تحولت شرطية جزائرية من موظفة مهمتها التدخل في القضايا الشائكة التي تقع بين أفراد المجتمع أو فض النزاعات التي تحدث داخل البيت الواحد إلى واحدة من ضحاياه من النساء اللائي يتعرضن إلى عنف الأزواج، والمثير في هذه الشرطية التي أوصلت زوجها الشرطي أيضا إلى قاعة المحكمة تغلبت عليها في نهاية المطاف مشاعر الأمومة وحس الأنثى التي صفحت بكل عطف عمن اسمه «أبو أولادها» .وبحسب صحيفة «الرياض» السعودية مثل الزوج الشرطي هذا الأسبوع أمام محكمة الشراقة أعالي العاصمة الجزائر بتهمة «الضرب والجرح العمد مع الإصرار في حق الزوجة» تسبب لها عجزا عن العمل مدة أسبوع كامل في المرة الأولى وعجزا عن العمل لمدة 6 أيام في المرة الثانية، ما كلف الزوج عقوبة ستة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية تقدر ب «250دولار أمريكي» التمسها في حقه ممثل الحق العام.وحسب المصدر ذاته فإن الزوجة التي تعرضت لسلسة ركلات وصفعات من زوج كان في حالة هيجان، اقتيدت خارج بيتها الواقع بمنطقة زرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائر منتصف الليل وهي تجر من شعرها ما تسبب لها في أورام على مستوى فروه الرأس فضلا عن خدوش على مستوى الجسد، ولم تجد الشرطية ما تفعله سوى الاستنجاد بزملائها والتوجه نحو أقرب مركز شرطة يقع بمحاذاة بيتها حيث أودعت شكوى لدى مصالح الضبطية القضائية . والمحزن في الأمر أن الزوج لم ينكر التهم الموجهة إليه وقال إنه كان في حالة غضب شديدة قبل أن يعترف بأن التعنيف الذي تعرضت له زوجته الشرطية كان بسبب خلافات وصفها بـ «البسيطة» .وتعد واقعة الشرطية الجزائرية واحدة من عشرات النساء الجزائريات اللائي يتعرضن إلى الضرب المبرح ، وأماطت دراسة ميدانية أعدتها مصالح ما يعرف بالوزارة المنتدبة المكلفة بشؤون الأسرة وقضايا المرأة في الجزائر مطلع العام 2008، أماطت اللثام عن أرقام مهولة عن عدد النساء اللائي يتعرض للضرب المبرح بشكل يومي بمعدل امرأة واحدة من بين 10نساء تتراوح أعمارهن ما بين 19و 64عاماً.وأفاد التقرير الذي شمل عينة من 2000عائلة جزائرية من مختلف المستويات الاجتماعية والتعليمية على مستوى 48محافظة جزائرية، بأن الزوج هو أكثر أفراد الأسرة نزوعا إلى ضرب المرأة، فيما يكون الشقيق الأكبر هو أكثر من يمارس العنف ضد الفتاة قبل زواجها أو ضد المطلقات أو الأرامل اللائي يعدن إلى بيت الوالد. وتوجد في الجزائر على غرار دور العجزة التي تلجأ إليها المسنات من النساء اللائي يتعرضن للطرد والإجحاف و الإهانة من طرف الأبناء العاقين، مراكز للنساء اللائي يتعرضن للتضييق أو التهديد أو التعنيف والطرد من قبل الأزواج، وأكثر هذه المراكز شهرة في البلاد مركز «أس أو أس.. نساء في شدة» .
|
ومجتمع
شرطية جزائرية تقاضي زوجها بتهمة الضرب المبرح
أخبار متعلقة