صباح الخير
هل يحتاج الاقتصاد اليمني إلى دفعة قوية من المساعدات الجديدة حتى يخرج من كبوته وأزماته؟ أم يحتاج إلى سياسة جديدة (خارجية) تعفيه من ديونه المتراكمة حتى ينهض ويضع أقدامه على الطريق السوي؟ أم أن الأمر يحتاج إلى الأثنين معاً المساعدات، وكذا إعفاءه من الديون.ومن أجل أن تعرف الاقتصاد اليمني على حقيقته عليك بالنظر إلى الأسواق المحلية وما تحتويه هذه الأسواق من بضائع (أجنبية) وكم نسبة البضائع المحلية في السوق اليمني، لتعرف بعد ذلك مدى اعتماد الاقتصاد اليمني على هذه المساعدات والقروض ومدى حاجته إلى إعفائه من الديون.المتلهفون إلى حلول سريعة تنتشل اليمن من أوضاعه الاقتصادية سيواجهون صدمة كبيرة عندما يعرفون أن اقتصادهم يحتاج إلى حلول طويلة الأمد وخطط تؤدي إلى دعم الجماعات المحلية وتقوية مستوى إنتاجهم كي يصلوا إلى حقيقة اعتمادهم على أنفسهم في إقرار سياساتهم وإنتاج بضائعهم وتقديم خدماتهم.فهل ستؤدي المساعدات الخارجية إلى نهوض اليمن واستمرار تقدمه، والجواب على ذلك انه ليس بمقدور المساعدات المالية ولا التجارية ان تقدم الحلول للمشكلات الاقتصادية اليمنية، ليس بالمساعدات وحدها ينهض اليمن، وليس بالتجارة وحدها ينهض أيضاً، وليس بالتجارة والمساعدات معاً ينهض اليمن.إن الأمر كل الأمر يحتاج إلى إدارة جيدة تسعى إلى حل الخلافات والنزاعات وتخلق الاستقرار، ومكافحة الفساد، وتشجيع التعليم واعطاء سبب وجيه للمستثمرين اليمنيين كي يستثمروا أموالهم في اليمن وجعل اليمنيينيفكرون بالبقاء في وطنهم من خلال توفير الوظائف لهم.فالاعتماد على الموارد المحلية مهم جداً كما هي في أهمية القطاعات الإنتاجية المعطلة والتي تحتاج في الوقت الحاضر إلى تفعيل وتحريك، وتعطى لها الامتيازات الضرورية حتى تقوم بدور الممول الرئيسي للموازنة العامة وتخلق الوظائف وتصبح أكثر إنتاجية.إنه دعوة لتحريك القطاعات المنتجة وتشغيل العقول اليمنية وخلق الوظائف للشباب حتى نخفف من تاثير تدني المساعدات على الاقتصاد وبدون تفعيل هذه القطاعات والطاقات المنتجة سيكون لتدني المساعدات اثر كبيرعلى أحوالنا الاقتصادية والمعيشية بل وحتى أحوالنا السياسية.