وماكان لحجم براكين الغضب والسخط إلا آن تتدافع جمراً ملتهباً على (كوبنهاجن) ومثيلاتها ممن برسوم التهريج أساءوا لرسول رب العالمين وخاتم الانبياء المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .وعندي أن هذه الرسومات المضللة والمفترية مثلث بادرة خطيرة في شكلها ، وغير مسبوقة في التمادي على الرسول الأعظم ، بادرة عدائية ، تسير كما يبدو باتجاه التمهيد للتواصل العدائي على الديانات السماوية ، والمقدسات والرموز الدينية من ناحية مؤشر فتنة وصراع بين الحضارات .من ناحية ثانية ،رسومات (كوبنهاجن) ، احدى عواصم البغي ، والشذوذ والانحراف الأخلاقي ، اثبتت ان زمن البطولة العربي لم يمت ، وفضحت كذب الشاعر العامي القائل :[c1]راحت رجال الله ذي فيهم مروة ما باقي إلا ناس لا حوله ولاقوة [/c] لأنها أيقظت كلمات صدق قيلت في تعريتها ، ومقاومتها كلمات رد فعل احتجاجي هتف بها بقوة مسلمون وعرب ، فعلت فعلها ، وتركت تأثيرها البالغ الحي الخلاق الذي لم يكن في حسبان زنادقة الصحافة الغربية ، صحافة أقلام تخطت حدها الوبائي .أما نحن نعترف بأنها بادرة خطيرة في شكلها وتواصل عدائي مكشوف ، نبصم بأنها تبذل ما وسعها الجهد لتمويه وإفساد محتويات الفكر الإسلامي وتقويض أسسه ومرتكزاته .وليس بجديد عليهم تلطيخ القيم الإسلامية النبيلة والجميلة ، ذلك لانهم مصابون بفحش فكري ، ومحاطون بأخلاق انحطت الى الحضيض .قد يقول قائل ، ان وثيقة الاتهام هذه ضد زنادقة صحافة (كوبنهاجن ) ، خطراً استلزم مجابهته ، ولا يعدو كونه ثورة وقتية تنتهي عقب التحفظ على صحيفة الاتهام . ربما نسلم بقوله هذا على اعتبار أننا فعلنا ما نستطيع ، لكننا لم نشرع بما يجب فعله ، نحن الذين نعلم علم اليوم والأمس قبله ونستشرف ما في الغد .والاجابة على قول المتنبي تعقد الألسنة [c1]وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل ؟ [/c] وليس ثمة شك عندي في أن الصورة السيئة الغربية عن الرسول الأعظم منذ الحروب الصليبية التي يتداولها الغربيون ومستشرقوهم حتى الآن ، شكلت آحد الاسباب أو أنها السبب الرئيسي في التمادي على النبي محمد صلوات الله عليه ، بينما نحن لاتسمح لنا اخلاقنا وقيمنا السخرية بالاخر ، ولاتبيح الإساءة إلى الرموز الدينية كما فعلت (كوبنهاجن ) لعلمنا ان مثل هذا الفعل السيء لاتستوعبه خانة حرية التعبير بسبب من موقعه الثقافي المتطرف .محمد نعمان الشرجبي
|
ثقافة
الإفتراء على الرسول الأعظم
أخبار متعلقة