أمين عبد الله إبراهيم كان تنظيم الأسرة ولزمن طويل عنصراًُ رئيساً في السياسات والبرامج السكانية ويعتبر مكونا مركزيا في الصحة الإنجابية فعلاوة على مساعدة الزوجين على تحديد (تنظيم ) عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم فإن تنظيم الأسرة يساعد في تقليل معدلات الخصوبة وإبطاء معدلات النمو السكاني من خلال مساعدة النساء على المباعدة بين أحمالهن كما أن تنظيم الأسرة يساهم أيضا في وجود أمهات وأطفال أصحاء وذلك عندما تنتظر النساء إلى ما بعد مرحلة المراهقة للبدء في إنجاب الأطفال وعند ما تقوم فيما بعد بالمباعدة بين أحمالها لفترة سنتين على الأقل يمكن لتنظيم الأسرة أن يساعد في حماية النساء الأكبر عمراً والنساء اللواتي يعانيا من مشاكل صحية معينة واللواتي سيتعرضن لمخاطر صحية من جراء حصول حمل جديد وعلى الرغم من أن أعداد الذين يستخدمون تنظيم الأسرة هي أكبر من ذي قبل إلا أن هنالك أعدادا كبيرة أيضا يمكن أن تحتاج أو ترغب باستخدام وسائل تنظيم الأسرة فعدد الأشخاص الذين يحتاجون للحصول على خدمات تنظيم الأسرة يتزايد بمعدل أسرع من تزايد عدد السكان في العمر الإنجابي وذلك لأن نسبة متزايدة من تلك الفئة العمرية ترغب في التقليل من حجم أسرها.وفي البلدان الأقل نمواً فإن أكثر من نصف الأزواج يستخدمون تنظيم الأسرة حالياً مقارنة مع 10% فقط في عقد الستينيات وأدت تلك الزيادة الكبيرة في معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى خفض الخصوبة بصورة أسرع في تلك الدول منها في الدول الأكثر نمواً ولقد حدث التحول من أسر كبيرة الحجم إلى أسر أصغر في الولايات المتحدة وأوروبا خلال 150-100 سنة ومع ذلك فإن متوسط حجم الأسرة انخفض في البلدان الأقل نمواً بنفس المقدار في غضون عقود قليلة فقط.إن التوجه نحو أسرة أصغر حجما يعكس تغيراً في المواقف من الإنجاب فكلما تقدمت الدول وأصبحت أكثر تحضراً وكلما حصلت السناء على مستويات أعلى من التعليم وبدأت بالزواج في سن متأخر كلما رغب الأزواج في أنجاب أطفال أقل وفي السبعينات أفادت التقارير في كينيا على سبيل المثال أن النساء يرغبن بسبعة أطفال أو أكثر في المتوسط أما في التسعينيات فقد أفادت النساء هناك بأنهن يرغبن في إنجاب أربعة أطفال في المعدل أما في كولومبيا وإندونيسيا اليوم فترغب النساء في إنجاب أقل من ثلاثة أطفال مقارنة بأكثر بقليل من أربعة أطفال في السبعينيات.وخلال السنوات الثلاثين الماضية مكنت الزيادة في توفر وسائل تنظيم الأسرة الحديثة كالأقراص والحقن واللولب وتعقيم النساء والأزواج من المباعدة بين ولادة أطفالهن والحصول على عائلات أصغر إن رغبوا بذلك كما وتلعب البرامج المنظمة لتنظيم الأسرة والترويج الحكومي لتنظيم الأسرة دوراً هاما في هذا المجال ويعزو بعض الديموغرافيون حوالي 40-50% من انخفاض الخصوبة في البلدان الأقل نمواً منذ عقد الستينيات إلى برامج تنظيم الأسرة.وحتى الأزواج الذين يعيشون في مجتمعات ريفية مخفضة الدخل في بلدان مثل بنجلادش وكينيا قد استطاعوا الحصول على الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة والفضل في ذلك يعود إلى البرامج المنظمة التي جعلت المعلومات والخدمات أكثر قرباً في تلك المجتمعات.
استخدام وسائل تنظيم الأسرة في تزايد مستمر
أخبار متعلقة