الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد يترأسان الدورة الأولى للمجلس اليمني الأعلى في صنعاء 1983م
في جو ساده روح الأخوة والتفاهم والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه شعبنا اليمني وقضاياه واهتماماته، وعلى رأسها قضية إعادة وحدة شطري اليمن.. التقى في صنعاء عاصمة اليمن التاريخية الأخوان رئيسا شطري الوطن العقيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة وعلي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي من الوطن في الدورة الأولى للمجلس اليمني في الفترة من 15 / 8 / 1983م إلى 20 / 8 / 1983م. وقد استعرض الرئيسان ما تم انجازه في هذا الصدد من خلال اللجنة الوزارية المشتركة وما حققته لجان الوحدة.كما استعرض الرئيسان الأوضاع العربية الراهنة وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، وكذا التطورات الأخرى التي تشهدها المنطقة والأوضاع الدولية وخاصة ما يهم منها شطرا الوطن.وخلال هذا اللقاء أولى الرئيسان اهتماماً خاصاً لما تم انجازه وما توصلت إليه لجان الوحدة تنفيذاً لاتفاقيات الوحدة المبرمة بين الشطرين بدءاً باتفاقية القاهرة وبيان طرابلس وانتهاءً باتفاقية عدن.. وإذ يشيدان بالجهود التي بذلتها اللجنة الوزارية في اجتماعها الأخير، وكذا ما توصلت إليه لجان الوحدة، فإنهما يحثان اللجنة الوزارية على بذل المزيد من الجهود لتنفيذ المهام المنوطة بها، ويحثان بقية اللجان التي لم تنته بعد على الإسراع بإنهاء مهامها.وفي مجال التنسيق الاقتصادي بين الشطرين أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لما تم تحقيقه من خطوات وخاصة ما قامت به المؤسسات المشتركة في مجالات السياحة والنقل البري والبحري وغيرها من الأنشطة الاقتصادية ويؤكدان أهمية توسيع التنسيق وتنميته ليشمل مختلف القطاعات الاقتصادية لشطري الوطن باعتبار ذلك ركيزة أساسية للبناء الوحدوي المنشود.ويعتبر الرئيسان ان التنسيق في المجال التربوي والثقافي والإعلامي هو احد المهام الأساسية في الجهود الوحدوية المبذولة.وفي هذا الإطار عبرا عن ارتياحهما للتنسيق القائم بين الأجهزة المختلفة في الشطرين، وأكدا أهمية تعزيز ذلك التنسيق يوماً بعد يوم.. كما أعرب الرئيسان عن ارتياحهما البالغ للتنسيق القائم بين شطري الوطن تجاه مختلف التطورات العربية والدولية الأمر الذي يعزز إسهام اليمن ومكانته على الصعيدين العربي والدولي كما تجسد ذلك في المبادرة اليمنية تجاه العدوان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني في العام الماضي.وإيماناً منهما بأهمية شمول التنسيق بين شطري الوطن في مختلف القطاعات فإنهما يؤكدان أهمية دور المؤسسات والمنظمات الشعبية في الاضطلاع بمسؤولياتها بالمساهمة في تحقيق طموح شعبنا في بلوغ غايته الوحدوية النبيلة هذا وقد شكل الرئيسان لجنة مشتركة خاصة برئاسة كل من الأخوين الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس مجلس الوزراء عضو اللجنة الدائمة وعبدالغني عبدالقادر عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية لدراسة ما تم الاتفاق عليه من قبل لجان الوحدة ووضع الإجراءات العملية لتنفيذ ما يمكن تنفيذه في جميع المجالات، وقد رفعت اللجنة المشتركة الخاصة نتائج أعمالها التي تضمنها المحضر المرفق الموقع عليه من رئيسي اللجنة، حيث صادق المجلس على ما جاء في المحضر واصدر الرئيسان تعليماتهما إلى الأجهزة المختصة بتنفيذ ما تضمنه المحضر وخاصة تسهيل حرية تنقل المواطنين بين الشطرين بالبطاقة الشخصية بعد شهرين من صدور هذا البيان وفقاً للإجراءات المبسطة المتفق عليها.وعند استعراض الرئيسين للأوضاع العربية الراهنة أعربا عن أسفهما للضعف الذي اعترى التضامن العربي وما أدى إليه من تزايد النزعة العدوانية التوسعية للعدو الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.. وفي هذا الصدد أكد الرئيسان أهمية نبذ الخلافات وتوحيد الصف العربي باعتباره ضماناً للحفاظ على وحدة الأمة العربية كياناً ومصيراً واتخاذ المواقف العملية الصادقة، وحشد كل القدرات والإمكانات العربية وتوجيهها لخدمة القضية العربية المركزية قضية فلسطين والالتزام الجاد والمسؤول من كل قطر عربي بالمواثيق والمعاهدات وقرارات القمة العربية في مجال الصراع العربي مع العدو الصهيوني باعتبار ذلك المدخل الوحيد لنصرة القضية الفلسطينية.وفي ما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية عبر الرئيسان عن قناعتهما بان الحفاظ على وحدة العمل الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كان ولا يزال ضرورة ملحة حتمتها طبيعة الأحداث والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأكدا في هذا السياق ضرورة احترام استقلالية القرار الفلسطيني وفقاً لقرارات المجلس الوطني الفلسطيني وناشدا فصائل المقاومة نبذ الخلافات في ما بينهما والحرص على وحدة العمل الفلسطيني وتوجيه السلاح إلى صدر العدو الغاصب، وحل أية خلافات بالأسلوب الديمقراطي، كما أعرب الرئيسان عن تأكيدهما لموقف اليمن المبدئي والثابت في دعم الثورة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.كما أعربا عن إيمانهما الراسخ بان السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتحققا إلا بانسحاب القوات الصهيونية من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشريف والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على تراب وطنه وبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد.وفي نطاق استعراض الأوضاع والتطورات الراهنة في المنطقة.. أدان الرئيسان بشدة استمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية وأساليب الابتزاز التي يمارسها الكيان الصهيوني في ظل الاحتلال والتهديد المستمرين وأكدا رفضهما لأي اتفاق منفرد مع العدو الصهيوني من شأنه ان يؤثر على سيادة واستقلال أية دولة عربية او يتعارض مع المواثيق والمعاهدات العربية وقرارات القمة ما يخل بالتضامن العربي والموقف العربي الموحد من الصراع العربي مع العدو الصهيوني.. وطالبا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب القوات الصهيونية الغازية انسحاباً فورياً وغير مشروط، مؤكدين ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية باعتبارها الأساس للحفاظ على سيادة لبنان ووحدته وعروبته.وعبر الرئيسان عن بالغ أسفهما وقلقهما لاستمرار الحرب العراقية - الإيرانية لما تسببه من استنزاف للموارد المادية والطاقات البشرية للشعبين الجارين المسلمين، وما تؤدي إليه من تهديد لأمن واستقرار المنطقة.وعند تناولهما للوضع في القرن الأفريقي أعربا عن قلقهما لما تواجهه المنطقة من عدم استقرار ودعيا دولها إلى ضرورة تسوية الخلافات فيما بينهما بالطرق السلمية.كما أكدا على ضرورة جعل منطقة المحيط الهندي والبحر الأحمر منطقة سلام وأمن، بعيداً عن القواعد العدوانية التي تهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة.وجدد الرئيسان تمسكهما بسياسة حركة عدم الانحياز والتزامهما الصارم بمبادئها وأهدافها.. وأعربا عن ارتياحهما لنجاح مؤتمر القمة السابع للحركة في ترسيخ وحدة وتضامن أعضائها وتنسيق جهود الدول الأعضاء في سبيل تخفيف حدة التوتر الدولي، وحماية حق الشعوب في السيادة والاستقلال الوطني وإقامة نظام جديد عادل ومنصف للعلاقات الدولية والاقتصادية والإعلامية.ان اللقاءات التي تعقد بين شطري الوطن، وعلى مختلف المستويات وكذلك التشاور المستمر والتنسيق القائم إنما يخدم الأهداف والتطلعات التي ناضل شعبنا اليمني من اجل تحقيقها، وفي مقدمتها الوحدة والتقدم والديمقراطية والتطور الاقتصادي والاجتماعي، مجددين التزامهما تجاه شعبنا اليمني بالاستمرار ببذل كافة الجهود للتعجيل بيوم إعادة تحقيق الوحدة، اليوم الذي تتطلع إليه كل جماهير شعبنا اليمني العظيم.وقد اتفق الرئيسان على ان يعقد المجلس اليمني دورته القادمة في عدن.[c1]علي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي من الوطن[/c][c1]العقيد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحةالأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في الشطر الشمالي من الوطن[/c]