أمريكا تأمر أعضاء السفارة غير الأساسيين بالمغادرة
تناناريف/14 أكتوبر/رويترز:احتفل رئيس مدغشقر الجديد اندريه راجولينا بوصوله إلى السلطة وعزز قبضته يوم أمس الأربعاء بعدما نصبه الجيش رئيسا في خطوة تجاهلت دستور الدولة الواقعة في المحيط الهندي.واحتفل راجولينا (34 عاما) مع أنصاره في الشارع بعدما اجتمع مع وزرائه لتخطيط الإستراتيجية.ويقول راجولينا أن أولوياته ستكون معالجة الاحتياجات الاجتماعية في البلاد والتخطيط لبرامج لمكافحة الفقر يطالب بها السكان والاستجابة للمخاوف الدولية إزاء صعوده واحتواء بعض المعارضة داخل القوات المسلحة.وقال أمام عدة آلاف من أنصاره خلال احتفالهم بتنصيبه في ميدان 13 مايو بالعاصمة تناناريف «سنحقق العودة إلى الحياة الطبيعية.. إلى الأمن وفوق كل شيء المصالحة الوطنية التي تأتي في قلب الديمقراطية.»وأفاد انه سيؤدي اليمين القانونية يوم السبت.واستقال الرئيس مارك رافالومانانا يوم الثلاثاء بعدما أيد معظم الجيش خصمه راجولينا الذي قاد أسابيع من الإضرابات والاحتجاجات المناهضة للحكومة.وأسفرت أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ سنوات عن مقتل 135 شخصا على الأقل وتدمير قطاع السياحة الذي يدر 390 مليون دولار سنويا كما أثارت قلق الشركات متعددة الجنسيات العاملة في قطاعي التعدين والنفط.وأوضح خبراء أن المانحين قد يقطعون المساعدات عن رابع أكبر جزيرة في العالم لكن ربما في المدى القصير فقط.وفي حين كان دعم الجيش العامل الحاسم الذي رفع زعيم المعارضة إلى سدة الرئاسة يقول محللون أن رئيس بلدية العاصمة المفصول يتمتع بدعم الرئيس الأسبق الذي يعيش بالمنفى ديدييه راتسيراكا وحلفائه.وقال بعض المحللين أن فرنسا المستعمر السابق لمدغشقر أيدته ضمنيا.ولا يعرف مكان رافالومانانا. واتهمت المعارضة رافالومانانا بفقد الاتصال بأغلبية السكان الذين يحتالون على العيش بأقل من دولارين في اليوم.وبموجب القانون في مدغشقر كان ينبغي أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ السلطة بعد استقالة الرئيس وتنظيم انتخابات في غضون شهرين بالبلد البالغ عدد سكانه 20 مليون نسمة.لكن راجولينا - وهو أقل بست سنوات من العمر الذي يؤهله لتولي الرئاسة بموجب الدستور - يقود حاليا حكومة انتقالية تعهدت بإجراء انتخابات في غضون عامين.وطالب الاتحاد الإفريقي بالاحترام «الكامل» للدستور. لكن رفض الجيش تولي السلطة يوم الثلاثاء بحسب ما طالب به رافالومانانا يعني أن الاتحاد قد لا يعتبر ما حدث انقلابا وهو ما كان سيعني تعليق عضوية مدغشقر.واستنكر رئيس جنوب إفريقيا كجاليما موتلانتي رئيس مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي وهي تكتل تجاري إقليمي تغيير السلطة في البلاد ما يبرز الصعوبات الدبلوماسية التي قد يواجهها راجولينا.على صعيد أخر أمرت وزارة الخارجية الأمريكية الأفراد غير الأساسيين بالسفارة الأمريكية في مدغشقر وجميع أفراد أسر العاملين بمغادرة البلاد نظرا لتصاعد الاضطرابات هناك.وفي بيان صدر مساء الثلاثاء حذرت الوزارة المواطنين الأمريكيين أيضا من مخاطر السفر إلى الدولة الواقعة في المحيط الهندي ونصحت بعدم الذهاب إليها.وقالت في البيان «رغم أنه لم يتم استهداف مواطنين أمريكيين حتى الآن.. تأمر وزارة الخارجية الأفراد غير الأساسيين وأعضاء الأسر بالسفارة الأمريكية في تناناريف بمغادرة البلاد بسبب استمرار الاضطرابات والمخاوف الأمنية.»ودعا البيان المواطنين الأمريكيين الموجودين بالفعل في مدغشقر إلى التدبر في مخاطر الإقامة هناك «وتوخي مستوى عال من الحذر».وأسفرت أسوأ اضطرابات تشهدها مدغشقر منذ سنوات عن مقتل 135 شخصا على الأقل وتدمير قطاع السياحة الذي يدر 390 مليون دولار سنويا كما أثارت قلق الشركات متعددة الجنسيات العاملة في قطاعي التعدين والنفط.