من مذكراتي التي أحرص على تدوينها من وقت إلى أ خر هي بعض المحاضرات القيمة التي تلقيتها بعديد من الندوات أو ورش العمل.. الخ.روح الفريق الواحد "العمل الجماعي" مصطلح تعودنا ان نسمعه إن كنا نعمل كفريق من أجل مشروع ما وأبسط مثال "مشروع التخرج" الذي نطالب به من أجل تخرجنا.إن للعمل الجماعي تعريف وهو "الجماعة عبارة عن مجموعة من الناس تسكن في منطقة جغرافيا محددة ولها قيمها واتجاهاتها وتقاليدها وثقافتها الخاصة والتي تميزها.. أيضاً لاننسى أن لها أهدافها ايضاً التي تسعي إلى تحقيقها".العمل الجماعي مهم كونه في نهاية المطاف وسيلة جيدة لتحقيق أهداف "الفريق الواحد" بما فيها الأفراد الذين ينتمون إليه.فغالباً نرى شباب يعرفون تنفيذ الأمور الموكلة إليهم بأنفسهم ولكنهم لايعرفون العمل ضمن مجموعة ولايمتلكون المهارات لذلك.في كل مجموعة كبيرة.. هنا 3 أشكال من المجموعات تتكون بشكل طبيعي يجب علينا الانتباه لها وفهمها لانها في النهاية تؤثر بشكل مباشر على العمل الجماعي.1- المجموعة الأولى "الازواج":إذا شاهدنا مجموعة صف على سبيل المثال أو مجموعة موظفين أو ربما مجموعة أصدقاء نرى أن هناك أزواجاً من الأفراد تكون العلاقة بينهم علاقة حميمية، وهنا عندما اتحدث عن أزواج ليس بالضرورة "شاب وفتاة" إنما شاب وشاب أخر أو فتاة وفتاة أخرى فالعلاقة الحميمية يتشاركون الأفكار والمشاعر بينهما مقارنة بباقي أفراد المجموعة . ولذلك إن هذا النوع من المجموعة الصغيرة بلاشك له تأثيره الخاص منه الإيجابي من ناحية إذا ما اردنا تنفيذ مهمات معينة بمجموعات صغيرة ومنه السلبي الذي بدوره يؤثر على العمل ا لجماعي لأن الازواج بطبعهم كثيراً يمليون إلى اتخاذ مواقف مشابهة والانغلاف ايضاً المدافعة عن بعضهم ا لبعض وقد يهاجمون بقية افراد المجموعة ويشكلون مجموعات صغيرة حولهم.2- ا لمجموعة الثانية "النقد والهروب":هناك دائماً في كل مجموعة كبيرة أفراداً ومجموعات صغيرة تكون وظيفتها وتركيزها هي نقد الأخرين ونقد المشروع بل أيضاً ونقد نفسها ولاتتحمل المسؤولية على مايجري في المجموعة . تلك المجموعات أولئك الافراد هم بالغالب سلبيين ولايرون اي دور لهم في دفع المجموعة وتطويرها إلا من خلال النقد الهدام ولا شيء غير ذلك.3- المجموعة الثالثة "مجموعة العمل" :وهي التي يعمل افرادها من ا جل تحقيق هدف مشترك يربطهم به تجمعهم. فكل واحد من أفراد العمل لديه مهمته ا لتي يتخصص في تنفيذها وادائها.. وعليه فإن كل واحد يعمل للمصلحة العامة ويجمعهم هدف نهائي يريد جميعهم الوصول إليه وتحقيقه إليك هذه المساحة لتسأل نفسك.. ترى ماهو الفرق؟!!باختصار مفيد.. استطيع القول إن الفريق عبارة عن مجموعة من الأشخاص مجتمعين يوجههم هدف عام يطمحون ويسعون لتحقيقه معاً.. وكمثال على ما قلته، فريق كرة القدم الذي يختلف الدور الذي يلعبه كل لاعب في الفريق "دفاع، جناح، موزع، هجوم، حارس مرمى"..ولكن إن امعنا النظر سنجد أن كلهم يلعبون بتناسق تام ويتعاونون في تمرير الكرات لكي يستطيعوا تحقيق هدفهم وهو "ربح المباراة" وذلك هو تماماً روح الفريق الواحد.. لذا أسئل نفسك هل هناك عضو مهم وعضو أقل اهمية في أي فريق عمل؟!!هناك قصة رائعة.. حرصت أن أسردها هنا في مقالي هذا، فالقصة تعكس اهمية كل عضو من أعضاء الفريق في الحفاظ على سعادة الجسم الذي يعمل فيه.. إليكم القصة:" تناحر أعضاء الجسم يوماً، وأختلفوا فيما بينهم أيهم الأهم وايهم يجب أن يكون رئيساً للجسم فقال الرأس: أنا أهم عضو في هذا الجسم، حيث أنني احتوي على الدماغ وأجري كل عمليات التفكير وأركز على كل عمليات الجسم وفقط من خلالي يستطيع الفرد إعطاء ردود الفعل المناسبة للبيئة التي يعيش فيها، فإن كنتم ستختارون رئيساً فأنا هو الرئيس إذن.ضحكت العين من كلام الرأس وقالت: إنني لست أقل أهمية، فإذا توقفت عن العمل يوماً فإن الجسم سيتخبط بكل ماحوله من أشياء وتصبح الدنيا قاتمه، لذلك فأنا استحق منصب الرئاسة نظراً لاهميتي.ردت عليها الأذن قائلة: إني أهم عضو في الجسم فإنني إن لم أعمل لايستطيع الانسان تعلم الكلام الذي هو مهم جداً للاتصال مع العالم ولن يستطيع الفرد من سماع الموسيقى والالحان ولا الكلام فإن لم يكن هناك مانع فالرئاسة من اختصاصي.وهذكا.. عرض كل عضو من أعضاء الجسم مميزاته التي يتميز بها عن الآخر وتحدث كلاً منهم عن أدواره المهمة التي يقوم بها في الجسم.أخيراً قالت الامعاء الغليظة: أنا أهم عضو في الجسم وأنا من يجب أن يكون رئيساً فأنا من يتخلص من الفضلات ومن يحافظ على الجسم نظيفاً. وما ان انتهت من كلمتها الأخيرة إلا وضحكت حينها جميع الأعضاء مستهزئة بما سمعت وقالت لها بسخرية: إنها الأخيرة التي تستحق الرئاسة لان دورها ليس الأهم في الجسم.حينها إغتاظت الامعاء الغليظة مما سمعت وقررت الاضراب عن العمل، وعدم إخراج الفضلات خارج الجسم.. بعدها إختل الجسم واضطربت الأعصاب وكاد الرأس أن ينفجر وشلت الاقدام عن السير، حتى اجتمع كل الأعضاء وقرروا التأسف للامعاء الغليظة لكي تفك إضرابها ولكي تعود الى العمل. وفي النهاية لم يختر الجسم رئيساً لأنه أكتشف ان اختيار رئيساً ليس بالأمر المهم ولكن عمله كجهاز متكامل هو مايهم حيقيقياً.أتمنى أن تصلك الفكرة التي لطالما أردت أن أرسلها إليك...وتذكر: يتيح العمل بمفهوم الفريق الفرصة للاستفادة من أفضل الصفات لكل فرد في الفريق. ويثري حياة الفريق بالكامل وينجز أعمالاً أكثر ويحل الكثير من المشكلات بفاعلية أكبر.. وأهم ما يتيحه هذا المفهوم "فريق العمل" هو استحضار الهدف الجماعي دائماً نصب عينين كل عضو في الفريق وكم يلزمنا أن يكون لنا هدف واضح مفصل وما يلزمنا أكثر أن يكون هذا الهدف جماعي.علاء عصام حسن الاغبريرئيس جمعية المجتمع الالكترونيعضو مجلس شورى الشباب اليمنيمنسق المدرسة الديمقراطية في عدن.
مــرحــبــــاً
أخبار متعلقة