لم يعد المجتمع اليوم بمعزل عن ارتباطه الوتيق بالتربويين عموماً،ولهذا فهو يسعى دائماً إلى تعزيز هذه العلاقة بالمدرسين في المدارس لما لها من نتائج مثمرة ومفيدة لصالح تربية النشء الحديث.وبهذا الخصوص يتطلع المجتمع إلى ابداء الآراء والمقترحات في سبيل تطوير العمل التربوي،واضعا نصب عينيه أن اليد الواحده لا تصفق.- وقد كان لنا الشرف أن نصغي باهتمام بالغ إلى مجموعة من أولياءالأمور الذين يشاركوننا جلسات القات، فنتجاذب معهم أطراف الحديث حول كثير من قضايا التربية والتعليم ونستطلع آراءهم في كيفية المساهمة بحلها قدر الإمكان.وقد قمنا بإعادة صياغة تلك الأفكار القيمة للاستفادة منها لدى الجهات المعنية في القيادة التربوية الموقرة،نوجزها كالتالي:1- إن التربية والتعليم صنوان لا يفترقان،ولهذالابد من الاهتمام وبناء شخصية الطالب بناءاً متكاملاً،وأن يكون المربي قدوة حسنة في سلوكه وأدائه واخلاقه.2- إن ماقاله عمرو بن عتبة لمعلم ولده يمثل - إلى حد كبير - مايريده المجتمع من التربويين.إذ يقول :"ليكن أول اصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك،فإن عيونهم معقودة بعينيك،فالحسن عندهم ماصنعت،والقبح عندهم ماتركت،ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يحكموه،فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم،ولاتتكل على عذر مني لك،فقداتكلت على كفاية منك".3- تطوير طرق التعليم وأساليبه وتطوير أدارته وبرامجه ومؤسساته،وتركيز الجهود على الطالب وعلى عناصر المدرسة البشرية والمادية والتقنية،وايجاد بيئات تعليمية تركز على غرس القيم والمبادىء والمثل النموذج للنشء،وتدريس سلوكيات العمل لدى النشء وجعل النظرة إلى العمل الجاد شيئاً اساسياً،والحرص على الولاء والأنتماء إلى الوطن اليمني الموحد وكل مامن شأنه أن يرفع قيمة النشء واعتزازه بوحدته اليمنية.4- أن يتم الربط بين مناهج التعليم وحاجة المجتمع وسوق العمل،وبناء المعارف والمهارات وتوظيف أنماط التعليم الذاتي والتعاوني، وتعزيز طرق التفكير المنهجي والعمل على حل المشكلات والتعامل مع المعرفة والتقنية وتحليلها ومعالجتها والاستفادة منها.5- العناية الفائقة باختيار المعلمين وإعدادهم وتدريبهم باستمرار،والمحافظة على القادر والكفء والمنتج منهم،وتحديث الإدارة التعليمية والتأكد من توافر القيادات الإدارية التعليمية القادرة في أجهزة التعليم ومؤسساته.6- أن يكون المعلمون مؤهلين تربوياً،مؤمنين بسمو رسالة التعليم وأهميته للمجتمع،وأن يدركوا اثر التحولات الثقافية والمعرفية على تلاميذ اليوم،وأن يلموا بما تتطلبه أهداف التنمية والتحديث من المؤسسة التعليمية. 7- أن يرعوا أبناءنا ويهتموا بشخصياتهم(وليس بحشو أذانهم بالمعلومات) بالتركيز على التربية الأخلاقية والسلوكية،وأن يربوا ابناءنا على الاستقلال الشخصي والفكري عن طريق الاعتماد على النفس والتعبير المناسب عن المشاعر والحوار،وقبول الاختلاف والاستفادة من الآخر، ومواجهة العولمة بشخصيات واثقة لديها جميع الإمكانات النفسية والمعرفية والسلوكية للتنافس في سوق العمل وفي احتكاك الحضارات.8- أن يفجروا في ابنائنا الرغبة في التعلم واحترام الذات والتعرف على الطاقات والهوايات والإمكانات بحيث يوظفون هذه الجوانب في تنمية شخصياتهم واختيار مجالات مستقبلهم،وأن يهتموا بالتربية الادارية بأن يعلموا أبناءنا كيف يديرون أنفسهم وكيف يتعلمون،وكيف يركزون على المهام والدراسة،وكيف ينظمون أوقاتهم ويرشدون مصروفاتهم،وكيف يجعلون التعليم موقفاً إنسانيا مستقرا طوال الحياة.9- إقامة مكتبات مدرسية في المدارس تنفرد بها غرف واسعة،بحيث يرتادها التلاميذ،ويتعودون على حب القراءة والإطلاع الخارجي وتنمية دوافع التثقيف الذاتي،حتى نخلق جيلاً محباً للقراءة والمعرفة والبحث العلمي.10- إعادة صياغة كثير من المناهج الدراسية وتقليص عدد منها،وتطويرها باستمرار بما يواكب متطلبات العصر،آخذين في الاعتبار المعطيات الحديثة ومستقبل اليمن نحو الأفضل،كما ينبغي العمل على كسب ثقة المعلم في كل ماتتبناه الوزارة وإدارتها من تنظيمات وتعليمات،إذ أن كثيرا من المعلمين غير مكترثين بما يطلب منهم - احياناً - نطراً لعدم قناعتهم بذلك.- خلاصة القول، أن هذه شذرات متفرقة من اراء وافكار من التقينا بهم من شرائح اجتماعية ومهنية مختلفة في ملتقيات متعددة،ارادت ان يتم إيصالها إلى من يهمه الأمر في أجهزة القيادات التربوية،لعلها تلقي ضوءاً في حلولٍ لبعض قضايا وهموم تربوية وتعليمية عامة.- وإذا كان المعلمون هم اكثر الناس عرضة للنقد من قبل المجتمع،فلأنهم حملة رسالة تربوية مقدسة،وتتصف مهنتهم بصفات خاصة ودقيقة ليس لها مثيل،كما أنهم مؤتمنون على تربية وتعليم الناشئة،ويؤتر مستوى ادائهم في التدريس على نتائج التحصيل الدراسي للنشء سلباً وإيجاباً.- ولهذا ينظر إليهم المجتمع بكل حب وتقدير،ويشاطرهم المسؤولية التربوية في تطوير العمل التربوي،ويحس بمدى الجهود المضنية التي يبذلونها في سبيل تنشئة وتعليم ابنائهم،فهم بحق اي المعلمون - الشموع التي تحترق لتضيىء للاجيال الواعدة طريق الخير والمحبة،وطريق العلم والمعرفة لبناء مستقبل اليمن الزاهر - بإذن الله تعالى -،فصلاح المعلمين صلاح للمجتمع كله،وبذلك يستحقون كل عناية ورعاية من ذوي الشأن وصناع القرار. سعيد محمد سالمين(كادر تربوي ومتقاعد)
ماذا يريد المجتمع من المعلمين والتربية؟
أخبار متعلقة