التصحر وأزمة المياه .. مشكلتان تهددان الوطن العربي
إعداد / زكريا السعدي :تعتبر ظاهرة التصحر أحد أهم المشاكل البيئية الخطيرة، التي تواجه دول العالم حالياً، خصوصاً أنّ نحو 18 % من مساحة الأراضي الزراعية في العالم العربي أصبحت واقعة تحت تأثير التصحر المدمر للطاقة الحيوية للأرض وأنّ نسبة الأرض المعرضة للتصحر 40 % من مساحة الكرة الأرضية وهي موطن أكثر من 6 مليارات نسمة.وأسباب التصحر كثيرة أبرزها المُناخ حيث يؤدي دوراً مهماً إذ تقع معظم البلاد العربية في النطاقات الجافة وشبه الجافة، حيث أنّ 95% من الأرض تحصل على أقل من 400 ملم من المطار سنوياً، وكذلك الرعي العشوائي يؤدي إلى سرعة إزالة الغطاء النباتي وما ينتج عنه من اشتداد في التعرية، وهناك أيضاً العامل البشري من حيث الضغط السكاني فقد بلغ سان البلاد العربية 307 ملايين نسمة في عام 2003م كما أنّ قطع الأشجار في الغابات في الوطن العربي التي تقدر بما يقارب 130 مليون هكتار أو 9.6% من المساحة الكلية، إلا أنّ استخدامها لا يتسم بالتخطيط الجديد وسنركز هنا على واحدٍ من أهم أسباب التصحر وهو (ندرة المياه) في الوطن العربي، فقد أكدت دراسة أنّ العالم العربي سيواجه أزمة في المياه في ظل التواجد الصهيوني والسلوكيات السلبية التي تؤدي إلى فقد المياه إلى جانب استخدام نحو 91 % في الزراعة ذات العائد المنخفض مقابل 4 % للصناعة و5% للشرب.وأوضحت الدراسة أنّ الدول العربية تعتمد على أربعة مصادر للمياه المصدر الأول يتمثل في مياه الأمطار وهي منخفضة وغير منتظمة وسيئة التوزيع.والمصدر الثاني يتمثل في الموارد المائية السطحية العذبة (الأنهار) وهي قليلة نسبياً حيث لا يتوافر للعرب سوى نهر النيل ونهري دجلة والفرات وبعض الأنهار الصغيرة وتعتبر المياه الجوفية المصدر الثالث ويقدَّر مخزونها بنحو 7734 مليار متر مكعب يتجدد منها سنوياً 42 ملياراً ويتاح للاستعمال 35 مليار متر مكعب، أما المصدر الرابع فيشمل الموارد غير التقليدية مثل مياه البحر المحلاة أو المعالجة، ومياه الصرف الصحي المنقاة ومياه الصرف الزراعي المعاد استخدامه ويبلغ مواردها 7.6 مليارات متر مكعب.وأشارت دراسة الأمن المائي العربي إلى أنّ استخدامات المياه توضح التخلف الاقتصادي للعرب لاعتمادها بصفة أساسية على الزراعة بنسبة 91 % في حين الصناعة 4% والشرب 5% فأعلى مورد من المياه يتوجه إلى الزراعة ذات العائد المنخفض وفي الجزيرة العربية تحتل الزراعة 84% من موارد مياه الجزيرة، 14% للشرب و2% للصناعة والمشرق العربي 95% للزراعة و3% للشرب و7% للصناعة والمغرب العربي 83% للزراعة و142 % للشرب 3% للصناعة وهو ما يوضح أنّ الإقليم الأوسط من أكثر الدول العربية صناعة وتحديثاً.وأخيراً تُعد ندرة المياه سبباً في التوترات والاضطرابات السياسية بين البلدان المتجاورة وقد تصل إلى الحروب بين الدول، وأرجعت ندرة المياه إلى النمو السكاني المتزايد في الوطن العربي، وعمليات التنمية الصناعية، والاتجاهات العمرانية التوسعية، وسوء الاستغلال الجيد للموارد المائية ومحاولاتها السيطرة على منابع الأنهار التي تصب في الدول العربية بمساعدة أمريكا لتنقص من حصص العربية.سوء استغلال المياه عبئاً يواجه الدول العربية 91% للزراعة 5% للشرب و4% فقط للصناعة ذات العائد المرتفع.