فهد سالم باصبرينثمة عزوف كبير ولافت ومقلق عن السياسة في أوساط الشرائح الشبابية في العالم العربي. وليست هناك حاجة للاعتماد على إحصائيات ودراسات علمية للخلوص إلى نتيجة مفادها انتشار الإعراض عن التسيس بشكل عام، وفي أوساط الشباب بشكل خاص. وهو لافت للنظر لأنه يحدث في بلدان تعج بالمعضلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تستلزم انخراطاً مضاعفاً في السياسة وتوسيعاً لنطاق الاهتمام بالشأن العام لمواجهة تلك المعضلات. وهو مقلق لأنه من دون فاعلية شبابية في الحياة السياسية، في البلدان المستقرة والناجزة ناهيك عن البلدان القلقة والحبلى بالمشكلات، فإن مستقبل تلك البلدان لن يتصف بالإشراق.العزوف عن السياسة في أوساط الشباب، يتسم بالعالمية. وتواري الأيدلوجيات الكبرى وفقدان «المعنى» أحبط تيارات شبابية واسعة النطاق، ولم تعد فاعليتها مرئية سواء في أوساط التجمعات الجامعية أو غيرها. كما أن انتشار وسائل الاتصال ساهم من جهة في زيادة وتعميق المعرفة المتبادلة بين البشر، وشبابهم، لكنه أيضاً ساهم في إحباط العمل الجماعي الفاعل من جهة أخرى، وأصبح الاطلاع والمتابعة (الانترنيتية) بديلين عن الفعل الحقيقي والعملي على الأرض. وهناك أسباب عالمية مشتركة أخرى عديدة ليس هنا مجال مناقشتها تفادياً للاستطراد، بيد أن ما يلح أكثر هنا هو التأمل في الأسباب الخاصة بالحالة العربية المقلقة حيث السياسة تنفر القادمين الجدد وتدفعهم إلى تغيير مساراتهم.
الشباب والسياسة
أخبار متعلقة