غضون
- لدى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن رجال دين وسياسيون وكتاب «ومحللون سياسيون» يحبونه ويعملونعلى تحسين صورته التي يظهرها هو نفسه للرأي العام بمظهر قبيح, بينما هؤلاء يقومون بدور كوافيرات لتزيين الإرهابيين وصورتهم القبيحة .. بالنسبة لرجال الدين الوهابيين أو السلفيين والذين يعتبرون تنظيم القاعدة «مجاهدين» موقفهم معروف ومفهوم, فعلى سبيل المثال لم يصدر عن أحدهم أي موقف احتجاجي ضد عملية إرهابية, أو وجهة نظر تدين سلوك ومعتقدات هذا التنظيم, ونحن نتفهم هذا, ونتفهم كون هؤلاء يرتقون منابر الجمعة ويوجهون أوامرهم لله بأن يتولى نصر القاعدة نصراً مؤزراً.- لكن الذي يثير غضبنا أن يقوم بهذا الدور مثقفون هم ليسوا رجال دين بل كتاب وصحفيون ومن يطلقون على أنفسهم محللين سياسيين .. يقول تنظيم القاعدة - على سبيل المثال الاعتداد بالنفس والتباهي : أنا الذي هاجمت ذلك الموقع النفطي أو تلك المدرسة .. ويقول هؤلاء : لا .. لا .. الأرجح أن الذي قام بالهجوم جماعة مصالح داخل دائرة الصراع على المصالح الاقتصادية .. ويقول تنظيم القاعدة إن رجال الأمن والمراكز الأمنية هدف لهجومه انتقاماً لشهدائه (!) ومسعى لإطلاق سراح مجاهديه (!) من السجون, فيأتي محلل سياسي ليقول إن السيارة المفخخة التي هاجم بها انتحاري مقر الأمن في سيئون وقتل شرطياً وجرح ست نساء وعشرة رجال لم تكن من فعل القاعدة بل من فعل جماعة «انفصالية»!.- المهم .. إنهم في كل مرة يرمون بالعار جهة أي جهة غامضة وغير موجودة على الأرض من أجل عيون تنظيم القاعدة رغم أن هذا التنظيم غير مسرور باجتهاداتهم التي تسلب النصر منه وتمنحه لكائنات خفية.- إن هؤلاء يقدمون التفسيرات والتحليلات نفسها في كل مرة تتعرض فيها البلاد لهجوم إرهابي .. يسبقهم تنظيم القاعدة في الإعلان عن مسؤوليته عن ذلك الهجوم, ويخرجون إلينا معقبين, قائلين : لا .. لا .. هذا ليس من فعل القاعدة .. إنه من فعل انفصاليين أو من تدبير الأمن لإيجاد ذريعة للاعتقال, أو .. أو .. إن الأمر المريب في دفاعهم المستميت عن القاعدة هو أنهم يقدمون تفسيراتهم وتحليلاتهم بوصفها الكلمة النهائية, رغم أن تنظيم القاعدة الإرهابي هو مصدر الكلمة النهائية في البيانات التي يعلن فيها مسؤوليته عن الأعمال الإرهابية المدمغة بعلاقته التجارية المميزة.