بكـل الاتجـاهـات
بيروت /14أكتوبر/ رويترز:شيدت فيروز مملكة لم يخترقها قلم طيلة نصف قرن وتمكنت من جذب الخبر اليها حتى للكتابة عن تواريها خلف الغموض.ليس من السهل اجتياز حصونها العالية وان فعلوا فغالبا ما تعلن الصحافة الهزيمة وتكف عن نقدها وتستسلم لصوتها. غير ان مرحلة السلام هذه داهمتها مؤخرا حروب صغيرة تظللت خلف تاريخ فيروز لتنسج حوله روايات اتخذت شكل الحملات المنظمة.وتقول ابنتها المخرجة ريما الرحباني ان فيروز “تتعرض لحملة منظمة ومدروسة تطلق من حين لآخر من قبل البعض بهدف تشويه صورة فيروز او زجها في سجال او بهدف الاسترسال في الاساءة اليها في حال عدم ورود نفي منها او من مكتبها الاعلامي وهي طبعا لم ولن ترد”.وكانت مواقع الكترونية ومجلات وصحف تناولت في الآونة الاخيرة الحياة الشخصية لفيروز وزوجها الراحل عاصي الرحباني قبل وفاته في عام 1986 . كما صدرت كتب ومؤلفات دون مشورتها اضافة الى أنباء عن زيارات وحفلات في الخارج يقول البعض انها من صنع خيالات كتابها لكن ابنتهما قالت يوم الخميس “انا سألاحق كل شيء من الان وصاعدا”.وتضيف ريما لرويترز “اذا كان التزامي الصمت في الماضي قد سهل للبعض امر التطاول وتكثيف الاضاليل وشن الافتراءات فهذا لا يعني اني من الان وصاعدا لن اقوم بالرد المناسب وباتخاذ الموقف الملائم والحاسم. امام تشويه التاريخ.. تاريخ عاصي الرحباني وفيروز لن اسكت.”وعلى الرغم من شهرتها التي طالت افاق العالم الا ان فيروز نادرا ما تتعامل مع الصحفيين على مدى مسيرتها الفنية الطويلة اذ ان الاخوين عاصي ومنصور الرحباني اللذين شكلت معهما هرما فنيا كانا يهتمان بذلك.وريما الابنة التي اشتهرت من خلال اغنية (ياللا تنام ريما) التي غنتها لها والدتها في فيلم (بنت الحارس) قررت يوم الخميس استعادة هذا الدور بطريقتها دفاعا عن الام والاب الذي غيبه الموت قبل 22 عاما.وتقول “انا ريما عاصي احذر من ان تروى او تكتب او تؤلف او تنشر او تحكى او تدس سيرة او قصص او روايات عن حياة عاصي الرحباني بأي شكل من الاشكال وبأية صورة من الصور كائنا من كان مطلقها سواء كان بصفة صديق او رفيق او قريب او بعيد”.تندفع ريما نحو هذا الموقف لشعورها هي وفيروز بان بعض من كتبوا يسعون لتشويه عاصي وفيروز عبر السرد المغلوط. وتؤكد ان سرد حياة فيروز وعاصي “محصور بورثة عاصي الرحباني الشرعيين دون سواهم وبهذه الصفة احتفظ لنفسي بكل الحقوق لاتخاذ الاجراءات والملاحقات القانونية التي اراها مناسبة وفي حينه ضد اي مخالفة.”وأشارت ريما الى “ان التعرض للحياة الشخصية لا يعني الغير أساسا فكيف ان كان سردها قد أتى محرفا ومحورا ومشوها ومختلقا ومفعما بالاكاذيب ومفبركا كليا.”وأكثر ما يؤلم ريما هو بعض الاقلام الجارحة التي تستسهل الكلمة وتضرب تاريخا بناه صاحبه بتعب السنين وشقاء الايام في الدروب الوعرة وتقول “التطاول على المقامات جارح. هناك اناس قضوا عمرهم في بناء ذواتهم حتى وصلوا الى هذا المكان ليس مقبولا التطاول على المقامات والرموز يمكن لاي شخص ان يقول ان هذا الفنان له اسم كبير ولكن انا لا احبه ولا يعجبني.“لم يبق هناك حرمة...حيناً يوقعونها على عقود لم توقعها اصلا وحيناً اخر يقولون انها تطالب بأجر معين واحيانا يتعرضون لحياتها الخاصة مع عاصي الرحباني”.وأشارت الى انها ستتحرك ضد هؤلاء قائلة “خطة العمل لن افصح عنها ولا احد سيعرف من اين تأتيه الضربة وبأي ساعة.”