في العراق الاميركي الجديد
[c1]* والبصرة التي اشتهرت بالموسيقى تعاني الخواء في غيابها[/c] بغداد/ متابعات:استقطب الفيلمان التسجيليان العراقيان "قطرات متصلة بيضاء" للمخرج فتحي زين العابدين و"شيء من الانتباه" للمخرج صائب حداد اللذين عرضا الاثنين على شاشة قاعة المسرح الوطني في بغداد اقبالا لافتا من جمهور يفتقد الى الانتاج السينمائي الذي تاثر شانه شان جميع اوجه النشاط الثقافي بالوضع الذي يعيشه العراق. وقال رياض عبد الحافظ مدير دائرة السينما والمسرح التي نظمت العرض "نسعى من خلال هذه الافلام التي تم انتاجها هذا العام الى اعادة الصلة بين جمهور السينما العراقي والفن السابع الذي شهد سكونا مؤثرا خلال الفترة الماضية". واكد مديرة هذه الدائرة التابعة لوزارة الثقافة العراقية ان "مظاهر العنف التي تحيط بنا لن تستطيع ان تجمد نشاطنا وابداعنا ورغم الظروف التقنية والحياتية الصعبة التي تواجه اسرة السينما في العراق تمكنا من انتاج الفيلمين هذا العام". ويسلط فيلم "قطرات متصلة بيضاء" الضوء على الحقبات التاريخية التي تعرض خلالها العراق وتحديدا مدينة بغداد الى الاحتلال وما تركته تلك الفترات من اثار على العراقيين عبر عدة اجيال ليبدا من داخل فصل مدرسي حيث يقدم احد الاساتذة مادة عن تاريخ العراق ابان احتلال المغول لبغداد عام 1457. ويحكي الفيلم الثاني "شيء من الانتباه" معاناة الاطفال من نزلاء دور الايتام والظروف القاسية التي يعانون منها بعد ان فقدوا اسرهم في الحروب التي شهدتها البلاد واصبحوا ضحايا الحروب ومظاهر العنف الانساني والاخطاء الفادحة والطائشة التي دفع هؤلاء الاطفال ثمنها غاليا. واعتبر المخرج فيلمه "رسالة الى المعنيين لتوجيه اهتمامهم ورعايتهم لهؤلاء الاطفال والتخفيف من معاناتهم الاجتماعية". يشار الى ان صناعة السينما في العراق تواجه مشاكل تقنية ومادية صعبة بسبب الاضرار التي الحقها الغزو الامريكي في اذار/ مارس 2003 بدائرة السينما والمسرح التي فقدت العديد من اجهزتها ومختبراتها الخاصة بصناعة الافلام. وسعت الدائرة الى اعادة الحياة الى الفن السينمائي عبر هذه المحاولات الانتاجية التي تشكل رغم تواضعها خطوة هامة على طريق احياء السينما بعد ان ارغمت الظروف السائدة اصحاب العديد من صالات العرض في العاصمة بغداد على اغلاقها وتحويلها الى مستودعات او مقاه. وقال عبد الحافظ ان "الحضور الذي شهدته صالة المسرح الوطني عكس مشاعر الانتصار التي حققها المبدعون العراقيون وهم يقدمون هذه الوثائق التاريخية رغم الظلام والعنف اللذين يغلفان الحياة". واعتبر المهتمون بالفن السينمائي هذه العروض فرصة هامة وقال احمد عبد الجبار (22 عاما) الطالب في اكاديمية الفنون الجميلة "بعد ان اغلقت صالات العرض ابوابها لم يعد امامنا سوى الحضور الى هذه الصالة لنعوض ما افتقدناه". كما تسعى دائرة السينما والمسرح الى تشجيع الفنانين العراقيين الشباب للدخول في تجارب سينمائية من خلال تنظيم مهرجانات للافلام السينمائية والوثائقية والقصيرة لاقت اقبالا لافتا. وكان فيلم "غير صالح للعرض" اول فيلم سينمائي يتم تصويره في بغداد بعد سقوط النظام السابق وشارك فيه عدد من الفنانين العراقيين المعروفين في مقدمتهم يوسف العاني وعواطف السلمان. وهناك ايضا اعمال لعدد من الفنانين العراقيين المقيمين خارج البلاد بعد احداث اذار/مارس 2003 من بينها فيلم "الكيلو متر صفر" الذي اخرجه الفنان الكردي هونر سليم المقيم في فرنسا. في سياق متصل دعا عدد من فناني البصرة ومثقفيها الى إعادة إحياء الوجه الفني لهذه المدينة، مؤكدين ان مدينتهم التي اشتهرت على مدى عصور طويلة بالطرب وحب الفن، تعاني الحياة الفنية فيها اليوم من ركود واهمال، مذكرين بفرق مثل (الخشابة) و (الهيوة) و(اغاني المواسم) (الحصاد وجني التمر والصيد) بصفتها تعابير صادقة عن حياة أناس لم يعرفوا من ألوان الحياة غير لون السعادة.كانت هذه المدينة (التي عرفت بمدينة الحياة والفن والأدب) معهداً لتدريب المطربين والمطربات، وطريق مرور لهم في اتجاه دول الخليج وسائر الدول العربية الاخرى. فقد زارها، أو أقام فيها، مطربون ومطربات لهم فنهم وشهرتهم مثل: صديقة الملاية ووحيدة خليل وأمل خضير وفؤاد سالم ورياض أحمد، وغيرهم من مطربي الأجيال الماضية والحالية.ويعود انتشار الطرب في البصرة إلى جمال طبيعتها المتمثلة في شط العرب، وبساتين النخيل التي تمتد على شاطئيه، وغابات الأثل الخضر في الزبير التي يؤمها أهالي البصرة في فصل الربيع للنزهة والترويح عن النفس. ويعد جوهر العبد (واسمه الحقيقي جوهر سالم بن كيف العبد) المولود عام 1875 في محلة جسر العبيد في البصرة القديمة، من أقدم المطربين الذين وصلتنا أخبارهم. فكان، إلى إجادته إيقاعات الخشابة وإبداعه فيها، يلم بمعظم أطوار الأبوذية والمقامات البصرية. وكان يكتب الشعر الشعبي والشعر الغنائي ويلحن ما يعرف عراقياً بـ (البستات). وكلما دعاه أمير المحمرة الشيخ خزعل، كان يصطحب معه بعض مطربي البصرة ومطرباتها، مثل صديقة الملاية وزهرة خليل وحياة العراقية. وكان الشيخ خزعل معجباً بغنائه وغناء صديقة الملاية. فكانوا يقيمون في ضيافته فترات طويلة في المحمرة،حتى انتهت رحلة حياته الفنية بوفاته في البصرة عام 1924. أما المطرب الزبيري خالد الرجيب الذي عرف بإجادته فن الأبوذية بجميع أطوارها والمقامات البصرية، فقد دفعه صوته المميز واتجاهه للغناء الخليجي إلى الهجرة الى الخليج حيث بقي حتى وفاته عام 1978. ويعد مطرب (الخشابة) المعروف حميد الياسر، المولود سنة 1929 والمعروف بعذوبة الصوت وإجادته المقامات البصرية، واحداً من أشهر مطربي المقام والخشابة على الإطلاق. إذ ظل متربعاً على عرش الغناء البصري حتى وفاته عام 1975.وشكل الشقيقان معتوق وربيع في قرية حمدان التابعة لقضاء أبي الخصيب، جنوب البصرة، فرقة للخشابة كانت من أجمل الفرق الشعبية أداء للأغنيات العراقية والمصرية والكويتية. وراح الناس يفخرون بدعوة فرقتهم في الأعراس والمناسبات الأخرى. وكان لحضورهما افتتاح سينما أطلس في البصرة عام 1969، صدى كبيراً في الوسط الفني آنذاك، ومناسبة من الحكومة للاعتراف بفن الخشابة الذي ظل في نظر البعض (فناً دونياً) لا يتناسب وذوق الجمهور. ويرى مراقبون ان هذه المدينة التي كانت يوماً ما قبلة للحياة والفن، اصبحت اليوم بعد الاحتلال الاميركي في حاجة إلى التذكر، إلى من يخلصها من التطرف الذي صار يعبث بطرقاتها وسككها التي كانت آمنة، إلا من لصّ غير ظريف أو تكفيري ينصب المشانق للعود والربابة والمزمار تحت أفيائها الوارفة.[c1]بوابة الشجن العربي[/c]والحال ان الاحتلال الاميركي الذي وعد العراقيين بعراق جديد يكون نموذجا لشرق اوسط جديد نجح في تحويل آلة العود من احدى صور العشق العربي، تضاهي في روعتها روعة الحب العذري عند العرب، الى صورة مرعبة ومأساوبة على يد القتلة والتكفيريين الظلاميين من السنة والشيعة الذين يختلفون في كل شيئ ولكنهم يتفقون في تسويد صورة حياتنا وتكفير وتحريم الفنون والموسيقى والغناء .لم يتعد صورة العود في العراق الاميركي الجديد تشبه صورته في عراق ما قبل الاحتلال ،التي طبعت آلة العود في الوجدان العربي ، بصوت أوتارها الشجي تسكر العقول وترق لها القلوب، الرفيق والصاحب وسام شرف على صدر العود، ناله عن جدارة واستحقاق، صاحبه العامة، وطلب وده الخاصة، لكنه كان خيارا لأصحاب الألباب، من ذوي الحكمة. ساهم في شرح النظريات الطبية والهارموني، ورافق العلماء من أمثال الكندي والفارابي، أوجز قدامى العرب قيمته في نفع الجسد وتعديل النفسية. حكاية الإنسان الأول ليست سوى لحن عزفته أنامل عواد على أوتار العود ورددت صداه جدران المعابد حيث كان العود أداة من أدوات الطقوس العبادية عند الكهنة. ويعد ظهور رسومات للعود على جدران المعابد بمثابة دلالة قوية على ارتباطه بالحضارات والممالك القديمة (كان أول ظهور للعود في الحضارة الأكادية في بلاد ما بين النهرين) حسب ما أوضح نصير شمة، عازف العود العراقي، ومؤسس بيت العود العربي، وفي الوقت الذي يتنازع فيه الباحثون حول أول من صنع العود، والتي تتأرجح كفتا ميزانه بين نوح عليه السلام وجشميد ملك الفرس، يتسلل صوت العود الذي كان يضرب به لداود عليه السلام من الأرض التي تحتضن ثالث الحرمين الذي احتفظ بمكانه معلقا في بيت المقدس إلى حين تخريب القدس، في إشارة واضحة لجذور العلاقة التي تربط بين هذه الآلة الوترية وشعوب المنطقة العربية. لم يكتف العود بمرافقة الحكماء والعلماء بل كان طرف الثنائية مع الفنان في البدايات سواء كان مطربا أو عازفا باعتباره جزءاَ يمثل الهوية الثقافية. وفي نوع من التماهي مع الآلة كما وصفه حازم شاهين، أحد العوادين المصريين، (علاقتي بالعود علاقة حسية اشعر أنه يبادلني نفس مشاعري ويشاركني انفعالاتي)، في حين يعتبر شمة علاقته بالعود علاقة تجاوزت الكلام ليشكل لديه يدا ثالثة لا يستغني عنها كالماء والهواء، فيما يمثل احتضان العود عند شربل روحانا، عازف العود اللبناني، علاقة حميمية تشعره برغبة في اجتياح الأوتار من أولها لآخرها، ليعيش ذلك الإحساس الذي يقول عنه (اجتياح أوتار العود يجعلني أحيا بإحساس أنه يعطيني هواء وماء وخبزا وياسمين). هذه الصحبة مع آلة العود المطواعة للفنانين والعازفين منذ بداياتهم والتي خدمت وجوده وبالرغم من كونها تقليدا توارثته الأجيال، إلا أنها ترجع أيضا لكونها (آلة كاملة تجاري في مساحة صوتها القدرة البشرية)، كما أوضح شمة، في حين سجلت هذه الآلة حضورا مهما ورئيسيا بين آلات التخت الشرقي الذي يعتمد عليها بالدرجة الأولى، الا أنها تجاوزت التخت بآلاته الأربع ليتم تقديم العود ضمن تجارب موسيقية عديدة ليس آخرها المصاهرة بينها وبين الجاز الأميركي فيما كانت المزاوجة عبر أوركسترا مكونة من 30 آلة عود ليتمخض عنها اطلاق الطاقات الكامنة في العود الشرقي يقول نصير شمة (لابد أن تعتاد آذاننا على الجديد، والشجن ليس قاصرا على المتوارث فقط، علينا بناء ذاكرة متجددة والزمن يكفل الاحتفاظ بالجيد واسقاط الرديء بشكل تلقائي). (رنين العود الدافئ الذي يغلف الصوت البشري ويحتضنه) كما وصف روحانا، وعلى الرغم من تغير الذائقة الفنية لدى المتلقي العربي والذي ساهم في تغييرها ما تروجه وسائل الإعلام عبر ما تبثه من موسيقى وأغان بالكاد يلاحظ فيها وجودا للعود بشكل خاص يجده روحانا قد شكل (مفهوما آخر للتطريب الذي يشكل العود أهم أدواته)، يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح فيه مد الجسور هو الصلة الوحيدة التي ينطلق منها المجددون في العود على المستوى التقني أو التعبيري. يقول روحانا (لا أطالب بنسف القديم للخروج عن التقليدي لأن التجديد يأتي عبر التواصل الواعي مع التراث بأسلوب نقدي بناء)، وإلى أن يقتنع التقليدون بحاجة المجددين لفضاءات مفتوحة في التأليف والعزف يظل هناك آخرون ينظرون بطرف خفي إلى التجارب الجديدة كونها خروجا عن المألوف والمتوارث لآلة العود. النغمات الجديدة التي بدأت تتسلل نحو الأذن العربية لتثير شجنا مختلفا، في محاولة لإعادة بناء الذاكرة العربية، متجاوزة اللحن الثوري العسكري لتصيغ موسيقى ثورية فكرية متجددة بعيدا عن القوالب الجاهزة، يأتي كل ذلك في سياق اطلاق العنان أمام العازفين للتجريب والتعبير بحرية على العود في محاولة لتحريك المياه الراكدة وكسر السكون الذي لف عالم ملك التطريب منذ سنوات مضت بحسب نصير شمة. وبين من يجد في العزف الجيد حدا فاصلا لحمى تصنيفات تأرجحت بين الملك والأخطبوط، يجد شمة أن الألقاب لا تصنع من رداءة الأداء ملكا أو غفيرا لأن (الفيصل بين عازف وآخر الإتقان والجودة وروعة الأداء، وهي التي تصنع عازفا جيدا يملك قدرة على تطويع العود). صوت العود لغة عشق تركت بصماتها على أوتاره عبر أنامل عازفين ترسخت عند جمهور السميعة تفردت بتواقيع عزفية لا تخطئها الآذان الطريبة، مكنتها من اعتلاء قمة هرم العازفين المهرة من أمثال فريد الأطرش ومحمد القصبجي ورياض السنباطي من مصر وجميل بشير وأبنائه من بعده عمر ومنير من العراق إلى جانب الجيل الحالي الذي يمثله نصير شمة وشربل روحانا ومارسيل خليفة وعبادي الجوهر وأحمد فتحي وغيرهم كثر. قصة العشق مع العود لا يتوقف دور البطولة فيها على العازف بل هناك العاشق المتيم والذي يعده البعض الغريم الوحيد للعازفين العاشقين الذين يتقاسمون لقمة عشقهم لهذه الآلة مع الصانع حيث يبدأ من ورشته رسم ملامح آلة الشجن العربي. لحن الشجن العربي الذي تعزفه أوتار العود كما كانت ترسمها أنامل محمد فاضل العواد العراقي، أشهر من ارتبط اسمه بصناعة العود العراقي، الذي تفردت بلاد دجلة والفرات بإتقان صناعته. يقول عن ذلك نصير شمة (حب العود عند العراقيين مرتبط بالجينات لذلك تعتبر هذه الصناعة متوارثة وتحافظ عليها عائلات وهبت حياتها للعود وتتعامل معه كأنه وليدها ربما أشهرهم محمد فاضل ومن بعده أبناؤه فائق ويعرب اللذان حافظا على هذه الصناعة)، وفي حين تفرد العراقيون بصناعة الشجن وتصديره من خلال العود (كونهم تميزوا في نظرية الفرس المتحرك ومربط الأوتار من الخلف إلى جانب تفردهم في دوران الآلة. ومن ناحية ثانية فقد كتبوا مقطوعات موسيقية لهذه الآلة وعزفوها بطريقة مختلفة عن المصريين والأتراك مع تأثرهم الأكيد بتلك المدرستين بشكل أو بآخر)، كما أوضح شربل روحانا. لم تدخر قاهرة المعز واسطنبول مركز الخلافة الإسلامية في العهد التركي جهدا في تعلم أصول الصنعة ليس من باب المنافسة مع العود العراقي وحسب بل للإبقاء على تاريخ آلة هو بمثابة قراءة أخرى لتاريخ الإنسان على الأرض. يقول عجيب نصيف، أحد صانعي العود في مصر، (يعد العود المصري هو الأجود بين الأنواع الموجودة الآن كوننا نحرص جدا على استخدام أحسن الخامات وأنواع الأخشاب بدون زخرفات أو تطعيمات كونهما يؤثران على الصوت الصادر عن العود أثناء العزف)، الوجه الآخر لصناعة العود يطل مع ظهور الأعواد التجارية التي بدأت تنتشر في الأسواق ومدى تأثيرها على تكوين أجيال تجيد العزف على آلة العود الذي لا يعد نصير شمة انتشارها مشكلة ذات أثر، فيما يجد شربل روحانا أن التيارات الموسيقية العالمية تمارس تأثيرا أبلغ من رواج العود التجاري الذي قد يفسر تأثر بعض العازفين بأسلوب الغيتار في العزف. لم تكتف آلة العود التي اتخذت من القداسة معبدا يؤمه هواة الحياة وطالبو السلطنة من أرجاء الدنيا بأن تكون أحد طرفي قصة عشق بل تجاوزت ذلك لتلعب دور الوسيط في قصص الغزل العربي وربما بشكل يختلف عن الذي اعتادته الأذن العربية عبر تغزل الحبيب لتطرب الأذن بغزل فيروزي مشاكس، طالبا ومتوددا لعلي بإطالة العزف ولسان حالها يردد ومعه الملايين (عودك رنان رنة عودك إليّ عيدها كمان ضلك عيد يا علي سمعني العود على العالي عيدها كمان وعيدها كمان)، يأتي ذلك في وقت حظيت فيه آلة العود بمنزلة ومكانة عند السميعة كما هو حال مسعود ومسعودة التي تحكي أوتار العود قصتهما (مسعودة حبت مسعود ـ وهو حب عيونها السود ـ صارت هي تغني له ـ وهو يدق لها العود).