فيينا /14 أكتوبر/ رويترز : قال دبلوماسيون غربيون يوم أمس الثلاثاء إن ايران تواجه مشكلات فنية في معدات تستخدمها في برنامج تخصيب اليورانيوم وأوقفت مؤقتا بعض اجهزة الطرد المركزي.وأضاف دبلوماسي كبير ان ايران اتخذت هذا الاجراء بعد حدوث تذبذب في التيار الكهربائي لكن لم يتضح الى أي مدى يمكن القاء اللوم على فيروس الكمبيوتر ستكسنت. وتستخدم ايران طرازا عتيقا من اجهزة الطرد المركزي لازمته اعطال على مدى سنوات.وقال خبراء أمنيون ان اطلاق فيروس ستكسنت قد يكون هجوما مدعوما من دولة ـ ربما اسرائيل أو غيرها من خصوم ايران ـ لتخريب برنامجها النووي.ومن شأن أي تأخير في مسعى التخصيب الايراني ان يتيح مزيدا من الوقت امام جهود ايجاد حل دبلوماسي لمواجهتها مع ست من القوى العالمية -هي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا- بخصوص طبيعة انشطتها النووية.ومن المتوقع ان توزع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق أمس الثلاثاء احدث تقاريرها بشأن ايران على الدول الاعضاء.وتقول ايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم ان أنشطتها النووية تهدف الى انتاج الكهرباء فحسب لكن زعماء الغرب يشتبهون في أن تكون غطاء لجهود انتاج قنابل نووية.وقال الدبلوماسي الكبير لرويترز «لا أعتقد أننا يمكن بالضرورة ان نلقي اللوم بالكامل على فيروس ستكسنت. قد تكون هناك مشكلات آخرى لكن من الواضح أنهم تعرضوا لبعض المشكلات الحقيقية.وأكد دبلوماسي اخر أن ايران أوقفت بعض أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم عن العمل وأعادت تشغيلها لكنه قال ان ذلك حدث من قبل.وقال مسؤول ثالث ان كثيرا من الاجهزة اخرجت من قاعة الطرد المركزي بمحطة نطنز لكن لا يعرف ما اذا كانت تلك الاجهزة تخصب اليورانيوم في ذلك الوقت ام لا.ولم يحدد المسؤولون عدد الاجهزة التي اوقفت عن العمل او متى حدث ذلك او مدة توقفها.وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية على أكبر صالحي ان نشاط التخصيب لم يتوقف وان خصوم ايران لم يحققوا هدفهم باستخدام ستكسنت الذي يقول ان ايران اكتشفته قبل نحو 18 شهرا.وسبق ان أكدت ايران أن الفيروس أصاب أجهزة كومبيوتر تخص العاملين في محطة بوشهر النووية لتوليد الكهرباء التي تأجل تشغيلها طويلا لكنه لم يلحق اضرارا بأنظمة كبيرة هناك.ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن صالحي قوله «لحسن الحظ ان فيروس ستكسنت النووي واجه طريقا مسدودا... ورغبات وأحلام الاعداء لم تتحقق.ووافقت ايران بعد تردد على لقاء ممثل عن القوى الكبرى في أوائل الشهر المقبل لاول مرة منذ عام وقال صالحي ان بلاده ستعلن اخبارا بشأن برنامجها النووي بعد المحادثات المتوقع اجراؤها في غضون اسبوعين.لكن المحللين لا يتوقعون أي انفراجة فورية في الخلاف المستمر منذ فترة طويلة والذي يمكن أن يطلق سباق تسلح في الشرق الاوسط ويثير صراعا عسكريا.وقال أوليفر ثارينيرت من المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية ان مشكلات ايران الفنية ربما وسعت الى حد ما «نافذة فرصة» التعامل مع القضية على المستوى الدبلوماسي.وأضاف «لكن ذلك لا يعني أن التحدي النووي الايراني يتبدد... اذا نظرنا فقط الى المشكلات الفنية التي يتعرض لها برنامجهم للتخصيب فلا أعتقد ان هذا سيجعلهم أكثر استعدادا لاجراء محادثات معنا.وقال خبراء امنيون الاسبوع الماضي ان البحث الجديد اظهر بما لا يدع مجالا للشك ان ستكسنت صمم لاستهداف الاجهزة التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم الامر الذي يقوي الانطباعات بان هدفها هو تخريب انشطة ايران النووية.واجهزة الطرد المركزي هي اجهزة اسطوانية تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة العنصر الانشطاري في اليورانيوم كي يصلح كوقود لمحطات الطاقة النووية او لصنع قنابل نووية اذا خصب لمستوى اعلى.ومنذ توسع ايران السريع في التخصيب عامي 2007 و2008 تعطلت اجهزة الطرد المركزي بي- 1 المصممة على غرار نموذج اوروبي جرى تهريبه في السبعينات وهو عرضة للسخونة والاهتزاز.وقال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر ايلول ان عدد اجهزة الطرد المركزي العاملة انخفض الى 3772 من 3936 قبل اشهر قليلة مضت. ولم يعط سببا لذلك.وقال الدبلوماسي الغربي الكبير «يعانون من بعض المشكلات الكبيرة بخصوص تذبذب التيار الكهربائي في اجهزة الطرد المركزي...اضطروا لاغلاقها.»