كابول / 14 أكتوبر / رويترز:ذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أمس الخميس أن الفساد المستشري في الشرطة الأفغانية التي تقاتل طالبان بدلا من أن تكافح الجريمة يشيع إحساسا بغياب القانون واستياء شعبيا. وفي الكثير من المواقع المعزولة تصبح الشرطة هي الواجهة الوحيدة للحكومة الأفغانية وتكون معرضة لهجمات المسلحين. لكنها تشتهر أيضا بابتزاز الشعب للحصول على رشى. ويعني الفساد المستشري في وزارة الداخلية التي تدير الشرطة أن الترقيات غالبا ما تشترى لا تذهب لمن يستحقها. وقالت المجموعة «مازال التركيز الكبير منصبا على استخدام الشرطة لمكافحة التمرد المسلح بدلا من مكافحة الجريمة. والفساد والتعيينات السياسية تعرقل محاولات جعل القوة تتمتع بالحرفية.» وتابعت «بينما يصعب قياس ذلك بسبب نقص الإحصائيات الخاصة بالجريمة إلا أن هناك إدراكا عاما في أفغانستان بأن تجاوز القانون آخذ في التزايد.» وخطف مئات من الأفغان مقابل فدى في السنوات الأخيرة. وقليل من مرتكبي الجرائم يعتقل أو يحال إلى القضاء. ويفر الكثير من المجرمين من السجن بدفع رشاوى دون إحالتهم إلى المحكمة. وقبل أن تطيح القوات الأفغانية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة بطالبان في أواخر عام 2001 لم يكن لدى أفغانستان مفهوم واضح عن قوة الشرطة. وتولت ألمانيا مهمة إعادة تشكيل الشرطة الأفغانية من لا شيء تقريبا. لكن من عام 2002 وحتى عام 2007 أنفقت ألمانيا باعتبارها من أكبر «الجهات المانحة» للشرطة الأفغانية 80 مليون دولار فقط لإعادة تشكيل القوة. وحتى عام 2006 أنفق نحو 200 مليون دولار بشكل إجمالي على الشرطة. وكان جنرال ألماني قد وصف الشهر الماضي جهود بلاده لتدريب الشرطة الأفغانية بأنه «فشل مخز». ومنذ توليها مهمة التدريب الرئيسية لقوة الشرطة الأفغانية تعهدت الولايات المتحدة بإنفاق 3.8 مليار دولار في عامي 2007 و2008. وأضافت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أنه رغم تركيز الاهتمام على قوة الشرطة الأفغانية إلا أن الجيش الأمريكي ينظر إليها بالأساس كقوة إضافية تقاتل مسلحي طالبان بدلا من مكافحة الجريمة. وذكرت المجموعة في تقريرها «مازال الجيش الأمريكي وهو الطرف المسيطر يرى الشرطة بالأساس على إنها قوة أمنية مساعدة بدلا من كونها جهازا لتطبيق القانون. والشرطة الوطنية الأفغانية غير مجهزة بشكل جيد لهذا الدور.» وتابعت «هذا التوجه يتجاهل أيضا أن الجريمة المنظمة وغياب القانون هما لب خيبة أمل الشعب وعدم الاستقرار.» والشرطة الأفغانية غير مسلحة بأسلحة ثقيلة مقارنة بقوات الجيش وغالبا ما تبقى ثابتة في منطقة واحدة مما يجعلها أكثر عرضة للهجوم. وقال الجيش الأمريكي إن الوفيات بين قوة الشرطة الأفغانية أكثر ثلاث مرات من الوفيات بين الجيش. وفي عام 2007 قتل نحو 1200 رجل شرطة ومن المتوقع أن تكون الأرقام مماثلة في عام 2008م.