فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/سليمان الخالدي: قالت المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) أمس الجمعة إن قطاع غزة يواجه “كارثة” إنسانية إذا واصلت إسرائيل منع وصول المساعدات إلى القطاع بإغلاق المعابر. وأضافت كارين أبو زيد أن إغلاق المعابر التي تمر من خلالها البضائع إلى غزة في هذا الشهر كان الأشد ضررا للسكان منذ الأيام الأولى لانتفاضة فلسطينية قبل ثمانية أعوام. وأضافت أبو زيد التي تمثل وكالتها أكبر جهة مساعدات تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين “أغلقت لفترة أطول كثيرا من أي وقت سابق... وليس لدينا شيء في مخازننا... ستحدث كارثة إذا استمر هذا.. (إنها) كارثة.” وأغلقت إسرائيل المعابر بعد أن أطلق مقاومون فلسطينيون وابلا من الصواريخ بشكل يومي إثر توغل لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من نوفمبر في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت أبو زيد في عمان إن الانوروا تقدم في الوقت الراهن حصص غذائية إلى 820 ألف شخص يصنفون على أنهم لاجئون ويقدم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مساعدات إلى 200 ألف شخص آخرين. وأضافت أبو زيد “يجعلوننا غالبا على الحافة لكنهم لم يتركونا قط في الحقيقة نشعر بالخوف بشأن ما إذا كنا سنجد غذاء لليوم التالي أم لا.” وفرضت إسرائيل قيودا على دخول البضائع إلى غزة رغم الهدنة التي تدعو المقاومين لوقف أعمال المقاومة بالصواريخ في مقابل قيام إسرائيل بتخفيف الحصار الذي تفرضه على القطاع. وقالت “في هذا الوقت وخلال فترة التهدئة كلها منذ يونيو لم يتمكن أحد منا من إدخال أي شيء إضافي يمكن أن يشكل مخزونا...” وأضافت أن الناس يكنسون المخازن لأنه لا يوجد فيها شيء. كما علقت إسرائيل تسليم الوقود الذي يموله الاتحاد الأوروبي لمحطة الطاقة التي تولد نحو ثلث الكهرباء التي يستهلكها سكان غزة. وتأتي باقي الكهرباء من إسرائيل التي تواصل الإمدادات بها ومن مصر. وقالت أبو زيد إن السلة الغذائية للاونروا التي تشكل نحو 60 في المائة من الاحتياجات اليومية بما في ذلك مسحوق الحليب المجفف والسكر قد نفدت. وأضافت أن معظم الطحين (الدقيق) في المطاحن سيستهلك بحلول نهاية الشهر. وتظهر الأمراض المرتبطة بعدم كفاية الغذاء بين سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة بما في ذلك سوء التغذية المتزايد. وقالت أبو زيد “توجد مشكلة فقر دم مزمنة. توجد علامات على أنها تتزايد. بدأنا نلاحظ ما نسميه تقزم الأطفال... الذي يعني أنهم لا يأكلون طعاما كافيا لأن يكونوا أكبر من والديهم.” والمعاناة الإنسانية لسكان غزة هي الأسوأ بين أكثر من 4.6 مليون لاجئ فلسطيني في أنحاء المنطقة. وقالت أبو زيد “ليسوا تحت الاحتلال فحسب.. إنهم تحت الحصار (أيضا).”
أخبار متعلقة