العراق قضية كبرى في معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية
جانب من الدمار في العراق
بغداد/14 أكتوبر/دين ييتس: ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين كبار أن المفاوضين الأمريكيين والعراقيين انهوا جهود التوصل لاتفاق امني رسمي قبل أن يترك الرئيس جورج بوش السلطة وأنهم سيستعيضون عن ذلك باتفاق مؤقت. ويتفاوض الجانبان على اتفاق يضع أساسا قانونيا لوجود القوات الأمريكية في العراق عندما ينتهي تفويض الأمم المتحدة لها بنهاية العام الحالي. لكن القادة العراقيين تحدثوا الأسبوع الماضي عن مجرد اتفاق على ما وصفوه بمذكرة تفاهم. كما أثار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الأولى احتمال وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. ونقلت واشنطن بوست عن مسئول أمريكي قريب من المفاوضات قوله « نحن نتحدث عن مواعيد» رغم رفض بوش الشديد من قبل للنداءات بوضع جدول زمني. والعراق قضية كبرى في معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجرى في نوفمبر بين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما. ويؤيد مكين الإستراتيجية الحالية لإدارة بوش فيما دعا اوباما لوضع جدول زمني للانسحاب. وانضم طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي لقائمة المؤيدين لجدول زمني للانسحاب. وقال لتلفزيون العراقية في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول السبت أن العراقيين يجب أن يعرفوا متى ستغادر القوات الأمريكية والقوات الأخرى ارض العراق. وأضاف أن من حق العراقيين أن يعرفوا ما إذا كانت هناك نية لدى القوات الأمريكية لمغادرة العراق أم لا. وقالت الصحيفة أن وثيقة الأمن المؤقتة ستكون محدودة من حيث المدة والنطاق وستسمح باستمرار عمليات الوحدات العسكرية الأمريكية الأساسية عندما ينتهي تفويض الأمم المتحدة. وقد رفض العراق عددا من مطالب واشنطن التي إصر أنها تنتهك سيادته. وأوضحت الصحيفة أن الوثيقة التي يجري بحثها حاليا مع العراق ستغطي عام 2009 فقط على الأرجح. وأضافت واشنطن بوست أن المفاوضين يتوقعون أن تشمل الوثيقة « أفقا زمنيا» مع أهداف محددة بانسحاب للقوات الأمريكية من بغداد ومدن ومنشآت أخرى. وستشمل المواعيد المحددة على الأرجح توضيحات تشير إلى قدرة القوات العراقية على تولي الأمن كشرط للانسحاب. وهناك ضغط داخلي قوي في العراق لتحديد مواعيد لانسحاب القوات الأمريكية خاصة مع تراجع العنف لأدنى مستوياته في أربعة أعوام وزيادة حجم القوات العراقية وتوليها قيادة مزيد من العمليات الأمنية. وسيحاول خصوم المالكي السياسيون على الأرجح استغلال قضية وجود القوات الأمريكية دون جدول محدد للانسحاب في انتخابات المحافظات في وقت لاحق من العام الحالي. وقالت واشنطن بوست أن أكثر القضايا الخلافية التي لم تحسم حتى الآن هي الحصانة القانونية للقوات الأمريكية في العراق. وكان مسئولون أمريكيون قد أعلنوا أن هذه القضية غير قابلة للتفاوض. لكن نائب رئيس البرلمان العراقي قال أن النواب سيعترضون على الأرجح على أي اتفاق يعطي الجنود الأمريكيين حصانة من المحاسبة أمام القانون العراقي. وتعارض إدارة بوش دائما وضع أي جدول زمني للانسحاب قائلة أن ذلك سيمكن الجماعات المسلحة من الإعداد للعمل سرا والانتظار حتى مغادرة القوات الأمريكية للعراق لتعاود الظهور. ويجري خفض مستويات القوات الأمريكية بالفعل مع توقع أن ينسحب هذا الشهر اللواء الأخير من الألوية الخمسة المقاتلة التي أمر بوش بنشرها العام الماضي. وسيترك ذلك 15 لواء مقاتلا في العراق أو نحو 140 ألف جندي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس نقلا عن مسئولين من الإدارة والجيش الأمريكيين أن واشنطن تدرس سحب قوات إضافية اعتبارا من سبتمبر. وأضافت الصحيفة انه لم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن سحب القوات لكن يمكن سحب ما يصل إلى ثلاثة ألوية مقاتلة في العراق أو من المقرر سحبها بنهاية ولاية الإدارة في يناير.