المرأة .. والقوة الناعمة !
بمجرد وصول الخبر - عبر الفاكس - بتعيين امرأة في منصب المدير العام الجديد ، لم يستغرق الاثنان وقتاً طويلاً للتفكير ومراجعة ما عزما على اتخاذه من قرار بشأن الوظيفة والاستمرار في العمل من عدمه تحت إمرة وإدارة " مكلف " !! لا افهم كيف واتتهما العبقرية ( .. ) ليفعلا ذلك ، ولن افهم مطلقاً لماذا يستنكف معشر الرجال .. أو لنقل بعضهم - من العمل الوظيفي تحت إمرة وإدارة امرأة ؟!!تصورواً أن المرأة التي جاءت بنا إلى الحياة والعالم هي التي تتعرض لأبشع نزعات وأساليب الإقصاء الذكوري ، وأن فيناً من الرجال من يستكثر عليها المجيء بقرار مستحق تسنده الكفاءة والقدرة إلى إدارة وقيادة مرفق وظيفي وإدارة حكومية أو أهلية !! يحلو للبعض أن يتذرع بحجج وتبريرات مؤسفة ، ويعيدها إلى الدين والنص الديني ، على اعتبار أن المرأة غير مؤهلة ولايجوز توليتها ، سواء الولاية العامة أو النوعية والخاصة ! والحقيقة أن هذه الأغلوطة ، كانت ولاتزال ، واحدة من أسوأ سيئات الجهل بالدين ، وتجيير النص لحسابات ذكورية ، لا علاقة لها بمقاصد العقيدة والتشريع . وفي أحوال متشابهة ، تقريباً ، ينشأ الخطأ في الحكم والاستشهاد ، عن الخطأ الأول في الخلط بين الدين والنص الديني ومقاصده الحقة من جهة ، وبين الفهم الشخصي والتفسير الخاص الذي يكونه الأفراد حول النص وأدبيات التشريع الديني المعروفة ، وحين يستدل أصحاب التشدد ضد المرأة ، بعبارات عامة ومجزوءة عن سياقها الموضوعي واللغوي والإخباري في النص الديني ، فإنهم إنما يؤكدون جهلهم وتحالفهم الأبدي مع تابوهات " اللاهوت الذكوري " المسافر منذ اقتتل إبنا " أدم " عليه السلام لأجل الفوز بالمرأة والسيطرة عليها كغنيمة " أو فريسة . كانت امرأة فاضلة تقوم على إعالة أسرتها المكونة من خمسة أطفال ، زوجها المقعد سادسهم .. وخلال ذلك تواصل دراستها الجامعية في تسطير عملي لانموذج المرأة المناضلة التي تشرف مجتمعها ويتشرف بها الرجال .بعد تخرجها حصلت عل درجة وظيفية في مؤسسة حكومية ، وخلال أسابيع معدودة كانت تقدم استقالتها من العمل الجديد ، الذي سعت إليه بجد وكد وسهرت لأجله طويلاً .. استقالت رغم حاجتها وأسرتها الكبيرة والفقيرة للمردود الرمزي الذي توفره الوظيفة ، والسبب أنها ووجهت بحملة مسعورة من التشهير والإزدراء ونصب المكائد .. لانها ادات ظهرها للاهويتة الذكورة الصنمية !! استطاعت المرأة ، بالرغم من جميع الصعاب والتحديات أن تخترق طريقها إلى إثبات الذات وخدمة المجتمع .. وقدمت نماذج جد مشرفة ، أحرجت الكثير من الرجال في هذا الميدان .وعلى المرأة أن تعتز بما حققت .. وأن تمتلك ثقتها كاملة لتحطم أسوار الوهم المحيط والجهجعة الذكورية التي انهزمت وتحاول الأن أن تهزم النساء . لا تنهزمن .. فأنتن القوة .. وإن كانت ناعمة : شكراً لأنكن تبتسمن .