للشباب فقط
صنعاء / سبألم تعد تقليعة شبابية، ولا موضة لاستعراض مواهب الشبيبة في بلادنا، بل أصبحت جزءاً من بحثهم الدءوب لولوج نافذة يمكن من خلالها تحقيق بعض أحلامهم وتطلعاتهم عبر شبكة الإنترنت بين الصداقات، البحث عن مقعد دراسي، فرصة عمل، دراسات وتجارب ناجحة، موضوع ذو أهمية، وآخر يمكن أن يكون مهماً، وموضوع لا يهم.. حيث شكلت الشبكة للشباب وهماً جميلاً ووسيطاً يرى فيها كل شخص ما يناسبه مما تحتويه هذه الشبكة بإيجابياتها وسلبياتها .ومنذ العام 1996م بدأ دخول خدمة الانترنت إلى بلادنا من خلال شركتين هما "تيليمن" و"المؤسسة العامة للاتصالات"، وصل إلى أكثر من 100 ألف مشترك حسب تقرير صادر عن اللجنة الوطنية للإعداد والتحضير للقمة العالمية لمجتمع المعلومات , الذي أشار إلى ارتفاع عدد أجهزة الكمبيوتر من 36 ألفاً و600 جهاز في عام 2000 إلى 250 ألف جهاز حتى يوليو 2005م، أي جهاز حاسوب واحد لكل80 شخص.. فيما ارتفعت كثافة استخدام الحاسوب من 0.2عام 2000م إلى 1.28خلال العام 2005م، وبلغ عدد المواقع اليمنية على شبكة الإنترنت في المدة نفسها 286 موقعاً، منها 61 موقعاً حكومياً، و17 موقعاً إخبارياً، و29 موقعاً خاصاً بالمنظمات والسفارات إلى جانب 36 موقعاً خاصاً بالوكالات والشركات السياحية، و/101/ للشركات الخاصة، بالإضافة إلى 23 موقعا تربويا ًوتعليميا، و19 موقعاً للبنوك وشركات التأمين والمنتديات الخدمات.ويشير تقرير اللجنة الوطنية للإعداد والتحضير للقمة العالمية لمجتمع المعلومات إلى أن عدد مشتركي خدمة الانترنت وصل إلى أكثر من 100 ألف مشترك، بمعدل 50 مشترك لكل 10 آلاف نسمة حتى سبتمبر 2005م، بينما وصل عدد مستخدمي الانترنت إلى أكثر من 300 ألف مستخدم بنسبة 5ر1 في الفترة نفسها ,, وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن نسبة الذكور المستخدمين للحواسيب تصل إلي 76 بالمائة مقارنة بـ 24 من الإناث، ويشكل حملة البكالوريوس الفئة الأكثر استخداماً للحواسيب حيث تصل نسبتهم إلى نحو 50 ، وكذلك الفئة العمرية بين 21 - 25سنة (40 بالمائة)، تليها الفئة ما بين 26 و30 سنة بنسبة (31ب المائة) ، ثم الفئة مابين 31 و35 سنة (15 بالمائة).ويرى الكثير من المهتمين بالشباب أن الإنترنت أتاح فرصاً واسعة أمام الشباب في مختلف البلاد العربية للتعبير عن آرائهم والإعلان عن أنفسهم.. تفاوتت آراء الشباب فيما يتعلق بشبكة الانترنت وما تضخه من معلومات للمتصفح..حيث يصف الأخ عبد الجبار قائد 22 عاما عمل حر علاقته بالإنترنت بالحميمة حيث يقضي12 ساعة كاملة يومياً في التنقل بين مواقع الشبكة ، مكنته من التعرف على أصدقاء جدد ، والإطلاع على عادات وتقاليد وثقافات مختلفة مما يجعل رحلته مع الشبكة لا تخلو من الفائدة والمتعة في آن.. مؤكداً أنه استطاع ترجمة الصداقات التي اكتسبها عبر الشبكة إلى علاقات حميمة تطورت إلى تبادل الرسائل مع البعض والزيارات مع البعض الآخر .وأكد بأنه سعيد بهذه الصداقات على الرغم من أن بداية استخدامه للإنترنت كانت بهدف الحصول على فرصة عمل (فيزه للخليج).. وحسب قوله فقد استطاع أن يكون علاقة ناجحة من خلال الحوار حققت له ما يريد دون السفر والغربة عن الوطن والأهل.[c1]تكوين شبكة إنترنت إسلامية [/c]أما الأخ سليم دلال طالب بكلية التربية جامعة صنعاء فيقول بأن علاقته بالإنترنت هي باختصار علاقة المستفيد، وقدر نسبة استفادته فيما يتعلق بالجانب العلمي بـ35 مقارنة بالمكتبات والمصادر الأخرى، وعلق قائلاً (للأسف أن أغلب المواقع التي تقدم فائدة علمية ليست مواقع عربية)، وفي حين أنه لا يؤمن بالشات أو علاقات الإنترنت، لأن الشات باختصار هي ساحات الكلام الحر, والمتحدث فيها غير مسئول عن كلامه وحتى غير مسئول عن اسمه وبالتالي نسبة الحقيقة في الكلام المتداول بها ضئيلة جداً، وإن نتج عن هذه الدردشات علاقة فإنه يظن أنها فاشلة قبل أن تبدأ.. وفيما يتعلق بايجابيات وسلبيات الانترنت من وجهة نظر الأخ سليم قال إنها تتمثل في فتح الحدود للمعرفة العلمية والتواصل وتراسل البيانات والمعطيات وحتى التعاملات التجارية، أما سلبياتها فهي انفتاحها المطلق دون ضوابط مما يجعل لها وجهاً مظلماً في نشر السلبيات بين المجتمعات ، كما أنها تمثل ملجأ لذوي الأفكار والميول الشاذة لنشر أفكارهم.وأردف قائلاً "الإنترنت من بحث فيه عن المنفعة وجدها وأيقن بأن الإنترنت بوابة كبيرة للمنفعة ومن بحث فيها عن المساوئ وجد فيها أبواب كثيرة للمضرة".. وتمنى الأخ سليم وجود شبكة إنترنت إسلامية تكون خاضعة لقيود تجعل منها بوابة للمنفعة وتحميها وتحمي المجتمعات الإسلامية من سموم قنوات البث المختلفة خصوصاً تلك المتعلقة بالجوانب الأخلاقية مضارها اللامحدودة، وكذا عكس صورة صحيحة عن الإسلام ومبادئه الحنيفة .[c1]متنفس خصب وسهل المنال [/c]أما الأخ محمد العصيمي 27عاماً فيرى أن ما توفره شبكة الانترنت من مساحة حرة للحديث هو ما يعطيها فناً آخر للحوار دون خوف أو خجل من الآخر الغريب حيث يجد نفسه في الشبكة حراً ليس عليه أي رقيب أو قيود تحول دون قوله الصدق من عدمه والتحدث بكل صراحة بما لا يستطيع التحدث به من خلال المواجهة الشخصية.. معتبراً النت متنفساً خصباً سهل المنال سواء لمن يبحث عن المعرفة والتزود بالمعلومات أو لمن يريد الدردشة دون قيود الحرج والعيب الاجتماعي، ولكنه حتى وإن أخطأ في التعبير أو خانه الحظ في تناول الموضوع أو القضية إلا أنه لا يحس أبداً بالحرج .[c1]البحث عن منحة دراسية [/c]ويرى بعض الانترنت والدخول فيها فرصة للبحث عن منحة دراسية وهو ما يؤكده الأخ معروف 19 عاماً حاصل على الثانوية العامة ويطلق على نفسه صفة مدمن إنترنت أنه من المستحيل أن يأتي يوم دون أن يدخل الشبكة التي يتجول فيها دون تذكرة سفر، رغم إحباطه الشديد لأنه لم يتحصل على فرصة للدراسة في الخارج مع أن نسبته في الثانوية العامة القسم العلمي كانت عالية , بينما حصل صديقه عبر الانترنت "شادي" من الكويت بالدراسة في جامعة أمريكية وفي تخصص العلوم السياسية رغم درجاته المتواضعة. وقال انه رغم الفشل حتى الآن في الحصول على مقعد دراسي عن طريق الإنترنت لدراسة هندسة كمبيوتر إلا انه سيظل في محاولاته حتى يستطيع الحصول على فرصة لدراسة البكالوريوس والماجستير،وهو ما جعله مدمن على ارتياد مقاهي الانترنت منذ ما يزيد عن 3 سنوات.[c1]وجهة نظر نسائية [/c]ولم تختلف كثيراً وجهة نظر الفتاة لشبكة الانترنت عن نظرة الشباب ممن شملهم الاستطلاع، حيث ترى الأخت لونا صالح طالبة جامعية 22 عاماً أن الشبكة بكل ما يعتورها من علاقات كاذبة دائماً من خلال أسماء مستعارة لكنها متنفس رائع لبث الهموم والتفريج عن النفس، والاستفادة من تجارب الآخرين في حل للمشاكل التي نعاني منها.. مشيرة إلى أن الشبكة تستطيع اختصار المسافات، والعمل على تقريب الآراء بين أعضاء المنتدى أو الشبكة من خلال تناول موضوع واحد يمكن أن يكون مفيداً أو نصيحة يمكن العمل بها.. بالإضافة إلى كون الشبكة مكتبة عالمية كبيرة يمكن من خلالها تناول أي موضوع وبأية لغة، وفي أي وقت.[c1]فارس بلا جواد [/c]وفي نفس الإطار يسعى البعض للبحث عن فرصة السفر والعمل في الخارج وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يقوم به شاب يطلق على نفسه لقب " فارس بلا جواد " محاولاً الحصول على فرصة، أي فرصة عبر الإنترنت، ولكنه حتى الآن لم يجد أي فرصة سانحة لكي يستغلها كما يقول أحسن استغلال .[c1]البحث عن الأخبار [/c]وكان الأخ زكريا الوشلي 25 عاماً بكالوريوس إعلام أكثر جدية وهو يتحدث عن شبكة الإنترنت.. وقال انه يسعى من خلال ارتياده مقاهي النت للحصول على المعلومة في الحقل الإعلامي لاسيما وإن المراجع الحديثة في هذا المجال غير متوفرة وذلك من خلال تصفح المواقع الإخبارية التي تمده بالكثير والمفيد.. وأشار الوشلي إلى انه يخصص أربع ساعات في الأسبوع لتصفح الانترنت.. ورغم أنه لا يزال بدون عمل إلا أن مشكلته تكمن في ندرة المراجع الدراسية في تخصص الإذاعة والتلفزيون .[c1]خطورة الشات على الفتيات [/c]وفي حين تعتبر الأخت (س - ع) 28عاما موظفة في شركة للخدمات النفطية الانترنت صديقها الأول كونه يمدها بالمعلومات عبر الكثير من المواقع البحثية والمتخصصة سواء كانت دينية أو علمية أو ترفيهية , مشيرة إلى أن خدمة الانترنت لم تحقق لها أي طموح سواء فيما يتعلق بالدراسة أو التوظيف .. أو حتى العلاقات الشخصية التي تؤدي إلى الزواج.. معتبرة أن العلاقات المبنية عبر النت وخصوصاً غرف الدردشة تمثل خطورة كبيرة بالنسبة للفتيات كونهن يقعن في فخ غرف (الشات) مع أشخاص لا يعرفنهم وقد يؤدي ذلك إلى تجاوز الخطوط الحمراء والوقوع في المحظور , خاصة وإن المجتمع يحضر على الفتاة التحدث في أمور جانبية مع شاب أو شخص ليس معروف لدى العائلة.. وحددت سلبيات الانترنت بالمواقع المشبوهة والتي تكون سبب لفساد الكثير من الشباب والفتيات وانحرافهم الأخلاقي والسلوكي , منوهة بالايجابيات التي تأتي على رأسها المراسلات البريدية عبر النت ووجود مواقع متخصصة بالتعليم والمعرفة.[c1](الشات) سلبية واحدة ولا حصر للايجابيات [/c]في حين اختصر الأخ يوسف محسن تقي الدين 20 عاماً الذي يدير محلا للإنترنت سلبيات هذه الشبكة في الشات (الدردشة) والمواقع المخلة بالآداب..مؤكداً أن ايجابياتها ليس لها حصر.. وقال أنه حقق جزءاً من أحلامه عن طريق النت خصوصاً فيما يتعلق بتطوير قدراته ومهاراته في التخاطب مع الناس وإثراء معلوماته بالجديد خاصة في علوم الحاسوب، فضلاً عن ربطه بالعالم.. معتبرا ًالشبكة العنكبوتية من الضروريات في حياته اليومية.وابدى استهجانه لما يسمى بالشات العام كونه يسرق الكثير من أوقات الشباب فيما لا يعود عليهم بالفائدة.[c1]حرية الرأي [/c]وترى بنت اليمن 27 كما تطلق على نفسها أن فرصتها تكون أكثر لطرح آرائها ومقترحاتها في شتى المجالات من خلال المنتديات عبر الانترنت الذي أصبح يتربع قائمة أصدقائها كونه يعمل على تقصير المسافات بينها وبقية الأصدقاء , وقالت" إن هذه الخدمة أعطتني خبرة في دراسة طباع وسلوكيات الناس بمختلف جناسهم"..وأرجحت نجاح العلاقات التي تنشأ عبر شبكة الانترنت من فشلها إلى شخصيات الأطراف المتعارفة وأعمارهم وخبراتهم التي تلعب دوراً كبيراً في أساليب وطرق بناء العلاقات الإنسانية .وأضافت بنت اليمن إلى السلبيات التي ذكرها الشباب ممن شملهم الاستطلاع عدم رقابة الأهل على الأبناء وخاصة البنات المراهقات في فترات جلوسهم أمام جهاز الكمبيوتر والغوص في غياهب هذه الشبكة العجيبة، وعدم تحديد وقت معين لكل فرد خاصة أولئك الذين لديهم أجهزة كمبيوتر في المنازل .[c1]علاقة هواية وطموح وعمل ؟ [/c]الأخ هشام دلال مصمم ومبرمج مواقع الإنترنت اعتبر علاقته بالانترنت علاقة هواية وطموح وعمل حيث حققت جزء كبير من طموحاته.وأضاف قائلاً " كنت أتمنى أن أكون مصمم ومبرمج مواقع انترنت واليوم أصبحت أحلامي حقيقة والحمد لله، وأنا أعمل في هذا المجال من فترة لأخرى.أما فيما يتعلق بـ(الشات) فيرى أنه مضيعة للوقت قاتل للفائدة، ويفضل عوضاً عنه المنتديات لما لها من جوانب معرفية متعددة.. واعتبر العلاقات التي تنشئ عبر شبكة الانترنت غير ذي جدوى واحتمالات نجاحها ضئيلة جداً، لكنه يفضل علاقات العمل، كالتجارة الالكترونية حيث اشترى العام الماضي مساحة في الانترنت من خلال شركات استضافة عربية، وقد أقام فيها موقعه الذي يدير فيه أعماله ويعلن فيه عن خدماته، ويعود عليه بفائدة كبيرة في مجال اختصاصه.[c1]عقدة الآخر [/c]ومن العجيب أن نجد شاباً في ثوب فتاة أو فتاة في ثوب شاب عبر الإنترنت بأسماء مستعارة ووهمية في غرف الدردشة، وهذه تحدث في كثير من الغرف والمنتديات والاشتراكات المتعلقة بشبكة الانترنت لأسباب متعددة قد يبدو في بعضها الأمر واضح بعقدة الجنس الآخر، أو التشبه بالجنس الآخر، وهذا شائع في كثير من البلدان الغربية وبعض البلدان العربية .وهناك أمر آخر ملفت للنظر وهو ما ذكره لنا احد مدمني الشات رغم تقدمه في السن وأب لأربعة من الأبناء اثنان منهم تخرجان من الجامعة، إلا أن ما يقوم به من تصرف في هذا الجانب يعكس المراهقة المتأخر لديه.. والذي قال أنه منذ ما يربو عن أربعة أعوام يدخل شبكة الإنترنت تحت اسم وعمر مستعارين ويتناول مع أصدقائه مواضيع الشباب، ويجد رغم تقدم سنه اندفاع الشباب، حيث يناقش مع أصدقائه الشباب من الجنسين الكثير من القضايا ذات الصلة بالشباب.