الخلافات تؤجل صدور توصيات لجنة عراقية بشأن كركوك
بغداد/كركوك/14 أكتوبر/رويترز:أفادت الشرطة العراقية أن انفجار قنبلة زرعت في دراجة أدى أمس الاثنين إلى مقتل ثلاثة عمال في محافظة ديالى الشمالية المضطربة وإصابة ثمانية آخرين. ولم يكن لدى الشرطة المزيد من التفاصيل عن الانفجار الذي وقع في بعقوبة على بعد 65 كيلومترا شمال شرقي بغداد لكنها ذكرت أن حجم الخسائر في الأرواح نهائي.وأظهرت لقطات تلفزيونية أقارب الضحايا وهم ينتحبون فوق جثث العمال بعد نقلها إلى مستشفى. وصاح رجل وهو يحتضن جثة شقيقه الملطخة بالدماء «أي ذنب ارتكبت لتستحق هذا.» ورغم تراجع العنف في العراق بشكل عام مازال مقاتلون يشنون هجمات منتظمة بالقنابل خاصة في العاصمة بغداد ومحافظات شمالية مضطربة. على صعيد أخر قال ساسة عراقيون من العرب والأكراد والتركمان أمس إنهم سيؤجلون إلى يونيو تقديم توصيات بشأن مدينة كركوك المتنازع عليها بسبب فشلهم في حل خلاف بشأنها. وينظر الأكراد إلى كركوك الغنية بالنفط باعتبارها عاصمتهم القديمة ويريدون ضمها إلى منطقتهم شبه المستقلة في شمال العراق وهو ما يرفضه العرب والتركمان في المدينة. ويشير مسئولون أمريكيون إن النزاع بين العرب والأكراد بشأن الأرض والنفط تجاوز التوتر الطائفي ليصبح هو الخطر الرئيسي على استقرار العراق في المدى البعيد. وبلغت حساسية القضية حدا اضطر معه المسئولون إلى استثناء كركوك من انتخابات المحافظات التي أجريت في 31 يناير لأن أعضاء البرلمان المتنافسون لم يتمكنوا من الاتفاق بشأن كيفية إجرائها هناك. وكان من المقرر أن تعد لجنة من سبعة مشرعين هم اثنان من العرب واثنان من الأكراد واثنان من التركمان ومسيحي أشوري ولجنة أخرى مشكلة من أعضاء مجلس محافظة كركوك توصيات بشأن كيفية حل النزاع بنهاية الشهر الحالي. لكن حسن توران العضو التركماني بمجلس محافظة كركوك والمشارك في إعداد التوصيات قال إن اللجنتين اتفقتا على تمديد فترة العمل شهرين لتوفير الوقت الكافي للتوصل إلى حل وسط. وأضاف أن التوصل إلى أرضية مشتركة في الوقت الحالي صعب للغاية وإن هناك بالتأكيد حاجة لمزيد من الوقت لحل مثل تلك القضايا الخلافية. ويسلط الصراع بشأن كركوك الضوء على انقسام أوسع في العراق بين العرب والأكراد بعد نحو ست سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 والذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. ويشعر الأكراد بالقلق بخصوص دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى وجود حكومة مركزية قوية يخشون أن تهدد استقلالهم الذي نالوه بعد لأي. ويريد الأكراد إزالة آثار سياسة «التعريب» التي اتبعها صدام حسين في كركوك والتي شملت طرد آلاف الأكراد غير أن العرب بالمدينة يشكون حاليا من أن الوضع انعكس الآن حيث تعمد الحكومة الكردية إلى حشد الأكراد في المدينة وترهيب الأقلية العربية بها. وقال محمد الجبوري العضو العربي بمجلس محافظة كركوك إن الأكراد يعرقلون جهود التوصل إلى حل عاجل لمشكلة كركوك. وأضاف أن من الواضح أن هدفهم النهائي هو فرض سيطرة كاملة على كركوك. وقال إن العرب لن يقبلوا ذلك أبدا. لكن أوات محمد العضو الكردي بمجلس المحافظة أبدى تفاؤلا. وأردف أن هناك اتفاقا أساسياً بين جميع الأطراف وإن الخلاف يكمن في آليات تطبيقه. ومن المقرر أن تقدم الأمم المتحدة توصياتها الخاصة بشأن كيفية معالجة مشكلة كركوك بعد منتصف أبريل نيسان. وكان من المفترض في البداية نشر تقرير الأمم المتحدة بشأن الخلافات على الأراضي بين الأكراد وباقي الطوائف لاسيما في كركوك بحلول أكتوبر الماضي غير أنه أرجئ بسبب حساسية الموضوع. ورفض مسئول كبير بالأمم المتحدة ما وصفه بتكهنات في وسائل الإعلام بشأن محتوى التقرير الذي قال إنه «لم يكتمل... وإنه يجري بذل جهود كبيرة للغاية.» ونقل أحد التقارير الإعلامية عن دبلوماسيين في كركوك قريبين من العملية قولهم إن الأمم المتحدة ستوصي باتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة المركزية والحكومة الكردية في اربيل يمنحهما ولاية مشتركة على كركوك. وأضاف أن الخيار الآخر سيوصي بأن تمنح كركوك حكما ذاتيا على أن تعتمد على بغداد في ميزانيتها. وقال المسئول الكبير بالأمم المتحدة «لا أعلم على وجه الدقة أي الخيارات سيكون في النسخة النهائية.. ولا أعلم بالتأكيد كيف سنصيغها. «نواصل العمل على إعداد مسودات جديدة لذلك فقولي ما يمكن أو مالا يمكن أن تكون قد تضمنته مسودة سابقة.. قبل أن يراجعها أو يقرها أي مسئولين كبار .. لن يؤدي لشيء سوى تأجيج التوتر.»