[c1]الهجوم على غزة ونفاد الخيارات الإسرائيلية[/c]كتب جون باري مقالا في مجلة (نيوزويك) تحت عنوان «لعبة النهاية الإسرائيلية» يقول فيه إن الهجوم الإسرائيلي على غزة يظهر أن حكومة إيهود أولمرت تشعر بأن الخيارات أمامها نفدت، فدخلت في لعبة النهاية التي تنطوي على القضاء على حماس قبل استقوائها وتراجع المكانة الإسرائيلية.ومصطلح لعبة النهاية -حسب ضابط إسرائيلي رفيع سبق أن فسره للكاتب قبل أشهر- يعني عملا عسكريا لتحطيم المقاومة الفلسطينية على مدى جيل قادم.ويتابع باري أن الحروب تنتهي عادة بطريقتين: إما المفاوضات أو هزيمة ساحقة لأحد الطرفين، ولكن الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) -وفقا لتوضيح من مستشار إسرائيلي- لم يؤيدا أيا من النتيجتين، فتراجع الطرفان عن التسوية بالتفاوض أو النصر العسكري.فحماس -كما يقول الكاتب- تراجعت عما اتخذته من سلاح في البداية وهو التفجيرات «الانتحارية»، عازيا ذلك أولا إلى قدرة إسرائيل على قتل منظميها وإلى أن حماس نفسها أوقفتها لأنها تخشى، حسب تحليل إسرائيلي، أن ينجم عن نجاحها عمل عسكري.لذلك يصل الكاتب إلى أن حماس تراجعت عن شن عمل عسكري شامل بهدف القيام بما يكفي فقط لتلبية شروطها الخاصة بالتسوية، دون أن تثير السخط الإسرائيلي.وفي المقابل، فإن الدمار الذي أحدثته إسرائيل في جنين وجنوب لبنان يمكن أن يتكرر، ولكن عدم تكراره يعني أن إسرائيل شأنها شأن الفلسطينيين لم تلجأ إلى الحل العسكري.كما أن أيا من الطرفين لم يلزما نفسيهما بتسويات مؤلمة يمكن أن تخرج عنها المفاوضات، إذ إن إسرائيل تخشى حربا أهلية إذا ما عمدت إلى إرغام مستوطني الضفة الغربية المسلحين على الخروج منها، ونشوب أخرى في الوسط الفلسطيني إذا ما حاولت حركة فتح فرض شروط تسوية معينة.وفي ضوء ما تواجهه إسرائيل من أزمة وجودية في المنطقة -حسب تعبير مسئول بريطاني- وانشغال أميركا في إنقاذ نظامها المالي، لجأت إسرائيل إلى ما ذهب إليه مؤرخ إغريقي يدعى ثيوسايديس عندما قال قبل 2500 عام بأن «الأمة تخوض حربا عندما يسود مفهوم انهيار النفوذ».وهذا المفهوم يعني أن الأمة تعمل الآن لأن المستقبل يبدو أسوأ مما هو عليه في الوقت الحاضر، لذلك فإن حجم العمل العسكري الإسرائيلي يؤكد التحليل الإغريقي، وهو الشروع بلعبة النهاية للقضاء على حماس قبل أن تزداد قوة، وقبل أن تضعف المكانة الإسرائيلية.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] الحياة مجددا في عروق المقاومة[/c]نشرت صحيفة (واشنطن بوست)مقالا للكاتب داود كتاب تحت عنوان استفهامي «هل أعادت إسرائيل الحياة لحماس؟» يقول فيه إن إسرائيل بثت الحياة مجددا في عروق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر محاولتها حماية مواطنيها من الصواريخ الفلسطينية البدائية.وأشار الكاتب داود، وهو أستاذ فلسطيني في الصحافة من جامعة بريسنتون، إلى أن حماس خسرت على مدى العامين المنصرمين الدعمين الداخلي والخارجي.وعزا صاحب المقال بداية التراجع في شعبية الحركة الإسلامية في الأوساط الفلسطينية إلى رفضها المضي في التسوية التي أيدتها كل من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والوسيط المصري.كما أن غياب الدعم الدولي لها منذ انتخابات 2006 وما تلاه من صدّ حماس مصر فيما يتعلق بالمفاوضات ساهما في تدهور الشعبية على المستوى الداخلي.فحسب مسح أجري في نوفمبر فإن 16.6% فقط من الفلسطينيين أيدوا حماس مقابل 40% لفتح.ويشير الكاتب إلى أن حماس مع انتهاء فترة التهدئة مع إسرائيل أعادت حساباتها ووجدت أنها لن تكسب شيئا في المضي بالتهدئة.وتابع داود أن كلا من إسرائيل وحماس ارتأتا التخلي عن التهدئة واللجوء إلى القفز فوق الجثت لتحقيق الأهداف السياسية، فحماس تسعى إلى استعادة الدعم الشعبي لها عبر عنصر المقاومة وإسرائيل تريد أن تبدي قسوة أمام الرأي العام الذي بات مستاء من صواريخ القسام.فقد جاءت الحملة العسكرية القاسية من طرف إسرائيل فرجا لحماس، حسب تعبير الكاتب، فاستعادت مكانتها في العالم العربي، وميولا دوليا وإغلاق المباحثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة وكذا المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة.واستبعد الكاتب أي هزيمة سياسية وشيكة لحماس في ظل اضطرار قادة الدول العربية المعتدلة إلى التراجع عن دعمهم لأي تسوية مع إسرائيل.وكما أن الغزو الأميركي في العراق حسب الكاتب صب في مصلحة من أسماهم الإرهابيين والمتطرفين، فإن ما تقوم به إسرائيل سيؤول إلى نفس النتيجة في غزة.واختتم الكاتب بدعوة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما إلى الانتباه إلى عواقب ما ليس جريمة حرب فحسب بل خطوة تنطوي على نتائج مغايرة تماما للأهداف المعلنة.
أخبار متعلقة