[c1]مواهب بامعبد[/c]إذا كان يوسف وهبي قد قالها منذ أكثر من سبعين عاما( ما الدنيا إلا مسرح كبير) وأنا اليوم أعود واطلقها من جديد صحيح عزيزي أقسم لك والقول أننا كلنا والله العظيم عبارة عن ثلة ممثلين!نعم كلنا ممثلين،والفارق هو مكانة الدور ونوعيته نعم كلنا ممثلين مصنفون بين أبطال وكومبارس ، نعم كلنا ممثلون موزعون بين محترفين وهواة ممثلون نتراوح بين مرشحين لجائزة الأوسكار ومبتدئين ممثلين نتنافس بين من يلعب كل الأدوار وأسرى الدور الواحد ، ممثلون نتباهى بأن منا أصحاب الوجه الحسن “ الفوتوجيتيك “ ومنا ذو الملامح الشريرة ممثلون نتفاوت بين من يجيد فن العلاقات العامة ومن يضيعون مواهبهم بجهلهم بفن الدعاية والإعلان “ البروباجدندا “ ويبقى أن داخل هذا الممثل نقمة على سذاجة بداياته التي لا يجد لها تبريراً إلا رغبته بأيام البدايات في الانتشار ليعرفه الجمهور ويبقى أن داخل هذا الممثل ناقد مرير لكل الأدوار التي يلعبها الآخرون وهو يقسم لكل من يقابله بأغلظ الإيمان أنه كان في إمكانه أن يلعبه أفضل كثيراً من صاحبه، وفي داخله قناعة أكيدة بموهبته العبقرية وقناعة أكثر تأكيداً بأن العيب كل العيب في أولئك المخرجين الذين يستسهلون في الاختيار ولا غرور بعد كل ذلك أن نسمى انتظارنا لدور البطولة طموحاً وأن نطلق على جودة أدائنا حتى لأدوارالشر معايشة وصدقاً وأن نصف تنافسنا على نجاح الآخرين تنافساً شريفاً وأن نعتبر جرينا وراء الكتاب والمخرجين والمنتجين بحثاً مشروعاً عن فرصة وأن نرى فشلنا في فن العلاقات العامة ترفعا وتعففاً وأن نصف كل نجاح الآخرين بأنه ليس إلا (ضربة حظ) ثم يبقى ميكا نيزم التبرير في وحشتنا أنيسا وإستراتيجية توزيع الاتهامات في وحدتنا نديماً، وما يؤرقنا هو أن الفرص دوماً تضل طريقها إلينا ليظل يقتلنا دوماً الانتظار وإلى أن يتحقق لنا كل ما نطمح إليه نحن الممثلين في ذلك المسرح ستظل القناعة قائمة بأن داخل كل منا ممثل فاشل يشغله انتظار الدور القادم الذي قد لا يأتي عن بذل الجهد المخلص لإجادة أداء الدور الراهن في الأخير أتمنى لكل ممثل أن ينجح في خلق علاقة جيدة مع الكتاب والمخرجين والمنتجين وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح في أداء أدوارهم بالشكل المطلوب والجيد.
الإنسان ممثل فاشل
أخبار متعلقة