موسكو / 14 أكتوبر / رويترز:نقلت وكالة أنباء روسية يوم أمس الأربعاء عن مسؤول عسكري قوله إن روسيا علقت خطة لنشر صواريخ بالقرب من حدودها مع أوروبا كرد على درع الدفاع الصاروخية الامريكية المقترحة.وإذا ما تأكد تعليق خطط نشر صواريخ تكتيكية في مركز كاليننجراد الغربي الأمامي فسيعني الأمر أن موسكو تمد يدها بغصن الزيتون للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين في عهد سلفه.وفي إشارة للتقرير الروسي نقلت متحدثة عن كورت فولكر مندوب الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي قوله «إذا صح هذا فسيكون بالطبع خطوة ايجابية جدا.»وقال البيت الأبيض يوم أمس الأول الثلاثاء إن أوباما تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاثنين الماضي في أول اتصال بين الرئيسين منذ تولى أوباما منصبه وان الزعيمين اتفقا على وقف «التراجع» في العلاقات بين البلدين.وكان ميدفيديف قال في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان بلاده ستنشر نظام صواريخ اسكندر على حدودها الغربية عند كاليننجراد التي تحد بولندا وليتوانيا العضوين في الاتحاد الأوروبي ردا على خطط الدرع الصاروخية الأمريكية.وقالت الوكالة نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه في هيئة الأركان الروسية العامة «أوقف تنفيذ هذه الخطط نظرا لحقيقة أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تتعجل خطط نشر» عناصر من درع دفاعها الصاروخية في شرق أوروبا.ولم يصدر تأكيد فوري من الجيش الروسي بتعليق نشر صواريخ اسكندر.ومن المرجح طرح الأمر للبحث إذا اجتمع أوباما وميدفيديف كما هو متوقع يوم الثاني من أبريل نيسان على هامش قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها لندن.وقال يفجيني فولك المحلل في مؤسسة أبحاث هيريتديج بموسكو لرويترز «إن (تعليق نشر الصواريخ) بادرة على حسن نوايا موسكو تجاه أوباما.«في المقابل يريدون قرارا بعدم نشر درع الدفاع الصاروخية في شرق أوروبا.»ويعتقد بعض المراقبين أن الكرملين ربما يخفف من سياسته الخارجية الصارمة بسبب الأزمة المالية العالمية التي أفقدت الروبل الروسي نحو ربع قيمته منذ يوليو تموز.ولم يعلن البيت الأبيض أي تغيير في سياسة الدرع الصاروخية لكن أحد المرشحين لتولي منصب كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في إدارة أوباما قال هذا الشهر انه سيعاد النظر في خطط الدرع الصاروخية في إطار مراجعة واسعة منتظمة للسياسات.وتقول روسيا ان الدرع المقترحة ستهدد أمنها القومي وتعد دليلا إضافيا - فضلا عن توسع حلف شمال الأطلسي صوب الشرق - على امتداد النفوذ العسكري الغربي إلى حدودها.ويقول محللون عسكريون إن التهديد الذي يفرضه نشر صواريخ اسكندر رمزي على نحو كبير حيث ان موسكو لا تمتلك ما يكفي من أنظمة تشغيل الصواريخ لتنصبها في كاليننجراد.وتسبب النزاع في دفع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة.ولكن مسؤولين روس قالوا إن الإشارات المبكرة التي بدرت من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما شجعتهم وعبروا عن أملهم في أن تشهد العلاقات بين الدولتين بداية جديدة.