بغداد/14 أكتوبر/وسام محمد وسامي الجميلي: قالت الشرطة العراقية إن مفجرة انتحارية قتلت 32 شخصا وأصابت 84 آخرين امس الجمعة إلى الجنوب من العاصمة بغداد على طريق رئيسي تستخدمه حشود من الزوار الشيعة. وقع الهجوم في الإسكندرية التي تبعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد ويجيء بعد يوم واحد من مقتل ثمانية أشخاص في انفجار قنبلة في مدينة كربلاء الجنوبية المقدسة للشيعة.ويتوجه مئات الآلاف من الشيعة إلى كربلاء لحضور الاحتفال بأربعينية الأمام الحسين. وقال بعض الزوار الشيعة أن هجمات القنابل لن تخيفهم. وقالت سعدية علي التي تبلغ 63 عاما وهي واحدة من الزوار الشيعة جاءت إلى كربلاء من حي مدينة الصدر في بغداد «جئنا للزيارة. ولن يمنعنا شيء. لسنا خائفين. مررنا من قبل بما هو أسوأ.» ووقع الهجومان رغم إجراءات الأمن المشددة المفروضة على الطريق الذي يسلكه الزوار الشيعة الذين يقصدون كربلاء. وقال مسئول بالمدينة انه تم تعزيز جنود الشرطة والجيش الذين يحرسون كربلاء بإضافة خمسة آلاف جندي إلى 30 ألف. ويصعب تأمين الاحتفالات بذكرى أربعينية الأمام الحسين التي تحل ذروتها يوم الاثنين لان كثيرين من الزوار الشيعة يأتون إلى كربلاء سيرا على الأقدام ويصبحون أهدافا سهلة وهم يسيرون مئات الكيلومترات رافعين الرايات. وتجتذب هذه الطقوس الشيعية حشودا ضخمة في العراق منذ الغزو التي أطاح بحكومة الرئيس السابق صدام حسين الذي قيد التجمعات الشيعية. وأصبحت هذه المناسبات أهدافا باستمرار للمسلحين السنة الذين ينتمون لتنظيمات مثل القاعدة أثناء أعمال العنف الطائفية التي أعقبت سقوط صدام. وقتل هجوم انتحاري أثناء أربعينية الحسين في العام الماضي 63 شخصا. وجاء في بيان على موقع آية الله صادق الحسيني الشيرازي وهو من كبار رجال الدين الشيعة أن هذه الأعمال «الجبانة» لن تقوض تصميم وصبر الحجاج وانه يدعو الشعب العراقي وخاصة قوات الأمن إلى توخي المزيد من الحذر. ويوجد كثير من النساء والأطفال بين القتلى والجرحى في الهجوم الذي وقع أمس الجمعة. ووضعت خدمات الطوارئ في حالة تأهب وطلب من العراقيين التبرع بالدم في حالة وقوع هجمات. وقال احمد كاظم وهو من العاملين في الطوارئ «وضعنا في حالة تأهب منذ السبت الماضي. من وقتها وحتى الآن لم استطع أخذ ساعة راحة لأذهب وأرى أسرتي. أنام في عربة الإسعاف.» وذكر كاظم انه بعد هجوم الخميس شاهد رجلا يحمل ابنه الشاب القتيل وقد اعتصر قلبه الحزن. وقال كان «يصرخ ويبكي. لن أنسى أبدا هذا المنظر.» ودأب متشددون سنة مثل أعضاء القاعدة على مهاجمة التجمعات الدينية الشيعية الكبيرة خلال سنوات الصراع الطائفي التي أعقبت الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003م. وفي الأغلب تحمل الهجمات الانتحارية بصمة جماعات متشددة سنية مثل القاعدة. ولجأ المتشددون بشكل متزايد إلى استخدام المفجرات الانتحاريات لان فرصتهن أكبر في عدم تفتيشهن على أيدي رجال الأمن ولان العباءات التي يرتدينها يمكن أن تخفي السترات الناسفة. وساعد تراجع العنف في العراق إلى أدنى مستوياته منذ الغزو الأمريكي نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الشيعي في تحقيق نصر كبير في جنوب البلاد الذي تقطنه غالبية شيعية خلال انتخابات المحافظات التي جرت الشهر الماضي. لكن المكاسب الأمنية هشة ومازالت الهجمات الانتحارية والهجمات بسيارات ملغومة شائعة. وحذرت مصادر أمنية من إمكانية تصاعد الهجمات بعد الأداء القوي للمالكي.