د. فهد محمود الصبري:يعد الشباب من أهم الموارد في أي مجتمع بل يعد أهم عنصر من عناصر تكوينه نتيجة لخصائصه، لهذا فإن التركيز على الشباب في الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية يعد أولوية حيث أن الاستثمار في هذه المرحلة يجنب البلد مشاكل مستقبلية عديدة ويساهم في التهيئة المسئولة لجيل المستقبل الذي بدوره سيعكس ذلك على الأجيال التالية وهكذا يضمن أي بلد حداً مقبولاً من فرص التنمية في عالم متسارع الخطى.ويشكل الشباب والناشئة جزءاً كبيراً من السكان في البلدان النامية ومنها بلادنا اليمن حيث يمثلون أكبر فئة في المجتمع اليمني.إن احتياجات الشباب تتمثل أولاً في العمل على رفع مناعتهم الذاتية لوقايتهم من كل المؤثرات الضارة التي يفرزها العصر سواء في الجوانب الصحية أو العقلية أو السلوكية، بالإضافة إلى رفع كفاءتهم وقدراتهم في تجاوز مورثات التخلف والتعامل مع روح العصر بمسئولية نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم والإنسانية جمعاء. ولا يمكن أن تتعزز هذه المسئولية وتنمو بشكل إيجابي دون أن تتوفر لهم فرص وإمكانيات المشاركة في تحمل المسئولية وفرص التنمية الكاملة المتمثلة في الحصول على التعليم والتدريب وفرص العمل والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والاجتماعية وتنمية المواهب والإبداعات الفردية والجماعية.ومثل هذا العمل يجب أن يبدأ من الأسرة ثم مؤسسات المجتمع المدني والدولة وبشكل يحقق توازن الشخصية ونماءها الطبيعي الإيجابي.إن من الجوانب المهمة في التربية الشبابية التربية السكانية القائمة على إعداد الشباب من الجنسين لمسؤوليتهم الأسرية المستقبلية القائمة على التفاهم والوعي والمسئولية المشتركة نحو أنفسهم وأسرهم وبيئتهم ومجتمعهم وعلى أن الحياة هي توازن بين الإمكانيات وحجم الأسرة، وتوفير المعلومات والخدمات التي تساعدهم على السلوك السوي الذي يقيهم من الأمراض والأضرار المتعلقة بالإنجاب.ويتعزز دور الشباب بمشاركتهم في أنشطة التنمية والتنمية المستدامة ورفع درجة وعيهم ومسؤوليتهم نحو البيئة باعتبار الاهتمام بها هو حفاظ على موارد المستقبل وتقليل للأخطار التي قد يتعرضون لها هم وأولادهم. وهنا لابد من التأكيد أن أي تنمية لن تكون ناجحة وفعالة دون المشاركة الكاملة والفاعلة للمرأة في كل جوانب التنمية والحياة على مستوى الأسرة والمجتمع، وهذه المشاركة تتطلب أن نعمل على تجاوز موانعها المتمثلة في الوعي العام وتعليم المرأة ومساهمتها في سوق العمل والمسؤولية الأسرية والمجتمعية، وهو ما يتطلب أن يعيه الشباب ويكون جزءاً من توجهاتهم لبناء مجتمع متكامل اجتماعياً وتنموياً.
إعداد الشباب للتنمية
أخبار متعلقة