الأمم المتحدة تخفق في تجميع قوات لتحقيق الاستقرار بالصومال
المنامة/الامم المتحدة/مقديشو/رويترز:ذكر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس السبت أن الولايات المتحدة تفتقر إلى معلومات المخابرات اللازمة لمواصلة الحرب ضد القراصنة على الاراضي الصومالية. وتأتي تصريحاته بعد أيام من طرح الوفد الأمريكي في الأمم المتحدة مسودة قرار تعطي للدول الحق في ملاحقة القراصنة على الأرض والبحر أيضا. وقال جيتس أمام مؤتمر للامن الاقليمي في البحرين “من خلال مستوى المعلومات التي لدينا حاليا لسنا في وضع للقيام بهذا النوع من العمليات البرية... احتياجنا الاول هو معلومات مخابرات (لمعرفة) من يقف وراء القرصنة.” وفي إشارة إلى تقارير إعلامية بأن “عشيرتين أو ثلاث أو أسر كبيرة العدد” تقف وراء هجمات القراصنة على سفن قبالة سواحل الصومال قال جيتس “إذا تمكنا من تحديد تلك العشائر سيكون بوسعنا آنذاك العمل على البر تحت إشراف الامم المتحدة وبحث سبل تقليص الاضرار المصاحبة.” وأدت عشرات الهجمات في خليج عدن والمحيط الهندي في الاشهر الاخيرة إلى رفع تكاليف التأمين وجلبت للقراصنة الصوماليين عشرات الملايين من الدولارات التي يحصلون عليها في صورة فدى ما دفع قوات بحرية اجنبية الى التوجه الى المنطقة لحماية الملاحة. وأبدى بيل جورتني قائد الاسطول الخامس بالبحرية الامريكية الذي يشرف على مجموعة من الاساطيل التي تحارب القراصنة قبالة الصومال قلقه أمس الأول الجمعة إزاء الصعوبات في تحديد هوية القراصنة. وأضاف أن على شركات الملاحة زيادة استخدام حراس أمن مسلحين لحماية سفنها. على صعيد اخر اخفقت الامم المتحدة في تشكيل قوة عسكرية متعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في الصومال وهو الامر الذي يقول دبلوماسيون انه يعني ان الصومال قد يترك وحيدا للاعتناء بنفسه. وفي تقرير لمجلس الامن الدولي الشهر الماضي اوضح بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان نوع القوة التي ستكون مطلوبة للصومال تتجاوز امكانيات قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والتي ترسل بشكل نمطي لمراقبة اتفاقية قائمة للسلام وليس لسحق تمرد. واضاف بان ان قوة الاستقرار المبدئية ستحتاج الى نحو لواءين اي نحو عشرة الاف جندي ولابد وان تكون”مؤهلة بشكل كبير وتدعم نفسها ..وتملك القدرة بشكل كامل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات المعادية.” وابلغ دبلوماسيون بالمجلس (رويترز) ان مسؤولي الامم المتحدة يضغطون على دول لقيادة او الاشتراك في “ائتلاف التطوع” الدولي ولكن لا توجد حتى الان اي دولة مستعدة لتقديم قوات. واضافوا ان بان كان يأمل باقناع تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي والتي تملك قوات مسلحة قوية بالاضافة الى انها دولة اغلبها من المسلمين مثل الصومال بقيادة القوة. ولكن انقرة رفضت. وقال دبلوماسي ان”دولة عرضت توفير جسور جوية ودعما لوجستيا وتمويلا.” وامتنع الدبلوماسي عن تحديد اسم هذه الدولة ولكن اخرين قالوا انها الولايات المتحدة. واضاف “لا أحد يريد الذهاب الى الصومال انه محفوف بالمخاطر بشكل كبير.” ميدانيا قتل عدد من المسلحين في اشتباكات بين القبائل ومقاتلين إسلاميين جنوب الصومال، وسط تضارب الأنباء عن حدوث انشقاق داخل المحاكم الإسلامية-جناح جيبوتي في الوقت الذي سيطر فيه مقاتلو جناح أسمرا على بلدة عابد واق إثر انسحاب القوات الإثيوبية منها.وقال شهود عيان في بلدة طوبلي الواقعة جنوب الصومال أن خمسة مسلحين على الأقل قتلوا الخميس، في ثاني اشتباك مسلح يقع بين مليشيات قبلية ومقاتلين إسلاميين منذ الأحد الماضي.كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين إسلاميين والقوات الإثيوبية أمس الأول الجمعة في غوبانلي بمحافظة شبيلي السفلى جنوب الصومال، استخدم فيها الجانبان مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة.تجدر الإشارة إلى أن حركة الشباب المجاهدين الإسلامية استولت على مدينة مركا عاصمة المحافظة يوم 12 نوفمبر الماضي.وأفادت مصادر مطلعة بأن القوات الإثيوبية انسحبت من بلدة عابدواق متوجهة نحو مدينة فيرفير الواقعة على الحدود بين الصومال وإثيوبيا، مشيرة إلى أن الانسحاب الإثيوبي جاء بعد تحرك عناصر من المقاومة الصومالية تجاه البلدة.وعقب خروج القوات الإثيوبية توغلت قوات تابعة للمحاكم الإسلامية-جناح أسمرا داخل البلدة، حسبما أكد مسؤول القضاء والعدالة في المحاكم حسن مهدي في تصريح أدلى به الجمعة من العاصمة مقديشو التي يواصل شيخ شريف شيخ أحمد رئيس اللجنة التنفيذية للمحاكم الإسلامية-جناح جيبوتي زيارته لها. وكشف مهدي أن 450 عنصرا من قوات جناح جيبوتي انضموا إلى صفوف جناح أسمرا الخميس ومعهم عربات عسكرية، لافتا إلى وجود تحرك داخل الحركة لإعادة تنظيم صفوفها.وقلل مهدي من تأثير زيارة شيخ شريف إلى مقديشو، مؤكدا عزم الحركة مواصلة القتال ضد القوات الأجنبية في الصومال حتى انسحاب أخر جندي منها. بيد أن الناطق الرسمي باسم جناح جيبوتي نفى انشقاق بعض عناصر الحركة على خلفية زيارة شيخ شريف، مؤكدا هو الآخر إصرار الحركة على مواصلة القتال إلى حين انسحاب القوات الإثيوبية من البلاد.يشار إلى أن المحاكم شهدت انشقاقات سابقة في صفوفها حيث انضم القائد العسكري الشيخ محمد آدم كوفي مع قواته إلى حركة الشباب المجاهدين، كما انفصل معسكر رأس كامبوني بقيادة الشيخ حسن تركي ودخل في تحالف مع الحركة نفسها لكن دون الإعلان عن الاندماج في صفوفها.وجاءت هذه الانشقاقات كنتيجة مباشرة للخلافات داخل صفوف الحركة في أعقاب توقيع شيخ شريف على اتفاقية جيبوتي مع الحكومة الانتقالية الصومالية. وفي شأن متصل، أعرب رئيس الاتحاد الأفريقي جان بينغ الجمعة عن قلقه من احتمال قيام بعض الدول الأفريقية بسحب قواتها العاملة في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال.وجاءت تصريحات المسؤول الأفريقي في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الإثيوبية بعدما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أن بوروندي وأوغندا أبلغتاه عزمهما سحب قواتهما من الصومال في غضون شهر من الآن. ورغم النفي الأوغندي أكد بينغ صحة المعلومات التي أوردها زيناوي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاتحاد الأفريقي يقوم بجهود دبلوماسية مكثفة لتدعيم قواته المكلفة حفظ السلام في الصومال مع اقتراب موعد سحب القوات الإثيوبية المفترض أن يتم مطلع الشهر المقبل.