طرابلس/14أكتوبر/رويترز: قال سياسيون يوم أمس الاحد ان الزعيم اللبناني السني سعد الحريري أجرى محادثات مع زعيم الطائفة العلوية في مدينة طرابلس المضطربة بشمال البلاد ليل السبت الماضي مما يمهد الطريق أمام التوصل لاتفاق لانهاء أربعة أشهر من التوترات الطائفية.والتقى الحريري زعيم الائتلاف المناهض لسوريا في البلاد بعلي عيد الموالي لسوريا في منزل مفتي شمال لبنان الشيخ مالك الشعار لتمهيد الطريق لاجتماع مصالحة بين مختلف الزعماء في طرابلس.ولقي 22 شخصا على الاقل حتفهم في طرابلس منذ يونيو حزيران في قتال طائفي مرتبط بالاضطرابات السياسية في لبنان الاوسع نطاقا. كما وقع انفجار منفصل في أغسطس اب في المدينة أسفر عن سقوط 15 قتيلا بينهم عشرة جنود.والاشتباكات في مدينة طرابلس التي تقطنها أغلبية سنية اندلعت بين فصائل علوية ومسلحين من السنة. وترتبط الجماعة التي يتزعمها عيد بصلات وثيقة بسوريا التي يرأسها الرئيس العلوي بشار الاسد.ويمثل أنصار الحريري القوة السياسية السنية الرئيسية في طرابلس.وأشعل العنف مخاوف سواء في الداخل أو الخارج من احتمال أن تستغل جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة هذه التوترات في تعزيز وجودها في المنطقة أو احتمال أن تستغلها سوريا كمبرر لارسال قوات مجددا الى لبنان.وأنهت سوريا ثلاثة عقود من الزمان من الوجود العسكري في لبنان تحت ضغوط دولية عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والد سعد الحريري.وصرح المفتي الشعار للصحفيين بعد الاجتماع الذي عقد بعد الفجر بأن الحريري وعيد اتفقا على انهاء كل أشكال الوجود العسكري الظاهر في طرابلس وتسليم الوضع الامني للجيش اللبناني.وصرح الشعار قائلا “اللقاء أزال كل الاوهام وتجلت الاجواء بتفاهم وتوافق تام” مضيفا أنه يأمل عقد اجتماع أوسع للمصالحة في المدينة قبل نهاية شهر رمضان.وأردف قائلا “أنا مستعد بكل ما أمثل من وزن سياسي أن أضع نفسي بتصرف أي مصالحة أو جهد أو أي دعم مادي أو معنوي أو سياسي لنصل الى بر الامان في البلد وتثبيت السلم الاهلي.”والحريري المقيم في بيروت موجود في طرابلس منذ يوم الجمعة فيما قال مساعدوه انها مساع لانهاء العنف وتقديم المساعدات للمناطق الفقيرة في المدينة. والحريري هو رجل أعمال وملياردير لديه العديد من المنظمات الخيرية.وحذر الرئيس السوري الاسد يوم الخميس من أن لبنان ما زال في موقف هش وأعرب عن قلقه من “قوى متطرفة” مدعومة من الخارج تذكي عدم الاستقرار في طرابلس. وأثارت تصريحاته انتقادات حادة من الحريري وحلفائه.وحذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مؤخرا من التدخل الاجنبي في طرابلس والذي يشعل التوترات هناك.وألقت التوترات في طرابلس بظلالها على عودة لبنان الى الاستقرار السياسي بعد أن توسطت قطر في مايو ايار لانهاء صراع على السلطة استمر 18 شهرا بين الائتلاف المناهض لسوريا بقيادة الحريري والتحالف الموالي لسوريا بزعامة حزب الله الشيعي.