واشنطن/14 أكتوبر/رويترز: يسعى الرئيس الأمريكي باراك اوباما لحث الحلفاء الأوروبيين على تأييد إستراتيجيته الجديدة لأفغانستان بإبلاغ شركاءه في حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع أن أمنهم قد يكون في خطر إذا وقع ذلك البلد في فوضى.وفي أول جولة خارجية كبرى منذ توليه السلطة في 20 يناير سيبحث أوباما الأزمة الاقتصادية في قمة مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية الكبرى بلندن يوم الخميس المقبل. وسيحضر بعد ذلك قمة حلف الأطلسي في ستراسبورج بفرنسا يومي الجمعة والسبت احتفالا بالذكرى السنوية الستين لتأسيس الحلف.وقبيل قمة الحلف مباشرة كشف اوباما عن خطة لأفغانستان حيث بلغ العنف أعلى مستوياته منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بطالبان في 2001 وحيث تعرضت بعثة الحلف لانتقادات بأنها تفتقر إلى التنظيم.ووسعت إستراتيجية اوباما التركيز الأمريكي ليشمل باكستان ووضعت على رأس الأولويات إلحاق الهزيمة بمتشددي القاعدة الذين قال أنهم يتآمرون لشن هجمات جديدة على الولايات المتحدة. وسيرسل أربعة آلاف جندي أمريكي آخر للمساعدة في تدريب الجيش الأفغاني وسيضيف مزيدا من الأفراد المدنيين للمساعدة في التصدي لمشكلات مثل ازدهار تجارة المخدرات والفساد الحكومي.لكن اوباما أكد أن التعاون الدولي حاسم لنجاح خطته ووعد بنقل الرسالة إلى أوروبا حيث بدأ صبر مواطنيها ينفد بشكل متزايد تجاه العملية في أفغانستان.وقال اوباما في خطاب بواشنطن يوم الجمعة «لا يمكن للعالم تحمل الثمن الذي سيفرض إذا انزلقت أفغانستان مجددا إلى الفوضى أو عملت القاعدة على هواها.»وأضاف «ليس أمننا هو الذي على المحك فحسب ..أنها نفس فكرة أن الدول الحرة يمكن ان تتجمع من اجل أمننا المشترك. هذا هو سبب تأسيس حلف شمال الأطلسي قبل ستة عقود من الزمان. يتعين أن يكون ذلك هدفنا المشترك اليوم.»وفي تحول لاقى ترحيبا في أوروبا تعهد اوباما وهو ديمقراطي باللجوء إلى التشاور في قضايا السياسة الخارجية بدرجة اكبر من سلفه الجمهوري جورج بوش. وتأمل إدارته أن تزيد شعبية أوباما في الخارج من أبراز مسعاه للحصول على تأييد اكبر لأفغانستان.وفي إطار إعداده للإستراتيجية الجديدة لأفغانستان أطلق اوباما مراجعة استمرت 60 يوما شملت اخذ أراء الأوروبيين بالإضافة إلى دول أخرى لها اهتمام بأفغانستان.وقال اوباما انه يأمل من الحلفاء في حلف الأطلسي «ليس مجرد قوات بل قدرات واضحة التحديد» منها دعم الانتخابات الأفغانية وتدريب قوات الأمن وزيادة الدعم المدني، وقال محللون أن ذلك قد يكون صفقة صعبة.وذكر جوان زاراتي وهو مستشار سابق لمكافحة الإرهاب لبوش «سيمثل ذلك تحديا لكني اعتقد أن الإدارة والرئيس اوباما بحاجة لان ينتهزا بشكل كامل حسن النية التي أوجداها بنهجهما الجديد والتأكيد على الدبلوماسية.»وقال زاراتي الذي أشاد بخطة اوباما ووصفها بأنها شاملة وجيدة الإعداد «التحدي الحقيقي هو أن المصالح الوطنية لم تتغير.»لكنه أضاف «لا توجد شعبية كبيرة في أوروبا وبروكسل لإرسال مزيد من القوات وبالتأكيد شهية اقل لإرسال مدنيين إلى بيئة أمنية محفوفة بالمخاطر.»وقال نائب مستشار البيت الأبيض للأمن القومي دنيس ماكدونو انه في حين أن اوباما امن بعض الالتزامات الجديدة بالموارد إلى أفغانستان قبل قمة حلف الأطلسي فإنها ستكون «عملية مستمرة» لالتماس الدعم.وسيشمل جدول اوباما في قمة ستراسبورج لقاءات ثنائية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وسيعقد جلسة ثنائية مطولة في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون.وعلى هامش قمة الحلف سيخصص اوباما وقتا أيضا للتفاعل مع الجمهور خلال خطاب وجلسة يرد فيها على أسئلة طلاب من مختلف أنحاء أوروبا.وبعد القمة سيحضر اوباما تجمعا لرؤساء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين في براج حيث يعتزم أيضا أن يوجه ما يقول مساعدوه انه خطاب كبير عن الانتشار النووي.وستلوح في أفق اجتماع براج قضية الدفاع الصاروخي. وأغضبت موسكو خطة أمريكية لنصب نظام دفاع صاروخي في بولندا وجمهورية التشيك.وكان اوباما قد اقترح أن الولايات المتحدة لن تكون في حاجة لنشر الأنظمة الصاروخية المقترحة في شرق أوروبا إذا تمكنت موسكو من منع إيران من تطوير أسلحة طويلة المدى.