الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يمينا) يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبينهما الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال اجتماع في نيويورك
القدس/14 أكتوبر/متابعات/ رويترز : أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر أمس الجمعة مدينة القدس المحتلة ومنعت آلاف الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية من اجتياز الحواجز العسكرية لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، كما اعتقلت النائب الشيخ حامد البيتاوي.وقال ذوو الشيخ البيتاوي (66 عاما) إن قوات الاحتلال اعتقلته أثناء دخوله المسجد الأقصى، بعد أن اجتاز حاجز قلنديا قرب مدينة رام الله شمال الضفة الغربية، وهو الممر الذي يجتازه الفلسطينيون للدخول للمسجد الأقصى.وأكد أفراد من عائلة البيتاوي أنه اتصل بهم في الخامسة والنصف فجرا وأخبرهم بأنه اعتقل لدى قوات الاحتلال، مرجحين أن يكون تم اعتقاله داخل مدينة القدس أو قرب المسجد الأقصى.وأكدت العائلة أن الشيخ اعتاد منذ بداية شهر رمضان على الذهاب للمسجد الأقصى للصلاة فيه وإلقاء الدروس والمواعظ في كل جمعة، وأنه لا يوجد أي قرار بمنعه من دخول القدس أو الصلاة بالمسجد الأقصى لهذا العام من قبل الاحتلال الإسرائيلي.وأشارت العائلة إلى أن سامي العيساوي -محامي الشيخ البيتاوي-أخبرهم أن الشيخ لم يصل بعد لمركز تحقيق المسكوبية الإسرائيلي داخل مدينة القدس.وقد تكرر اعتقال الشيخ البيتاوي في رمضان الماضي والذي قبله، حيث كان يعتقل بحجة منعه من دخول القدس، علاوة عن أن إسرائيل تمنعه منذ أكثر من عشر سنوات من الخطابة في المسجد الأقصى الذي كان خطيبا به.
الشيخ حامد البيتاوي
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معظم أنجال البيتاوي وحكمت عليهم بالسجن فترات طويلة بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامة (حماس) وتأييدها. وتشدد سلطات الاحتلال للجمعة الثالثة على التوالي دخول الفلسطينيين للصلاة بالمسجد الأقصى، حيث تمنع الرجال دون الخمسين عاما والنساء دون الخامسة والأربعين من دخول المسجد.وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية قد منعت قبل أسبوع الشيخ البيتاوي -وهو نائب بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حماس- من الخطابة أو إلقاء الدروس بمساجد مدينة نابلس.من جهة أخرى قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها إن الشرطة الإسرائيلية نشرت أكثر من ألف عنصر في محيط البلدة القديمة للقدس وفي الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى وحاولت منع تدفق عشرات آلاف المصلين إلى المسجد.ونقلت مصادر عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز قلنديا شمال القدس منعت آلاف الفلسطينيين من اجتياز الحاجز، ولم تسمح بالدخول سوى للنساء ممن أعمارهن فوق 45 سنة وللرجال فوق الخمسين.وأضافت أن جنود الاحتلال قاموا بالتضييق والاعتداء على المصلين المتوجهين للأقصى، ما تسبب في العشرات من حالات الإغماء، وخاصة في صفوف النساء.من جانب آخر أفاد مصدر دبلوماسي أمس الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقترح عقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كل أسبوعين لتحسين أفق محادثات السلام في الشرق الأوسط.وقال المصدر ان نتنياهو الذي يتوجه الى واشنطن الاسبوع الجاري لاجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين ينوي «تولي أمر المفاوضات بنفسه.»وصرح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بأن اقتراح نتنياهو سابق لاوانه.ونقل الاقتراح الى واشنطن حيث يقيم الرئيس الامريكي باراك أوباما مأدبة لعباس ونتنياهو في أول سبتمبر أيلول.ويبدأ عباس ونتنياهو المفاوضات في الثاني من سبتمبر بعد شهور من الاتصالات غير المباشرة. ولا يزال هناك تشكيك عميق فيما اذا كان من الممكن أن يتوصل الاثنان الى اتفاق.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان بلادها تعتقد أن كل القضايا الرئيسية يمكن حلها في غضون عام. لكن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان قال انه لا توجد بالفعل فرصة للتوصل لاتفاق خلال هذا الاطار الزمني.وقد تتعثر المفاوضات في 26 سبتمبر عندما تنتهي فترة تجميد اسرائيلي محدودة استمرت عشرة أشهر للبناء الجديد في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.وهدد عباس الذي تقتصر سلطته على الضفة الغربية بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة عام 2007 بالانسحاب من المحادثات اذا مضت اسرائيل قدما في البناء الاستيطاني.وتعارض الولايات المتحدة التوسع الاستيطاني لكنها لم تصل الى حد دعوة نتنياهو لتمديد حظر البناء وهو خطوة قد تحدث صدوعا في الائتلاف الحاكم الذي تسيطر عليه أحزاب تناصر المستوطنين من بينها حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي.وبدلا من ذلك حثت واشنطن اسرائيل والفلسطينيين على عدم اتخاذ أي اجراءات من شأنها أن تعرض المفاوضات للخطر وقالت ان قضية المستوطنات ستثار في المحادثات المقررة الاسبوع الجاري.وذكر المصدر الدبلوماسي أن اقتراح نتنياهو يقضي بأن يلتقي مع الرئيس الفلسطيني مرة كل أسبوعين «لمحاولة التوصل الى تفاهمات هادئة حول قضايا مهمة ثم يناقش الفريقان التفاصيل.»وأضاف أن رئيس الوزراء الاسرائيلي اختار فريقا صغيرا من المستشارين وعين اسحق مولخو في منصب كبير المفاوضين.ونقل مسؤول اسرائيلي عن نتنياهو قوله «المفاوضات الجادة الوحيدة في الشرق الاوسط هي مفاوضات مباشرة وهادئة ومستمرة حول القضايا الرئيسية.»وكانت صيغة مشابهة قد استخدمت في مفاوضات السلام بين رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت وعباس اللذين تحدثا على انفراد في عدد من الاجتماعات التي كانت تعقد كل بضعة أسابيع.وقال الزعيمان حين ذاك ان محادثاتهما التي أطلقت في مؤتمر عقد في الولايات المتحدة أيضا عام 2007 اقتربت من التوصل لاتفاق نهائي.لكن المفاوضات توقفت عندما اضطر أولمرت الذي تعرض لفضائح للاستقالة. ثم انهارت بعدما شنت اسرائيل حربا على قطاع غزة في أواخر عام 2008 .وعقدت معظم الاجتماعات في المقر الرسمي لاولمرت الذي أصبح أيضا أول رئيس وزراء اسرائيلي يتوجه الى الضفة الغربية منذ عام 2000 ويلتقي بعباس في مدينة أريحا.