بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:قال متحدث إن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر سيحل ميليشيا جيش المهدي إذا بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها وفقا لجدول زمني محدد. يأتي هذا التصريح عند نقطة حاسمة في المحادثات بين بغداد وواشنطن بشأن خطة أمنية جديدة ستقدم الأساس القانوني لعمل القوات الأمريكية في العراق عندما ينتهي تفويض الأمم المتحدة في نهاية العام. ورفض الرئيس الأمريكي جورج بوش وضع جدول زمني لسحب القوات الأمريكية البالغ قوامها 144 ألف جندي من العراق لكنه تحدث في الشهر الماضي عن “أفق زمني” عام للانسحاب. وقال مسؤول عراقي كبير أمس الجمعة إن مفاوضين عراقيين اقترحوا جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الأمريكية يشمل مغادرة القوات القتالية البلاد بحلول أكتوبر تشرين الأول عام 2010 وان كانت واشنطن لم توافق على ذلك حتى الآن. وإذا تم الاتفاق فان الجدول الزمني يعني أن إدارة الرئيس جورج بوش ستتبنى من الناحية الفعلية جدولا زمنيا قريبا للغاية من الذي اقترحه مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة باراك اوباما الذي اعترض على الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003م. وكان وقف لإطلاق النار فرضه الصدر على ميليشياته منذ عام عاملا رئيسيا في تراجع العنف في العراق إلى أدنى مستوى في أربع سنوات.ويطالب الصدر الذي تسيطر حركته السياسية على عشرة بالمائة من المقاعد في البرلمان منذ فترة طويلة بأن تغادر القوات الأمريكية العراق. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم مقتدى الصدر قبل صلاة الجمعة “قراءتنا للأحداث والتصريحات هي أن هناك نية جدية للقوات الأمريكية لجدولة الانسحاب على أقل تقدير.” وأضاف العبيدي عندما سئل متى يطلق مقتدى الصدر الجناح الثقافي الجديد لحركته “هذا لا يعتبر حلاً لجيش المهدي إنما هو خطوة في منتصف الطريق لحل جيش المهدي وتحويله إلى مؤسسة ثقافية.” وقال العبيدي “إذا وجدنا بان القوات الأمريكية باشرت بقرار جدولة الانسحاب سنتواصل الطريق إلى حل جيش المهدي.” ويقول مسؤولون بالحكومة العراقية إن التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب بات قريباً. لكن البيت الأبيض يقول إنه من السابق لأوانه قول متى يمكن بدء سحب القوات الأمريكية الموجودة في العراق منذ الغزو في عام 2003. وهذه القضية لها حساسية سياسية في الولايات المتحدة حيث تعهد مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة باراك اوباما بسحب كل القوات المقاتلة هناك بحلول منتصف عام 2010 بينما رفض منافسه الجمهوري جون مكين تحديد موعد زمني. وقال المسؤول القريب من المفاوضات انه حتى الليلة الماضية كان موضوع الانسحاب ضمن الموضوعات التي تجري مناقشتها بين الجانبين وانه لا يوجد اتفاق حتى الآن لكن هذا ما يطالب به العراقيون. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو التي ترافق بوش في زيارته لبكين انه لا يوجد إعلان وشيك بشأن التوصل إلى اتفاق وانه من السابق لأوانه بحث مواعيد للانسحاب. وقالت “من السابق لأوانه قول كيف ستسير الأهداف المأمولة والأفق الزمني. لكننا سنواصل العمل معهم في مفاوضاتنا بشأن هذه القضايا.” وأشارت إلى بيان بوش السابق بأن أي أهداف مماثلة “ستتوقف على الظروف”. وقال سفير العراق لدى الأمم المتحدة حامد البياتي أمس الأول الخميس إن التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القوات الأمريكية أصبح قريباً وان الحكومة تتوقع تقديم الاتفاق إلى البرلمان عندما يعود إلى الانعقاد من العطلة الصيفية في سبتمبر أيلول المقبل. وشن جيش المهدي التابع للصدر انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004م. وأيد رجل الدين صعود رئيس الوزراء نوري المالكي إلى السلطة في عام 2006 لكنه اختلف معه في العام الماضي بشأن قضية الجدول الزمني لانسحاب القوات الأجنبية. وشن المالكي عدة حملات ناجحة إلى حد كبير في الآونة الأخيرة ضد الميليشيات بما فيها جيش المهدي. وتنتشر قوات أمريكية وعراقية الآن في حي مدينة الصدر ببغداد بعد أسابيع من القتال الشديد في شهري مارس آذار وابريل نيسان الماضيين. وقبل هذه الحملة لم يكن للحكومة نفوذ يذكر في هذه المنطقة بين مليوني نسمة. كما نجحت القوات العراقية أيضاً في طرد الميليشيات من وسط مدينة البصرة الجنوبية في وقت سابق من العام الحالي. وقال العبيدي إن “المقاومة” لن تنتهي حتى تغادر القوات الأمريكية العراق، لكن الصدر مستعد لاتخاذ خطوات ايجابية إذا تحركت واشنطن في الاتجاه الصحيح. وقال “وإذا وجدنا أن القوات الأمريكية غير ملتزمة بجدولة الانسحاب وما أظهرته من نيات سابقة بجدولة الانسحاب، فيمكن لنا أن نغير الاتجاه أيضاً بالتحرك.. ليس إلغاء التجميد ولكن بالاستناد إلى الظرف الذي سيحدث.”