أوراق خضراء ...
[c1]* مشوار إبداعي متميز ممزوج بالشهد والدموع [/c]معروف سالم بامرحول[c1]1 - لقطة [/c]في الاحتفالية البهيجة التي شهدها منتدى الصهاريج الثقافي عصر يوم الأحد 4 يونيو الجاري للأخت والزميلة القديرة أمل عمر بلجون التي تناولت تجربتها الإعلامية ومشوارها الحافل بجزيل البذل والعطاء وخصوبة التنوع والثراء الإبداعي والفني في حقل الإذاعة والتلفزيون عبر ثلاثة عقود من الزمان ، وقد أثارت إعجابي ودهشتي وهي تختزل رحلتها في ساعة ونيف، وحققت للحضور جميعاً متعة أخاذة وهي ترحل بهم نحو ذلك الزمن الجميل .. زمن الصفاء والنقاء وحميمية العلاقات الإنسانية ومشاعر المحبة المتكثفة القلوب.وبرفقة أمل بلجون حلقنا عبر محطات هامة من حياتها وبلباقتها المعهودة وتلقائيتها وطلاوة وعذوبة حديثها استطاعت العودة بنا (فلاش باك) إلى زمن البذل والعطاء الذي لايعرف نقاط الإنتهاء ولايطاله الغناء .. ولم تلوثه التطلعات المادية التي غذت اليوم تلوث كل صور الحب والخير والجمال في حياتنا .. عبر ثلاثة عقود من الزمن زينت أمل بلجون الشاشة الفضية لتلفزيون عدن وزادتها ضياء وتوهجاً بحضورها الذهني والوجداني وإطلالتها المشرقة وبشاشة ملامح وجهها الجميل وجاذبية ابتسامتها الأخاذة الخالية من الافتعال والتكلف والزيف والخداع .ثلاثة عقود من الزمن أكسبت أمل بلجون نضوجاً وخبرة واسعة وكبيرة وحباً عميقاً في قلوب محبيها الذين حرصوا على المشاركة الفاعلة بحضورهم للاحتفاء بـ أمل بلجون الإنسانة والمذيعة الجميلة والمحبوبة ، لقد أثبتت احتفالية منتدى الصهاريج الرائعة قوة وصلابة ومتانة جسور التواصل الحميم بين وسائل الإعلام المرئي والمسموع والجمهور المتلقي من المشاهدين والمستمعين بمختلف الشرائح والفئات العمرية.وأكد جميع الحضور المساهمة الفاعلة والبارزة لأمل بلجون وزميلاتها الاخريات في صنع دعائم تلك الجسور وان مشوارها الإبداعي والفني المتميز كان ناجحاً وممزوجاً بالشهد والدموع فاستحقت تلك المكانة الرفيعة والمساحة الواسعة التي تفترش لها في ذاكرة ووجدان محبيها من عامة المشاهدين والمستمعين.[c1]2 - باقة حب [/c]الحب كلمة ساحرة حروفها شفافة ومعانيها فياضة بالعذوبة والجمال .. كلمة يعجز قلب المحب في احايين كثيرة أن يترجمها أو أن يصف معانيها البليغة والمؤثرة، لكنها تظل أصدق من كل الكلمات دونها وابلغ من كل التعابير سواها ، لأنها تساوي كل الكلمات وترمز إلى كل المعاني وتجسد أغلى العواطف وتترجم أسمى وأنبل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.[c1]3 - (أمل) الإنسانة والكلمة[/c]الأمل .. كلمة جميلة ودافئة حينما نقولها أو نسمعها وبليغة تلك المعاني التي تعنيها وتوحي بها فالأمل معنى بتدفق دفئاً ويفوح اريجاً عطراً عامراً في النفس ، وهي الكلمة التي ترحل بنا على طرفي جناحيها إلى عوالم المستقبل المشرق الزاهر بالعطاء والزاخر بالسعي الدؤوب نحو نيل خير المطامح وجل الأمنيات كلما طمحنا إلى نيل أمنية أو مبتغى كان برفقتنا (الأمل) دوماً.وقد قيل لبعضهم: ـ ماهي السعادة؟؟فقال: أن (تؤمل) كثيراً ولاتترقب شيئاً.ويتضح لنا من هذا القول أن (الأمل) هو مصدر وينبوع السعادة الحقيقية، فلا سعادة لمن فقد ( الأمل).إنه إحساس متبادل ومكمل لما يشعر به الآخرون من فرح وحبور واستقرار نفسي ووجداني عميق. كيف لا .. و(الأمل) روح الحياة بعينها.[c1]4 - التسامح من صفاتها النبيلة[/c]التسامح كله ذات أحرف جميلة معطاء ومعاني فياضة بالحب والطيبة فهي لفظاً ومعنىٍ تغزو القلوب دونما استئذان وتقيم في النفس فيبدو الحب شاهداً على عظيم فعلها وتأثيرها وعطاءاتها الخيرة والطيبة دوماً بين الناس.وفي مشوار رفقتي وزمالتي للقديرة أمل بلجون عرفت التسامح واحداً من بين مجموعة الصفات الإنسانية النبيلة التي تتحلى بها في حياتها وعلاقتها بالآخرين.فهي تشعرني دائماً أن التسامح هو أحد أوجه الحب بل إن الحب نفسه بدون التسامح لايعد حباً قوياً، والإنسان بقدر حاجته إلى إقامة علاقات سوية وحميمة وفضلى تكون حاجته ماسة ولازمة إلى التسامح مع الآخرين من حوله.ولعل جميع من عرفوا الزميلة أمل بلجون .. الإنسانة ـ حتى اولئك الذين اساءوا لها بقصد أو بدون قصد ـ لاشك أنهم قد عرفوا هذه الصفات الجميلة التي تتمتع بها ووجدوها تدعوهم لتطهير قلوبهم ونفوسهم من كل ما علق بها من غبار الزمان وأن يجعلوها مهيأة للتسامح وأن يقلعوا من أرضها كل بذور الحقد والحسد والبغضاء والكراهية وأن يزرعوا بدلاً عنها بذور الحب والتسامح والخير الوفير والدائم ليحيوا حياة سعيدة وهانئة.[c1]5 - أمل (واثق الخطوة يمشي ملكاً)[/c]تدرك أمل بلجون أن الغرور مرض خبيث وهو داء الفاشلين وأن الثقة بالنفس مصدر القوة والنجاح في العمل وفي الحياة عموماً، فالغرور والتعالي صفة تظهر واضحة وجلية عند أصحاب العقول المجوفة والنفوس المريضة المنشطرة وشتان بين الواثق بنفسه والمغرور، فهي قد تعلمت خلال اكثر من ثلاثة عقود من الزمن أن الثقة بالنفس تعني أن نحب ونعلم الآخرين ما أوتينا من علم ومعرفة وخبرة في حياتنا وان نتعلم منهم كلما يمكن أن يفيدنا وينفعنا في الحياة.ومن المعروف ان الثقة بالنفس حق مشروع لكل واحد فينا وهي مطلب ضروري ينبغي توافره لدى الجميع .. وأن يتصرف المرء بتواضع شديد وطيبة متناهية ومحبة للجميع ، وأن يذيب ذاته في ذوات الآخرين وأن يتعلم منهم ويحسن التعامل معهم وصحبتهم في الحياة وأن يتحلى بنكران الذات وإعطاء ما يمكن أعطاؤه للآخرين دون انتظار مقابل.هكذا عرفت الزميلة القديرة أمل عمر بلجون الإنسانة بكل ما تعنيه الكلمة إعلامية مهنية متعددة المواهب والاهتمامات مذيعة متميزة ومن الطراز الفريد وممثلة بارعة ومطربة ذات صبابة وصوت بديع يحمل الشجن شاركتني في أول برنامج تلفزيوني (منوعات) (الاطباق السبعة) الذي توليت اعداده عام 1979م وأشتركت في تقديمه إلى جانب الأخ والزميل العزيز أحمد ناصر الحماطي وكيل وزارة الإعلام لشؤون الاذاعة والتلفزيون والإعلام الخارجي حالياً واشتركت في تمثيل دراما تلفزيونية برفقة الزميل الأديب والشاعر عبدالرحمن السقاف في أجمل برنامج أدبي ( أمسية الاربعاء) وغنت أجمل وأعذب الألحان والأغنيات الجميلة للأطفال في الإذاعة والتلفزيون.[c1]الورقة الاخيرة (أحلى الأمنيات) [/c]بُوركت جهود الزميلة العزيزة أمل بلجون وطوبى لها هذه الحياة الحافلة بالحب وبغزارة العطاء والإبداع الإعلامي ـ الإذاعي والتلفزيوني ـ وهنيئاً هذه النجاحات الدائمة وندعو الله العلي القدير أن يمنحها العمر المديد وأن ينعم عليها بدوام الصحة والسعادة والهناء وجميع أفراد أسرتها الكريمة.* صحفي معد ومقدم برامج تلفزيون عدن (ق 2)Email bamurhol&yahoo.com