عبدالرقيب مقبلطالما شدتني »تعاليم« الآداب العامة للكتابة عنها والتنبيه عليها، وتحفيز النفس والسلوك لعدم التقليل من شأنها، او اختراق سياجها التقليدي العفوي او الوضعي.وتعاليم الآداب العامة بكل تنوعها ومجالاتها ليست مقصورة على الموروثات والعادات والتقاليد والقوانين الوضعية، وكل ما اتت به الشرائع السماوية، لكنها أضحت ثقافة مكتسبة وسلوكاً وأدب حياة لايقل قيمة عن اي فرع من فروع العلم والثقافة، لاسيما وان منظومة الآداب العامة هي مسبار السلوك العام وقطارة السلوك والتصرفات ازاء حق الآخرين في شتى مجالات الحياة.يعتقد بعض الناس ان آداب الكلام والطعام والحديث والطريق وانواع الاحترام هي كل تلك الأمورالواجبة على الانسان، وانها بمجملها صماء غير قابلة للتفريع والاجتهاد والتطور وفق متطلبات الحياة، وهو اعتقاد قاصر على هامش معين من الحياة لايصل لمستوى احتياجات الناس المتنامية.اسوق مثلا يتسم بالبساطة، لكنه يعني الكثير لمن يدرك ذلك. الكثير من سائقي سيارات الاجرة يرسمون على زجاج سياراتهم اشعاراً وامثالاً تقطر حكمة وادباً وعبراً، لكن الكثير من السلوكيات تعاكس تلك »الاعلانات« وتصدع بمكنون تصرفات اولئك النفر الذين ينفرون وينرفزون الركاب والمارة على طول الطريق وساعات اليوم حتى انك تعتقد احيانا انهم يشفعون سلوكهم النشاز بتلك »الحكم« المنتقاة بسذاجة تامة، المهم تأدية الغرض.في المرافق العامة حيث تعلق يافطات بعضها مقدسة، وبعضها ذات معانٍ وطنية وانسانية ثرية الجوهر والمظهر ايضا،، لو احترم اصغر موظف المعنى المباشر لكل مايعلق فوق رأسه، او رأس مديره لوفرنا على الكثيرين العناء والجهد والبهذلة، وايضا سيوفرون على انفسهم نفخ الاوداج واستعراض العضلات الذي انتقده فخامة الاخ الرئيس، خصوصا من قبل اولئك الناس الذين تخيلوا انفسهم فوق القانون، كما جاء في حديثه امام قادة المؤسسة الامنية.قد يعتقد بعض اصحاب المناصب »الكبيرة« او اولئك النفر الذين اكتسبوا خاصية مخالفة كل ما له علاقة بالقانون ان الآداب العامة لاتعنيهم في شيء لانها للعوام فقط، وهو اعتقاد خاطئ، لكنه غير بريء من الاستخفاف بالناس وحقوقهم، وهو ليس مقصورا على افراد من شاكلة معينة او تفكير محدود، لكنها تنطبق على الطيور التي على اشكالها تقع.في آداب النظافة هناك العديد من التجاوزات التي ادت لانتشار الامراض والسلوك الشائن الذي اتاح لغير النظاف ان يسرحوا ويمرحوا في اطعام الناس الكثير من »نفايات« الطعام الذي يوفر لهم شبعاً من انواع الامراض في غير مكان هذا دون ان نقلل من بعض مظاهر المتابعة الحثيثة التي بدأت تهز اركان وباء الاستخفاف بمعيشة الناس.نرجو ونطلب ونتعشم من الاخ الاستاذ المحافظ احمد محمد الكحلاني ان يكبس على الصيدليات ليرى العجب العجاب، نطلب منه ان يقوم بذلك ليجنبنا شر الدواء المسموم الذي جنى علينا وعلى معيشتنا وعلى اصحاب المهنة الشرفاء، حتى ان الدواء اضحى هو المسمار الاخير الذي يدق في نعش المريض المسكين ولم يعد علاجا للمرض بل عذابا وخرابا .. وهل هذا من آداب المعاملات الانسانية.؟
|
مقالات
حق الناس
أخبار متعلقة