفلة )إلى عريسها تصدم بواقع مغاير عما كانت تحلم به ، وتعرف انه عبء اكبر منها واكبر من عالمها الصغير ، وحينها إما أن تصبر وتعاني بصمت حتى تواصل حياتها وتعمل على تربية أطفالها أو تنتفض على واقعها وتطلق وتعود إلى أهلها مثقلة بآلامها وتمتلئ مخيلتها بذكريات مؤلمة تنعكس سلبا على حياتها القادمة، بمعنى أنها ربما ستفشل في عملها أو حتى في زواج آخر . [c1]صرخة [/c]إلى كل أم وأب وزوج وإلى المجتمع .. رفقا بطفلاتنا فهن أمانة في أعناقنا ونحن محاسبون بهن يوم الحساب .. فيا أصحاب القرار هل ترضون أن تزوجوا طفلاتكم بعمر الزهور؟؟! فلماذا كل هذا الصمت عن قانون يقنن العبث بالطفولة والطفلات ؟!
|
ومجتمع
زواج الطفلات .. أحلام صغيرة يغتالها واقع مؤلم !
أخبار متعلقة