يسألني الكثير من الأصدقاء عما ما يجري في غزة، ويتساءلون كيف ستردون على هذه الجرائم المتواصلة لجيش الاحتلال؟ وهي بطبيعة الحال أسئلة مشروعة، وتنبع من الحرص على القضية الفلسطينية.وأنا بدوري أقول يصعب علينا الرد على هذه الجرائم، ما دامت حالة الانقسام مستمرة في الساحة الفلسطينية، والجهد الفلسطيني مشتت والاستجابة لنداء الوحدة الوطنية بين أخذ ورد، وأنا أيضاً أتساءل، أليس جريمة بحجم جريمة الأمس أم وأطفالها الأربعة، يقتلون بصاروخ إسرائيلي وهم يتناولون طعام الإفطار، ما ذنب هؤلاء؟ أليس هذا وحده يكفي ليشكل حافزاً لإنهاء الانقسام؟ في كل يوم مجزرة في غزة، يسقط الشهداء، من الأطفال، من النساء، من المناضلين، في ظل حصار طال أمده وتجويع لأهالي القطاع مخطط له سابقاً.ليس بمستطاع أحد من الفصائل الفلسطينية مهما بلغ حجمه أن يرد على العدوان الصهيوني بالشكل المؤثر، نظراً للاختلال في موازين القوى، فكيف الحال ونحن متفرقون؟لذا الرد المطلوب أولاً وقبل كل شيء هو في وحدة الصف الفلسطيني في إنهاء الخلافات، والعودة إلى لغة العقل والحوار والتسامح بين رفاق الدرب الواحد.الحل يكمن في الاستجابة الفورية للمبادرات العربية الداعية إلى بناء البيت الفلسطيني، وفي مقدمتها مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، الحل يكمن في التوقف عن المفاوضات غير المجدية مع الكيان الصهيوني، الحل يكمن بمزيد من التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، الحل يكمن في الإجماع الوطني الفلسطيني بما يقرره الفلسطينيون.المشهد الذي تابعناه بالأمس على الفضائيات استشهاد الأم وأبنائها الأربعة في بيت حانون، والذي شاهده العالم أجمع، يؤكد أن إسرائيل لا تريد سلاماً، ويؤكد بأن العالم إلى حد كبير منحاز للكيان الصهيوني، ولو كان مثل هذا الحدث حصل لأسرة يهودية لقامت الدنيا ولم تقعد في دول أوروبا وأمريكا على وجه التحديد، ولسمعنا الاحتجاجات والتنديد من كل جهة، ولكن الفلسطيني يقتل وفي كل يوم، ولم يتحرك ساكن لهؤلاء.هذا هو الكيل بمكيالين، وهذا ما يجب أن نفهمه نحن الفلسطينيين، ونحن العرب، اليوم نحن أحوج من أي وقت مضى للأشقاء العرب من أجل دعمهم لوحدة الصف الفلسطيني، من أجل أن يكونوا شركاء لنا للرد على العدوان الصهيوني.
|
مقالات
استشهاد الأم وأطفالها الأربعة هل سيشكل حافزاً لإنهاء الانقسام؟
أخبار متعلقة