تفكك 90 ألف أسرة سنوياً بسبب غيابها
القاهرة / 14اكتوبر / محمد محمود :الحب والرومانسية هما المحركان الأساسيان للحياة ، ولايمكن العيش بدونهما ، إلا أن علماء الاجتماع يحذرون من فقدانهما علي المدي البعيد بعدما أصابت ضغوط الحياة والمشاكل المختلفة الحياة العاطفية في مقتل وكادت الرومانسية والمشاعر الجميلة أن تختفي من حياتنا اليومية وأصبح هذا الجيل بلا عواطف ، ومما ينذر بالخطر هو نتائج تلك الدراسة الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر تؤكد أن اختفاء العواطف من الحياة أدت إلى تفكك 90 ألف أسرة سنوياً معظمهم من الشباب والفتيات الأقل من 30 عام...حول هذا الموضوع يدور تحقيقنا ..تقول منى شكري طالبة جامعية عن سر إندثار العواطف واختفاء الرومانسية من حياتنا بأن القلوب عند الرجال قد ضاعت من تكوينهم النفسي وأصبحت عبارة عن ماضي وحتى الزواج الذي يبنى على المودة والرحمة يعني الحب الخالي من المصالح ذهب بلا رجعه والزواج حالياً عبارة عن صفقة أساسها المصالح والصفقات بين عائلتين .أما مها مندور فتقول : الآن الشباب ليس عنده وقت لعلاقة جادة لا ينظر لقلب المرأة بل لجسدها ومدى المتعة، التي يمكن أن ينالها منها حتي لو كان على حسابها ، لذلك يلجأ لكافة الطرق حتي ينال مراده ويستخدم معها أرق الكلمات حتي تقع في حبائله وبعدها ينبذها ، لأنه ليس عنده استعداد للارتباط وتحمل المسؤولية ، لذلك أصبحت معظم الفتيات تأخذ حذرها والكلمات المعسولة لم تعد تمثل لها أية أهمية .[c1]زواج عرفي [/c]تقول وفاء محمد : تقوم الفتيات بالإشباع العاطفي عن طريق الأغاني الرومانسية ، التي يسمعوها ليل نهار هذا بالإضافة إلى أن كل بنت تعلم أن مصير العلاقات الجامعية تنتهي دائماً بالفشل لذلك يبتعدون عنا ويصونو كرامتهم من تلك التجارب المدمرة لحياتهم العاطفية ، وأكبر دليل على حديثي أنتشار الزواج العرفي بين الطلبة في فترة من الفترات والمآسي التي كنا نسمعها حتي أصبحت كل القصص متشابهة ومعادةوتتلخص في إسطوانة من الشاب للفتاة حتي تقع الفتاة في هواه وبعدها يعرض عليها الزواج العرفي حتى ينالها بدون مقابل بعدأن يعدها بالحياة الجميلة وحياة الرومانسية والتي سوف يجعلها تعيشها تستيقظ الفتاة علي جنين في أحشائها يبحث عن أب بعد هروب الشاب بالطبع وتخليه عنها ويتركها بمفردها تواجه أسرتها والمجتمع ولا يوجد في يدها إلاورق لا تسمن ولا تغني ، أبعد كل ذلك يمكن أن تأمن البنت على نفسها في تجربة عاطفية بأن الفتاة التي لا تأخذ عبرة من تلك التجارب تستحق ما يجري لها .أما عن الشباب فلهم رأي مختلف تماماً، فيحدثنا أحمد محمد كمال فيقول : لقد اختفت الرومانسية من حياتنا بسبب الفتيات لقد تحجرت مشاعرهم وأصبحت الكلمات الشاعرية والزهور لم تعد تعني لهم شيء ونادرآً ما تجد فتاة تهتم بمثل هذه الأمور الآن ، فلقد تغير فارس الأحلام الآن لم يعد شاب يأتي علي حصان أبيض سوف يخطفها ورائد ويطيربها إلي دنيا الأحلام والحب والرومانسية ، لقد تحول فارس الأحلام إلي عجوز في الستين يركب سيارة أحدث موديل سوف يأخذها في جولة حول العالم في رحلة شهر العسل وبعدها يضع لها رصيد في البنك مع الشقة التي سوف تؤثث على أحدث طراز ، هذا هو فارس الأحلام الجديد الذي يداعب خيال الفتيات لذلك أصبحت الفتيات لا تنظر بجدية إلي أي علاقة عاطفية بينها وبين الشباب فهناك فتيات تتجاهل هذا الموضوع وتنتظر العريس .وتعقيباً على هذه الآراء تؤكد د . نجاة حمدي أستاذة علم الاجتماع: أن ظاهرة اختفاء الحب والرومانسية لم تعد حكراً بين الشباب الجامعي فقط بل أصبحت تشمل المتزوجين أيضاً وأصبح الطلاق والانفصال يقع لأسباب تافهة ولأمور سطحية وفي أي مرحلة من عمر الزواج وقد أثبتت الأبحاث في الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الرجال أكثر قدرة علي تخطي الأزمة ، فهناك 206 ألف مطلقة مقابل 58 ألف رجل ما يؤكد أن الرجل له القدرة علي بدء حياته من جديد وصعوبة ذلك على المرأة لأن هناك أسباباً عديدة على رأسها اختفاء العواطف من الحياة أدت إلى تفكك 90 ألف أسرة سنوياً معظمهم من الشباب والفتيات الأقل من 30 عام.[c1]أسباب عدة [/c]أما د . عزة علي كريم أستاذ علم الاجتماع ، فتحدثنا عن أسباب ضياع العواطف الرومانسية من حياتنا اليومية، فتقول أولاً - التربية الأسرية خاطئة لأن الأسرة لم تعد تهتم بجعل الشباب يتحمل المسؤولية مما جعلته يعزف عن العواطف ، التي سوف تجعله يتحمل عبء لم يتعود عليه من مسؤولين زواج ومهر ومنزل و زوجة أو زوج كل ذلك أعباء لم يتعود عليها الشباب داخل الأسرة فأصپح الشباب يتهرب من العواطف التي سوف تجعله مسؤول بارتباطات هو في غني عنها .وتضيف : من الأسباب أيضاً هو أن سوء الاختيار أصبح هو السمة السائدة الآن ، مما يجعل الشباب يدخلون في تجارب عاطفية تنتهي دائماً بالفشل فيأبون بالآلام والإحباط وقد يصل الأمر إلي الانتحار في بعض الحالات ، فأصبح الشباب ينبذ تلك العلاقات الغرامية التي سوف تنتهي به إلي التهلكة من خلال تجارب الآخرين .وكذلك الندية الفكرية أصبحت لا تعطي لأي طرف الفرصة حتي يعبر عن عواطفه فنزعة حب التملك تسيطر علي كل منهم وخصوصاً أن البنت قد خرجت إلي العالم الخارجي وأصبحت موازين للدول في الحقوق والتعليم والتفكير ، ولذلك لم تعد الطرف الأضعف في العلاقة العاطفية ، كما كان سائد في الماضي فاليوم إذا أخطأ الشاب فتصبح بينهم مباراة في الشتائم يعقبها تشاجر والنتيجة الطبيعية انتهاءالعلاقة بينهم بغيررجعة ، كل هذا بالإضافة إلي الضغوط الاقتصادية وقلة الدخل وارتفاع الأسعار وتعد ركيزة أساسية للشباب لكره العلاقات العاطفية ونبذها من حياتهم والابتعاد عن الزواج ، وبالتالي العجز عن تلبية الأشياء الضرورية للزواج فيفشل الشاب قبل أن يبدأ ولذلك تجد الفتيات يقبلون على الزواج بدون عواطف أو مشاعر متجمدة من أشخاص أقل منهم من الناحية العلمية والثقافة مادام يستطيع أن يوفر لهم الحياة المادية المستقرة.وتضيف د. عزة : أما عن الشباب العاجز مادياً ، فيبحثون عن العلاقات العاطفية السريعة ، التي يغلب فيها الغريزة الجنسية على العاطفية وتنتهي إما بالزواج العرفي أو بفقدان الفتاة أعز ما تملك ببعض الكلمات التي تدغدغ مشاعرها في خلوة عاطفية.وتشير إلي أن نزول المرأة إلي ميدان العمل وتعاملها طوال اليوم بقوانين عمل جافة ومصالح مادية ومكسب وخسارة ومكافآت وجزاءات جعل مشاعرها جافة إلي حد بعيد وأصبحت عملية إلي درجة أثرت بالتأكيد علي عواطفها ومشاعرها وأصبحت المادة هي محور حياتها ، مما جعل الحب والرومانسية تختفي تدريجياً من حياتها ولم يعد عندها وقت للحب والمشاعر ، وهذا سوف ينعكس على حياتها الزوجية وتفقد الحياة طعمها وتتساوي مع زوجها مع أي شخص آخر تتعامل معه ولا يختلف إلا في اللقاء، والزوج الروتيني ومع مرور الوقت سوف تفقد الحياة بهجتها سواء مع الشباب الجيل الصاعد أو المتزوجين وذلك بسبب اختفاء العاطفة والرومانسية من حياتنا اليومية.