د. فهد محمود الصبري :لمعرفة سوء التغذية يجب أن نتعرف على ما المقصود بالتغذية ابتداءاً فالتغذية هي مجموعة العمليات التي يحصل الفرد بواسطتها على المواد اللازمة لبناء أنسجة جسمه وتجديدها، والقيام بوظائفه الحيوية المختلفة بشكل جيد. أن التغذية والصحة وفق هذا التعريف هما لفظان مترابطان ولكنهما ليسا مترادفين. فبدون الأغذية الجيدة لا يمكن الوصول إلى مستوى الأفضل للصحة، ولهذا فإن حالة الفرد الصحية تتوقف - سلباً وإيجاباً - على مدى استفادته من العناصر الغذائية اللازمة وهي المواد النشوية، والبروتينيات، والدهنيات، والأملاح المعدنية، والماء. وفي حالة الأزمات مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب ( كما هو حاصل في منطقة صعدة) فإن سوء التغذية يكون هو الخطر الأكبر والمحدق الذي يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل بالدرجة الرئيسية لما له من تأثير على الحياة والصحة المستقبلية لهم وسوء التغذية قد تكون ملحوظة أو غير ملحوظة فالحالة الغذائية السيئة غير الملحوظة، لا يحصل الجسم على متطلباته الغذائية، بشكل متكامل، مما يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الجسم ولكن بصورة غير ملحوظة، أما الحالة الغذائية السيئة الملحوظة، وهي الحالة التي تظهر فيها الأعراض المرضية نتيجة لنقص عنصر أو عناصر غذائية أساسية وضرورية للجسم للقيام بوظائفه الحيوية وهذه الحالة هي التي يعاني منها الناس أثناء الكوارث والحروب وتكون معدل الوفيات مرتفع بسببها وبسبب انتشار الأمراض ويعتبر سوء التغذية من العوامل الهامة والمؤثرة على صحة الأطفال والأمهات والحوامل والمرضعات وسوء التغذية يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات عند الأطفال وإذا لم يسبب الوفاة فهو يعتبر من الأسباب الرئيسية في قصر القامة والنمو العقلي والجسمي السليم عند الأطفال فالتغذية لها تأثير على الصحة التي بدورها تؤثر على السكان والتنمية بصور وأشكال مختلفة إضافة إلى الحق في الحياة والتمتع بالصحة والرفاهية ولهذا يجب على كل الجهات ذات العلاقة التنبه إلى هذه المشكلة في ظل الأزمة القائمة والعمل على التنسيق من أجل تلافي مخاطر سوء التغذية في تلك المناطق فالتدخلات الآن تكون انجح وتغني عن تدخلات لاحقة لا تجدي نفعاً أو تكون مرهقة ومكلفة ومعيقة للجهود التنموية للبلد.
سوء التغذية
أخبار متعلقة