قصة قصيرة
قدم من المدينة المجاورة إلى القرية منذ عدة سنوات معتزا بشبابه وذكائه .... يملك الخبرة والمال .... فتح دكانا اثبت نجاحا متميزا ليصبح في فترة وجيزة كبير تجار القرية ... وفي سهرة مع أصدقائه والحديث عن مكر النساء وكيدهن قال : إن كيد الرجال غلب كيد النساء ، حتى وصل به التحدي إلى وضع لوحة على طاولته في الدكان يقول ( كيد الرجال غلب كيد النساء ) وتناهت أخبار اللوحة إلى أسماع نساء القرية وفتياتها وبعد حوار طويل بينهن .قالت أجمل فتيات القرية فتنة : لا تحملن هما . أنا كفيلة بجعله يندم على ما اعتقد وكتب .لبست أجمل ما عندها ثم انطلقت صباحا إلى دكان صاحبنا بحجة الشراء سائلة إياه عن سر كتابة اللوحة المثيرة للتحدي . أجاب بأنه يتحدى كيد النساء لابل و يستهزئ به . أبدت عدم الاهتمام وحاولت إغراءه بشتى الوسائل إلى أن سألها : هل أنت متزوجة ؟ أجابت :لا .ثم عرض عليها الزواج على سنة الله ورسوله . قالت والله هذه أمنيتي ولكن .قال : ولكن ماذا ؟ أجابت إنه والدي . قال وما به ؟ قالت : إنه يرفض زواجي لكي أبقى على خدمته تلبية لرغبة زوجته . قال : يا للعجب كيف يطيع زوجته في مثل هذا التصرف الغريب القاسي ؟ سأذهب اليوم مساء لولدك واطلب يدك منه . لن تستفيد شياً قالت وهي تقولها بألم وغصة .قال باستغراب شديد : لماذا ؟ قالت : لأنه سيقول لك ابنتي خرساء صماء قرعاء .قال : هكذا إذن ؟ قالت : نعم فلا تصدقه وأسرع بالزواج حتى لا يجد فرصة للرجوع بكلامه ثم إن العادات عندنا تقضي بألاتراني طيلة فترة الخطوبة .قال : حسنا الحمد لله أنك قلتي لي كل هذا ولكن ما اسمك وأسم والدك وأين يسكن ؟ قالت بعد أن تأكدت من إنطلاء حيلتها عليه : اسمي جميلة ووالدي هو محمد علي أبو محمود ونسكن في الحي الشمالي قرب المسجد الكبير ( وكانت تقصد جارة لها ).قال : اتفقنا، اليوم مساء.ثم خرجت عائدة لبيتها مطمئنة لنجاح خطتها . وفي المساء كان لها ما أرادت وكتابة عقد الزواج والاتفاق على أن الزواج بعد يومين فقط . وتمر الساعات ثقيلة على صاحبنا وهو يمني النفس بزواج تلك الحسناء الفاتنة ،تزف العروس ويدخل العريس عش الزوجية ليرفع الغطاء عن وجه عروسه ليجدها كما وصفها والدها تماما مع دمامة شديدة .تركها على الفور وقد فهم اللعبة التي مرت عليه ونام بالغرفة المجاورة ساهرا ينتظر الصباح على أحر من الجمر مسرعا من الفجر إلى الدكان محتارا في ماذا يصنع بذلك البلاء الذي أبتلي به . حضرت فتنة مبتسمة سائلة العريس: كيف كانت ليلتك يا عريس الهناء ؟ قال : ( دخيلك أنا بوجهك خذي ما تريدين بس خلصيني ) قالت واللوحة ؟ قال : أمزقها احرقها. قالت: تذهب إلى مضارب إخوة سلمى ( النور أو الغجر ) وتستأجر عشرة ممن يدق الطبل ويجيد الرقص وتذهب إلى بيت نسيبك حاملاً الطعام والحلوى وهم يدقون الطبل ويرفعون أصواتهم بالغناء وعند سؤاله عنهم وعن سر حضورهم اخبره بأنهم أقربائك ، ساعتها لن يقبل أبوها بنسبك وسيطلب ،منك طلاقها. قالها وبصوت حزين أشكرك وأتوب على يديك. ذهب على الطريقة التي وصفتها له ، وكان له ما أراد .